بين معركتين إنتخابيتين في سورية عام 1957 وفي لبنان الاّن ..؟

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من المسلمات العلمية أن البناء الفوقي الفكري والسياسي والأخلاقي في أي مجتمع هو نتاج البناء المادي والواقع الإقتصادي والطبقي والإجتماعي السائد في ذلك المجتمع مع ترك حيّز صغير لعوامل طارئة خارجية وداخلية على هذا الموضوع ...
في دمشق وفي مطلع عام 57 حدَد موعد لانتخابات فرعية على مقعد شاغر في البرلمان السوري . بعد إدانة صاحبه الدكتور – منير العجلاني— أمام المحكمة الوطنية الخاصة في جريمة التاّمر مع حلف بغداد لإحداث انقلاب عسكري في سورية وإسقاط النظام البرلماني الديمقراطي المنتخب ديمقراطياً من الشعب والقضاء على المقاومة الشعبية المدرَبة التي أفشلت كل مؤامرات وحشود تركيا وإسرائيل وحلف بغداد وغيرها...
رشح يومها مرشح للحزب الشيوعي واّخر لحزب البعث - ... وثالث للإخوان المسلمين
وجاءت هذه الإنتخابات بعد المؤامرة الكبرى على سورية وبعد اغتيال الضابط الوطني التقدمي عدنان المالكي ... وكان مرشح البعث الأستاذ المحامي رياض المالكي , شقيق الشهيد عدنان ومن الإشتراكيين الوطنيين الصادقين داخل حزب البعث ومن الذين اضطهدوا وعذبوا بعد اغتصاب البعث للسلطة في 8 اّذار -... وأحتراماً للشهيد عدنان وتقديراً للتضحية والشهادة سحب الشيوعيون مرشحهم الدكتور مصطفى أمين ..بفضل وعي القاعدة الحزبية والشعبية التي بدأت تتكون وتنضج فكرياً وسياسياً . رغم تخلف وتبعية القيادة البكداشية القمعية .....
بينما رفض الإخوان المسلمون سحب مرشحهم ... احتراماّ لدماء الشهيد المالكي لسبب بسيط .. إن مرجعيتهم التنظيمية والعقائدية والمصلحية والعدائية للاّخر الاّ تية من وراء الحدود أو من عقولهم القرووسطية ...
رشّح الإخوان المسلمون يومها مرشدهم العام الأستاذ مصطفى السباعي وكان أستاذنا في مادة الأحوال الشخصية في كلية الحقوق بدمشق .... جند الإخوان المسلمون يومها معظم أئمة الجوامع وجلبوا من مصر أئمة الأزهر وخطباءه ليملأوا سماء دمشق بترهاتهم وصراخهم لمحاربة الكفر والكفار وأعلنوا المعركة بين الإيمان والله الذي يمثله مرشحهم , وبين الكفر والإلحاد الذي يمثله مرشح الشيوعيين والبعثيين الأستاذ المالكي ...
كل هذا النفخ الإخونجي .. لم يحقق أهدافهم يوم كان المجتمع المدني السوري معافى بصحة جيدة ويوم كانت الحريات العامة مصونة والعسكر والجيش متاّخين مع الشعب وحرّاس لنظامه البرلماني – مهما كانت تلك الفترة قصيرة ...
في الأحياء الإسلامية الرئيسية التي راهن الإخوان المسلمون عليها , نال مرشحنا المالكي 70% وسقط المرشد العام للإخوان سقوطاّ مدوياّ كما سقط في الحصيلة النهائية بنفس النسبة ,, كذلك سقط مرشحهم في الإنتخابات التكميلية في مدينة حمص ونجح مرشح التجمع الوطني الديمقراطي ...
واليوم تتكرر العملية نفسها في لبنان ولو بأدوات أخرى في انتخابات المتن الشمالي الفرعية بعد اغتيال الشهيد بيير الجميّل نائب المتن على أيدي المخابرات الأسدية المجرمة التي تحمل إسم – فتح الإسلام -- كما يعلم الجميع ...
كان من المفروض أخلاقياً وإنسانياُ ترك المقعد النيابي الشاغر في المتن لوالد الشهيد ... كما حدث في بيروت سابقاّ بعد استشهاد الإعلامي المناضل الوطني البطل النائب جبران التويني قائد إنتفاضة 14 اّذار مع رفيقيه الشهيدين – سمير قصير وجورج حاوي ضد الإحتلال الأسدي للبنان الذي تم بحماية حراب أمريكا وإسرائيل ... لكن نفس العقلية الظلامية التي قبعت خلف انتخابات الأمس ووجهتها , تقف اليوم لترفض احترام الشهادة والشهداء وتصر على خوض المعركة الإنتخابية ضد والد الشهيد الجميّل ... دون أي مبرر أو مكسب سياسي حتى ولو نجح مرشحها أو الأصح مرشح الهيمنة الأسدية – الإيرانية الذي لايقدم ولايؤخر , ولن يحقق حلم طاغية دمشق وأيتامه في لبنان بإعادة الوصاية الأسدية عليه ... كما لن ينقذ القتلة من المثول أمام المحكمة الدولية لينالوا جزاءهم العادل في محاكمة عادلة .. كنا نتمنى تشكيلها في دمشق على أيدي قضاة ومحامين وطنيين وشرفاء وعادلين لمحاكمة جميع القتلة واللصوص الذين ترعرعوا في كنف النظام وملأوا أرض سورية الحبيبة بالدماء البريئة والمقابر الجماعية والسجون والمعتقلات ... ونفثوا في سمائها غيوماً من غبار الكذب والخداع والخيانة والشعارات الدونكيشوتية ... زاعمين أنها غيوم الغيث والخير والعطاء ... لكن نور شمس الحقيقة لا يحجب بغربال ممزق وبغبار التصحير . - الذي يسمونه في العراق : طوز – أو تصحير العقول لتسود المخازي الأسدية وإنتاج – ولاية الفقيه – ولله في خلقه شؤون ..؟؟؟؟.
لاهاي – 4 / 8

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات