أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 1 ..















المزيد.....

مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 1 ..


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1

حقائق التاريخ تؤكد .. لم يأت العرب إلى فلسطين غزاة من بلدان أخرى ، وإنما هم أهلها .. وجدوا معها منذ أن وجدت .. مثلما هي أرضها ووديانها ورواسيها .. ونبتوا فيها مثل الزيتون والريحان والزعتر
الغزاة هم الصهاينة .. قراصنة القرن العشرين .. الذين خططوا .. وتآمروا .. وتحالفوا .. وخدعوا .. وكذبوا .. لاقتلاع ملايين المهاجرين اليهود من كل صقع في الأرض لاغتصاب فلسطين .. ليبدأوا مع حلفائهم القراصنة العريقون في الغرب الاستعماري ، حرباً على شعوبنا العربية مثلما فعلوا في القارة الأميركية ورود يسيا وجنوب أفريقيا وأوستراليا ، لامتلاك أرضنا المتميزة الموقع وسط الدنيا ، وليجعلوا منا عبيداً لهم وأداة لثرائهم وسيطرتهم على أمم الأرض الأخرى
بيد أن الصراع الدموي غير المتكافئ والذل القومي والإنساني ، الذي جاء به إلينا المشروع الصهيوني المترافق مع المشاريع الاستعمارية ، قد ولد من جراحنا النازفة ظلماً وغدراً ومن مشاعرنا الوطنية وحقوقنا الإنسانية المقدسة .. ولد في أرضنا وإرادتنا المقاومة .. المقاومة النبيلة البطلة ضد المشاريع الاستعمارية والصهيونية ، التي بدأت منذ مئة عام ولما تنته بعد .. ولن تنته حتى تنتهي هذه المشاريع وخاصة المشروع الصهيوني العنصري المغاير لكل مفاهيم ومعايير الكرامة والحقوق الإنسانية كما انتهت المشاريع العنصرية الاستعمارية في جنوب أفريقيا ورودسيا وغيرها التي ابتلت بالغزو الاحتلالي العنصري

2

المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897 ، كان الطلقة الأولى في هجوم المشروع الصهيوني لاغتصاب فلسطين وإقامة " دولة إسرائيل العظمى " في الشرق الأوسط . لم يكن وقتها حرب نازية كونية قائمة على العالم ، ولم يكن قبلها هولوكست يحرق اليهود وغير اليهود من الأبرياء في جحيمه . كان الحلم الصهيوني بإقامة كيان قومي خاص للبورجوازية اليهودية هو المحرك الأساس لهذا المشروع العنصري . وعليه بنى حاملوه هيكلهم " المقدس " وخلقوا أساطيرهم ، وانطلقوا بدأب يبحثون عن شركاء وحلفاء في بلدان ا ستعمارية عريقة لها مصلحة في دعم هذا المشروع ، لضمان مصالحهم ومطامعمهم المشتركة الجيو - سياسية في الشرق .
وكانت الصفقة القذرة بتحالف المشروع الصهيوني مع الاستعمار البريطاني في بدايات القرن العشرين .. بدءاً من وعد بلفور المشؤوم عام 1917 ، ومن ثم تطورت هذه الصفقة إبان وبعيد الحرب الكونية الثانية ، لتوحد ، انسجاماً مع تداعياتها ونتائجها المشروع الصهيوني مع مصالح الإمبريالية الدولية وعلى رأسها الإمبريالية الأميركية ، حيث جرى نقل المشروع الصهيوني إلى مرحلة الحسم في الإنجاز
كانت المعارك الأولى ، منذ منتصف الثلاثينات إلى منتصف الإربعينات ، تدور بين الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال البريطاني بإمكانياته المتواضعة وبين الصهاينة في فلسطين والصهاينة المهاجرين الجدد إلى فلسطين .. كانت حرب عصابات أكثر مما هي حرب جيوش ، تتقاتل وتتذابح للسيطرة على بلدة هنا أو تلة هناك ، ثم اتسعت بعد الحرب الكونية الثانية وصارت حرباً طاحنة انتهت ، بالدعم الصهيوني والاستعماري الدولي باستيلاء الصهاينة على أكثر من نصف فلسطين . وقد لعب الجيش البريطاني المستعمر دوراً أساسياً في مساندة وانتصار القوى الصهيونية المسلحة ، إن في دعمها بالسلاح والمساندة العسكرية المباشرة أحياناً ، أو بملاحقة المقاتلين العرب لتجريدهم من أسلحتهم واعتقالهم وإعدام كل من يوجد بحوزته من المعتقلين رصاصة واحدة .
بيد أن أقسى ما واجهه الشعب الفلسطيني شبه الأعزل ، هو عجز وخذلان النظام العربي آنذاك له ، لاسيما عندما سلمت الدول العربية قيادة قواتها المشاركة بحرب " تحرير فلسطين " عام 1948 إلى الملك الأردني عبد الله الأول ، الذي نصبه الإنكليز ملكاً على الأردن عام 1919 ، وسلم هو القيادة العسكرية العامة للقوات العربية إلى قائد جيشه الإنكليزي الجنرال " غلوب باشا " . وكانت النتيجة المأساوية لتلك الحرب المهزلة ، التي خاضتها سبع دول عربية بأقل من خمسة عشر ألف جندي وبسلاح متخلف ، مقابل أكثر من مئة ألف جندتهم الحركة الصهيونية من فلسطين ومن خارجها ، وجندت وتحالفت لنصرتهم التواطؤ البريطاني ، بواسطة غلوب باشا وغيره من الجنرالات والقدرات المسلحة

3

لقد أراد الصهاينة من حرب عام 1948 أن تكون هزيمة ما حقة لإرادة الشعب الفلسطيني وللشعوب العربية الأخرى . أرادوها ا ستسلاماً أبدياً للمشروع الصهيوني من النيل إلى الفرات . ولتعظيم انتصارهم المدعوم دولياً وتبخيس وإذلال العرب ، طرحوا لفترة زمنية امتدت عقوداً من السنين أكاذيب وأ ساطير مؤدلجة تمجد " عظمتهم وتفوقهم الأسطوري " الذي لايقهر . وذلك من خلال تغييب دور القوى الاستعمارية وخاصة أميركا وبريطانيا وفرنسا بدعمهم غير المحدود بالمال والرجال والسلاح والتكنولوجيا المتطورة ، وتغييب الدور الاستعماري في تقسيم الكيان العربي وتمزيقه وتخلفه ، وفي تغليب ميزان القوى الشامل لصالحهم ، في معاركهم وحروبهم غير المتكافئة مع الشعوب العربية الضعيفة المحتلة أو الفقيرة المستقلة . وأرادها النظام الرسمي العربي أن تكون نكبة تفت في عضد المقاومة . وعقدوا مع الكيان الصهيوني اتفاقات هدنة وتسالم حدودي . وكان أول حاكم عربي التقى الصهاينة في جزيرة رودوس وفاوض ووقع معهم عهوداً ومواثيق ، هو الملك عبد الله الأول .. وكان هو أول حاكم عربي يدفع رأسه ثمن " مبادرته " الروديسية

4

بعد الدخول عام 1948 في مرحلة الهدنة في الصراع العربي الصهيوني ، دخلت البلدان العربية مرحلة جديدة من التحولات والصراعات السياسية ، كان محورها ، هو الهم الفلسطيني .. الذي تمدد بسرعة فائقة ليصبح هماً عربياً شاملاً ، اندمجت فيه مهام التحرير في البلدان التي ما تزال تحت الاحتلال الاستعماري وبناء وتقوية البلدان المستقلة ، مع مهام مواجهة اختراق الكيان الصهيوني لقلب المشرق العربي . ومنذئذ حملت بلدان المشرق العربي ومعها مصر العبء الأكبر في الصراع مع المشروع الصهيوني المتحالف مع المشاريع الإمبريالية البترولية - الجيو - سياسية في المنطقة
ورغم ثقل مهام تلك المرحلة المعقدة الصعبة وأهمها انتزاع الاستقلال ومن ثم حمايته وبناء الدولة ومقاومة التخلف والاستبداد ، كانت الجماهير العربية تعبر عن تصميمها على رفض المشروع الصهيوني والمشاريع الاستعمارية الأخرى ، وتردد في مناسبات الأعياد عبارات ملؤها التحدي والتفاؤل مثل " العيد اللي جاي بفلسطين " وكانت الأهازيج والأغاني ، التي ترد الروح ، تبدأ أو تتضمن .. أو تنتهي بكلمات مثل " عائدون .. أو سنعود " وأجمل ما غنى محمد عبد الوهاب من قصائد هي قصيدة " أخي جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدا " . لقد تربت أجيال على عشق فلسطين وعلى عشق القتال لاستعادة ما سلبه الصهاينة من فلسطين ، ونهضت أحزاب وحركات سياسية على رافعة فلسطين ، ودخلت فلسطين القلوب والعيون وأناشيد الجيوش والمدارس
وقد عبر عدد من الانقلابات العسكرية عن ذلك الرفض أيضاً ، وخاصة انقلاب " ثورة 23 يوليو " 1952في مصر وانقلاب 14 شباط 1954 في سوريا وانقلاب " ثورة 14 تموز " 1958في العراق

5

في أواسط الخمسينات حاول الكيان الصهيوني متكئاً على بريطانيا وفرنسا ، أن ينتقل إلى مرحلة توسعية في مشروعه الاستعماري ، فاحتل إبان العدوان على مصر عام 1956 سيناء حتى الضفة الشرقية لقناة السويس . لكن صمود مصر شعباً وحكومة بدعم قوي من الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية أجبر المعتدين على الانسحاب من الأراضي المصرية إلى حدود ما قبل العدوان . ما أدى إلى نهوض قومي تحرري شكل مشروعاً مقاوماً للمشروع الصهيوني والمشاريع الامبريالية الأخرى .. وانطلقت ثورة الجزائر وجنوب اليمن ، وكسر الشعب السوري الحصار المفروض عليه ، وهب الجيش الأردني وطرد غلوب باشا من قيادته ودعم حكومة النابلسي الوطنية في الأردن ، وهزمت المقاومة في لبنان التدخل الأميركي وسقط كميل شمعون ، وثار الجيش والشعب وأسقطا النظام الملكي وحلف بغداد الاستعماري في العراق. وكانت أهم تجليات ذلك النهوض هي إقامة الوحدة السورية المصرية تحت ا سم الجمهورية العربية المتحدة ، التي عززت ثقة الشعوب العربية بنفسها وبقدراتها على مواجهة التحديات التي تتعرض لها وفي مقدمتها التحدي الصهيوني
إن أهم ما يلفت في تلك المرحلة هو تجذر المصالح والتحالفات بين الكيان الصهيوني والقوى الإمبريالية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية ، ونمو وتوطد العلاقات بين حركة التحررالعربية وقوى التحرر الوطني في العالم ، الذي تجلى بعقد مؤتمر باندونغ للشعوب الأفرو - آسيوية ، وتأسيس منظمة دول عدم الانحياز ، التي ضمت كل الدول المتحررة في مختلف القارات ، وتعزيز الروابط والمصالح بين هذه الدول ودول المعسكر الاشتراكي . ونشوء ثنائية في أسلوب الحكم متناقضة مع معايير الدولة المعاصرة ومع ا ستحقاقات المرحلة في عدد من البلدان العربية الأساسية ، هدرت الكثير من الطاقات الوطنية ، هي ثنائية الاستبداد والوطنية .. أو الاستبداد والقومية التحررية
وكان العدوان الإسرائيلي ، الذي أعد له جيداً من قبل الدوائر الصهيونية والأنكلو - أميركية ، على سوريا ومصر والأردن ، الذي كان يهدف بالدرجة الأولى إلى ضرب المشروع القومي العربي التحرري الناهض بتدمير المؤسسة العسكرية العربية في سوريا ومصر ، التي كانت تشكل آلية هذا المشروع الرئيسية في تلك المرحلة ، وا سقاط النظامين السوري والمصري المعبرين في حينه ، رغم نواقصهما في مسائل الحريات والتحالفات الداخلية ، عن رفضهما المطلق للمشاريع الصهيو - ا ستعمارية ، ولقطع الطريق ، ا ستباقاً تاريخياً ، على إمكانية نشوء قوى رفض عربية جذرية ديمقراطية تؤسس لنهوض تحرري قومي ، من الصعب السيطرة عليه أو مقاومته أو احتوائه ، بل ومن الصعب في مناخات مثل هذا النهوض أن يظل المشروع الصهيوني متمتعاً بفرص الاستمرار أو البقاء

------------------------------------
يتبع



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة أولويات أم أزمة نظام .. ؟
- نداء شهداء معبر رفح
- استحقاقات عودة الزمن النقابي
- صفقات شيطانية
- هل حقاً أن الشعب قد انتخب وأفتى .. ؟
- اسقاط جدار العزل السياسي مهمة أولى
- مأساة الديمقراطية في الشرق الأوسط
- من أجل ضحايا الاعتقال السياسي .. والحرية
- الجواب على سؤال الهزيمة
- السلطة والثروة في الصراع السياسي
- التجمع اليساري الماركسي ( تيم ) مابين التكامل والتمايز
- خوفاً من ألاّ يفوز الرئيس المرشح للرئاسة
- سوريا إلى أين في المنعطفات الإقليمية الجديدة .. ؟
- في الأول من أيار .. عيد العمال العالمي
- أبطال الحرية .. سلاماً مع الاعتذار
- قمة ملتبسة لأنظمة مهزومة
- العودة إلى الشعب
- شعب جدير بالحرية والنصر
- حس المسؤولية الضائع .. الانتخابات مجدداً
- معك ياأم الكون في يومك العالمي


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - مئة عام من المقاومة .. تحولات وآفاق .. 1 ..