أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مرح البقاعي - المنتحرون ‍!














المزيد.....

المنتحرون ‍!


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 11:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خمسون عراقيا ضبطهم قاتلهم متلبسين، في حالة معاشرة للفرح غير شرعية، وذلك في غمرة إعلانهم عن غبطة طارئة تأججوا بها خلال احتفائهم بتأهل فريق كرة القدم العراقي إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية!.

خمسون عراقيا ينضمون اليوم إلى معلّقة الآلاف من القتلى الذين قضوا جراء فصول مسرح القتل "المكبثي" في العراق، القتل الذي تقلبت مرجعياته من العمل الحربي المقاوم بداية، الذي سرعان ما انحرف إلى حالة من النزوع الطائفي أو الحزبي أو الارتزاقي، وصولا به إلى الانتقامي الثأري الأخرق.

فما سر "عقائدية" الموت التي تلف رقاب أهل العراق لتزاحم مرجعية الحياة لديهم ـ الحياة فرحا أو بأسا في آن؟ وكيف ارتبط ذاك الموت ارتباطا عضويا بيومياتهم، وكأنه آخر الاتجهات بعد ان انفلتت بوصلة زمنهم الأعسرعلى المزيد من الفوضى والغبار والعماء؟ ولماذا كل هذا الدم المدلوق على أرض النهرين حيث لا رقيب ولاحسيب، ليس إلا حمّال كأس موتور، يدوّرها على الملأ، لا يقصر منها يانعا أو رميما، راكدا أو دافقا، مدنيا أو محاربا، غضا أو طاعنا في سنواته العراقية العجاف؟!

هل يعقل أن تزج لحظة الفرح حين ولادتها في تابوتها الموعود من حراس الجريمة الجوّالة؟ ولماذا هذا الاختصار للبهجة في زوبعة يديرها معتنقو الأحقاد المستترة؟ وهل يصلي المنتحرون على سجادة الله، أم أنهم يباشرون جنتهم وبيمينهم معول يقطروجع القتلى؟ ومن ذا القادرعلى إقصاء كل هذا البياض ليلوّن دجلة بكحل عين لا يجف دمعها؟

تحالف جهنمي مع الموت، وتسويق عجائبي لحرفة القتل على الهوية، ثم العقيدة، ثم الطائفة، ثم المذهب، واليوم القتل بتهمة الجراءة على إعلان الفرح الذي تلوّن بلون الحس الجمعي الواحد لأول مرة منذ سنوات من الفصام البغيض بين أبناء النهرين ـ الملتئمَين في مائهما الأبدي.

كيف الخروج من عنق الزجاجة المسدود بخثرة فتوى كل هذا الدم المجاني؟ من يضرم سعار هذا الموت الرائج بلا هوادة؟ من يفك شيفرة اللعنة التي انزلقت بأحفاد غلغامش إلى شفير مقابرهم الجماعية؟ في أية سيكولوجيا يدور المنتحرون حين يُُقتلون ليَقتلوا وحسب؟ من يرفع القسطاط بين القاتل والقتيل بعيدا عن التجريم المتبادل وأوهام الخيانات المستوردة؟ من يعيد الموتى إلى أيتامهم الذين يكبرون في عراء الطفولة المقصوصةالأهداب؟ من يفك ضفائر العذارى الذين لم تجف دماؤهم من اغتصاب مكين؟ كيف تناغي أم وليدها والعويل يصم آذان المدينة؟ وإلى أين يأوي الموتى بجثثهم ولا أكفان تتسع لكل هذا الموت المحمول على صليب النهايات؟

خمسون عراقيا ضبطهم قاتلهم متلبسين في حالة معاشرة للفرح غير شرعية ...

وبانتظار الفرح الذي لن يكتمل في أرحامه، من يواسي "كرة القدم" في بتر بهجة انتصارها للعراق الكليم؟ وإذا كانت الرياضة ـ على حيادها ـ قد عجزت عن رسم مجرد دوائرلبهجة سوريالية عابرة في زمن السياسات المؤدلجة الرابضة، فأية قدرة ستدّعي بعد اليوم إعادة صياغة المشهد العراقي من رميمه ـ الجحيم؟!.

سؤال نعيده إلى كل المنتحرين الافتراضيين الذين يجهزون أكفانا طازجة لأي طارئ من فرح أو ألفة قد يؤسسس لعودة غيض من عافية إلى جسد العراق الوجيع !.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وديعة رابين أم وديعة الأسد ؟
- لا عزاء للسيدات
- تحييد الإسلام السياسي
- أل التعريف والأندلس المفقود
- المحور الثالث يطلق مشروعه الجديد: الحوار العربي الأميركي
- الشبكة.. والغربان
- -حروب -المؤمنون الجدد
- مرح البقاعي: الشاعرالفرد في مواجهة العالم
- عين سوريا السينمائية
- ليس للمساجلة
- إعلان سوريا
- الشعر بين القبض على الماء أو الانسحاب في نجمة
- هي
- انقلاب رجالّي لإنقاذ سوريا
- إلى سجين
- سينما الهويات
- الاثر والبخور واليمن السعيد
- شعر العالم: الشاعرة سو كووك كيم
- عاطفة الضوء
- شعر العالم


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مرح البقاعي - المنتحرون ‍!