أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - القافلة السياسية في العراق الى أين تسير؟















المزيد.....

القافلة السياسية في العراق الى أين تسير؟


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم أُرتُكب من جرائم باسمك يا حرية .. صرخة الحرية ارتفعت أيام الثورة الفرنسية التي قامت سنة 1789م ، ولا زال واقعها ملموساً حتى اليوم ، حيث انتشرت حينها الأفكار القومية الأوروبية بصورة ألهبت المشاعر وأعطت قدسية وربما ألوهية لفكرة الوطن والأمة ، وقد أدى ذلك اللهب القومي لنشوء حركات عنصرية ووصول الحكم النازي في ألمانيا والحكم الفاشي في إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى. وقام هؤلاء الحكام المستبدون الذين حكموا في تلك الفترة باستخدام حماية أمن الدولة ضد جميع المعارضين واعتبروا المعارض السياسي مجرما وعدوا للشعب لأنه عادى نظام الحكم القائم.
ومع تطور الدولة القومية الفرنسية واحتلالها الموقع الأساسي في تركيبة الأمم المتحدة تعزز كيان الدولة وأصبح بإمكانها أن تصدر القوانين الاستثنائية، أو أحكام الطوارئ بحجة محاربة الإرهاب والتطرف إلخ.. وأنشأت الدولة محاكم أمن دولة ومحاكم استثنائية لمعاقبة المخالفين لها، رغبة منها في المحافظة على أمن الدولة التي يواجهها اتجاه المطالبة بحقوق الأفراد وحرياتهم الاجتماعية والمدنية. إذ أن إباحة الأمر للدولة لحفظ "أمنها" دون حدود يؤدي بصورة حتمية لسلب الأفراد والجماعات أمنهم وطمأنينتهم وحرياتهم وحقوقهم التي منحها إياهم دستور البلاد .
دخل ألامريكان العراق باسم الحرية والديمقراطية ،
دخل الأبرياء الى السجون باسم الحرية والديمقراطية ،
دخل أناس متهمون بدون محاكمة الى قبورهم فرادى أو جماعات ،
دخل الكثير على الشبهة وعلى المزاج سجوناً ليس هناك في التاريخ أقسى منه مثل سجن (جوانتانامو) و سجن (أبوغريب) باسم المحافظة على شعار الحرية والديمقراطية وابعاد الارهاب ومكافحته ، هل هذه النغمة المتكررة الصادرة من اسطوانة مشروخة تلائم عصر العولمة الحالي ، عصر القطبية الواحدة يرأسها رجل وصل الى الرئاسة بالمال وبحكم القضاء ، وهل أن الجماعة يعنون ما يعلنون عنه وهل هم جادون في ضميرهم وقناعتهم أن كل هذا غوغائية وافتراءات ، المقصود بها تمرير ما يريدون تمريره ومنع ما لا يحقق أطماعهم الاستراتيجية النفطية ، تراهم يكيلون الكيل بمكيالين كل من لهم أثر في القرار وفي القضايا التي تطرح للنقاش في دهاليز سياستهم ليصلوا الى قرار يجمع الصيف والشتاء وعلى سطح واحد ، وآية ذلك أن الجيش الاسرائيلي له حق البطش والقتل وهدم بيوت الفلسطينيين على رؤوسهم ، وهذا يقع في خانة الحلال والحرام والمبرر والمسموح به ، وينسجم مع القانون ، بل هو حق من حقوق الديمقراطية ووسيلة لتطبيقها ، وإن أي اعتراض على هذا الاحتلال لا يمكن قبوله وهو يقع في خط الارهاب بعينه وأمريكا معنية ومسؤولة عن محاربة الارهاب ، رفعت شعاره أعلى وأعلى بعد أحداث أيلول ، اذا كانت قاعدة القرار العدالة ، فالعدالة لا ترضى بحالتين لتحقيقها ، واذا كان القانون ينص على ذلك فهو القانون الذي سنته الادارة الامريكية في مكافحة الارهاب بعد أن وضع تعريفاً للإرهاب فصلت فقراته كما يفصل خياط الملابس قطعة القماش لتلائم شخصاً معيناً وتكون له بدلة يخرج بها وهو يعتقد أنه مثال للعدالة والسيادة والجلوس على منصة القرار ، إن قانون الارهاب بمفرداته ومجموعه عبارة عن تطريز مفاهيم بطريقة غير متجانس على قطعة قماش يراد بها تحقيق العدالة والتساوي بين الناس ، وتفرق بين الضحية والجلاد وبين المعتدي والمعتدى عليه ، إذاً ايُعقل أن يقَبِّل حذاء الجندي الأمريكي الذي يضعه على رقبة قاضٍ عراقي أو رئيس سياسي باس الديمقراطية وتطبيق الديمقراطية أو الدعوة لها ، وإذا ما احتجت الضحية على مثل هذه الاهانة والتي حدثت لرئيس المجلس النيابي (حاﮔم الحسني) ومجرد الامتعاض منها يعتبر هذا دعوة للارهاب والتمرد على اصحاب الديمقراطية . لقد هزلت العدالة حتى بان عظمها وتراجعت مفاهيم الديمقراطية حتى شرعنت لها الاعتذار الديمقراطي الاعتراضي تقديراً للديمقراطية وأنشأت مثل سجون جوانتانامو وأبوغريب والشعيبة بالبصرة على اعتبار أنها سجون تأهيل للمواطن لغرض الاندماج في المجتمع المدني ، أتساءل ويتساءل معي الملايين أين نحن من هذه القافلة المريبة ، القافلة التي يرأسها شخص له القدرة على تحريم الحلال وتحليل الحرام ، ويأتي بمفاهيم تختلف عمّا حصلت عليه الشعوب عبر نضالها الطويل وانتقلت اليه جيلاً بعد جيل ، وكم من شهداء قدمتهم تلك الشعوب وكم من دماء كالأنهار سالت من أجل توضيح الديمقراطية الصحيحة والحرية والمساواة التي قامت من أجلها الثورة الفرنسية ، وهي الآن ماثلة للعيان وهي نبراس لثورات تحررية أخرى كثورة الجزائر وثورة العشرين العراقية وثورة المغرب بقيادة عبد الكريم الخطاب وغيرها التي دقت شعوبها باب الحرية وصولاً الى ديمقراطية سليمة غير مشوهة. ثم وللأسف جاء فيضان العنف والقرار التسلطي والرغبة في تنصيب أنظمة وترسيم خرائط على يد سياسة فاشية جديدة ، حتى أصبحت هذه السياسة هي سمة القرن الواحد والعشرين .
بعضهم يشبه الحاكم العسكري الأمريكي بذلك الملة أيام حكم السلطنة العثمانية وهو يأتي الى طلبته الصغار الذين يتلقون العلم على يديه ويحمل كتاباً في يد وخيزرانة في يده الأخرى وتلعب الخيزرانة على أجساد الأطفال الذين يشاء حظهم العاثر أن يكونوا في ظل هذا المعلم الجاهل (الملة) ، وهكذا كان مصير الشعب العراقي بالنسبة الى قوات الاحتلال، كل الشعب العراقي أطفال واللاحتلال هو الذي يرعى مصالحهم ، فإما أن يردد الشعب العراقي من شماله الى جنوبه شعارات الملة الأمريكي الجاهل في مفاهيم جديدة من طائفية ومحاصصة وعنصرية وفدرالية أو تلعب بجسمه الخيزرانة ، وخيزرانة الحاكم الأمريكي تطورت وأصبحت الى قمة البطش ودكّ المدن وضرب المعابد والمساجد وكل شيء حافظ عليه العراقيون بدمائهم. أتساءل ويتساءل معي الغير أي نوع من الحرية أتى بها هذا الاحتلال ، أهي كثرة الأحزاب الطائفية ، الأحزاب التي جعلت من الدين والمذهب والعنصر جسراً للوصول الى الحكم ، أم أن كثرة الصحف الصادرة وهي بالمئات ، وما قيمة ما تكتب الصحف ، اذا لم يكن هناك أذناً صاغية تراعي المصلحة العراقية أولاً بأول ، أم أن كثرة الفضائيات وتعددها وهي على الأكثر تبث سموم الطائفية والعنصرية ، اذا كانت الحرية تقاس بعدد الأحزاب فالعراق يدعوا الله أن يرجع له نظام في قوانين تحرم الدعوة الى الطائفية والعنصرية والفدرالية ، فدرالية في الشمال (فوق) ، وفدرالية في الوسط والغرب ، وفدرالية في الجنوب ، والكل من هذا الجوق ينفخ في قِرَب التفرقة والعنصرية والطائفية ، ليصل الى تخريب النسيج العراقي المتماسك لمئات السنين، هذه الجموع هي جموع مسلمة تقرأ قرآناً واحداً وتصلي لقبلة واحدة اتجاهاً وقناعة وتعبداً لتعكس إيمانها بالله الخالق ، فما حصل الآن ليس الا تعبئة فكرية ملوثة بأن عراق الاسلام متفرق ومنقسم الى طوائف منها الشيعة والسنة ومتفرقون أدياناً مثل المسيحية والصابئة والمسلمين والشبك ، وعنصرياً عرباً وأكراداً ، واذا أراد الاحتلال أن يحملنا جميلاً بكثرة الصحف والفضائيات فما قيمة كثر الصحف اذا لم تكن صحفاً هادفة غايتها تلاحم الشعب وليس تفرقته ، وما قيمة الفضائيات يوم ترى كل يوم تحريضاً من فئة على أخرى يتهمهم بأنهم ارهابيون ، والارهابيون يتهمون الغير بأنهم ارهابيون ، ولم يجد المرء أي فضائية تستطيع أن تعلن رأيها بوجوب تحديد فترة الجلاء وانها الاحتلال. في مثل هذا التلاطم وفي مثل هذه الأمواج المتعاكسة بعضها على بعض ، وفي مثل هذه الصراعات الطائفية والعنصرية ، وفي جو مكهرب يشم منه رائحة حرب أهلية كان لها أن تستعر حسب ارادة كارهي الشعب العراقي ، وما خطط في أجندة الاحتلال لولا سعة تلاحم وتشابك مكونات الشعب العراقي سواء بالمصاهرة والتزاوج أو بالمساكنة والتجاور ، أو بالتجارة والمصالح ، أهناك أمل أن يكف الاحتلال عن نفث هذه السموم ، وهل سيركن عن محاولاته لاشعال أوار الحرب الأهلية بين العراقيين تأتي له بالنفع كل النفع وتأتي للشعب بالضرر كل الضرر ، فيصبح العراق دولة منقسمة طائفياً .. دولة الطوائف.. وما كانت دولة الطوائف عمرها دولة قوية تستطيع اثبات وجودها أو تحقق مصالح حتى الملتفين حولها رغم التقارب الطائفي والتقارب القانوني من تشريعات ، إلا أن صراع السلطة سيغلب اتجاه التحارب من فئة ضد فئة أخرى أو حتى فيما بين الفئة الواحدة . ينبغي أن ينسى الجميع أنهم: عرب وكرد ، سنة وشيعة ، مسلمين ومسيحين ... فما يُوجّه إلى هذه الأمة من تهديدات ، لا تستثني أحداً ، وما يُمارس على أبنائها من اضطهاد شاهد على ما نقول ، فهيهات .. هيهات أن يستقيم الأمر على هذا الحال وأن تقوم لعراقنا قائمة الا بزوال كل مظاهر التفرقة وعودة الشعب العراقي .. كل الشعب دون استثناء الى الانصهار في قارورة واحدة هي تلك القارورة التي تحمل رسالة السلام الى شط الأمان.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن وإسرائيل !!!إرادة الشعوب فوق إرادة الأنظمة ونفوذ النفط
- عدالة تغرق في لَجَّ غطرسة امريكية -سجن غوانتانامو
- العراق في حالة ترديه اليوم يحتاج رجال دولة حقيقيين
- أيام كان للقضاء شرف وهيبة
- الوضع السياسي العراقي .... حروف نضع عليها نقاط …
- ادلة الاتهام والاخذ بها في القضايا السياسية
- إلا ينتهي مسلسل تفجيرات ..... الموت والدمار!
- حرب الطواحين وسيف دنكشوت
- بلطجة السياسة
- هل لنا نحن العراقيون في الخارج أو الداخل وضوح رؤيا ما يحدث.. ...
- شفاعة الحسين اوصلت البعض الى الاضواء
- لماذا ترجلت امريكا عن حصان احتلال العراق
- القانون والقانون وحده يمنع الاقتتال
- أخاك مكره لا بطل
- الجامعة العربية ...جثة هامدة ... !
- الاحتماء وراء الاحتلال منتهى التخلف والانتهازية
- الزعيم عبد الكريم قاسم ولد زعيما ومات غدرا وهو زعيم خلده الت ...
- إذا ذهبوا فلا رجعة لهم
- ازمة العراق ..ازمة اخلاق وازمة فراغ
- من البعض يقتل البشركما يصطاد الدراج في الربيع


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - القافلة السياسية في العراق الى أين تسير؟