أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الاحتماء وراء الاحتلال منتهى التخلف والانتهازية















المزيد.....

الاحتماء وراء الاحتلال منتهى التخلف والانتهازية


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة
Hiding behind the occupier
هذ العالم المعاصر ، وقبله بتاريخه القديم والجديد المعاصر ، لا يمكن أن نحدد موقعاً لاحتلال جاء الى دولة ثم بقى واستمر في الاحتلال ، لنأخذها حسب التسلسل القديم، ولنسأل أنفسنا أين هي تلك الامبراطوريات العظيمة التي اتسعت خارطتها باحتلال دول أخرى ، ولنسأل التاريخ أين هي امبراطورية بيزنطة وأين هي الأخرى الامبراطورية الرومانية وكذلك اليونانية، أكان هناك أوسع من الامبراطورية الاسلامية رقعة وهي التي امتدت من القوقاز الى الصين بدءًا من السعودية ومن مكة المكرمة بالتحديد ، ومنها ما كان تحت احتلالها كامبراطورية الصين وكيف أن انتعشت الصين وجاء جنكيزخان وعمل امبراطورية له واصلاً حتى الشرق الأوسط ، وهولاكو دخل بغداد ، وأخيراً أين هي الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس الامبراطورية البريطانية، ثم وثم .. وسيبقى التاريخ يعيد نشوء وانتهاء دول وامبراطوريات ، إذا لا يمكن لأي توسع على حساب مصالح الدول الأخرى دوام البقاء ، ولا يمكن لأي امبراطورية مهما كانت قوتها أن تبقى هي القوة الوحيدة في العالم ، ولا يمكن الاشارة اليها بأنها القطب الواحد كما يشير العالم الآن الى الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى اذا أخذنا بحساباتنا بأن هذه الامبراطورية الجديدة التي بسطت نفوذها على العالم هي الأقوى على مدى التاريخ القديم والجديد المعاصر ، تملك قوة جيوش لا نظير لها وتملك قوة اقتصاد ومال لا يضاهيها أي بلد آخر في الوجود وتملك قوة تقدم تكنولوجي لا مثيل له على الاطلاق ، والتاريخ يقول وفلاسفة التاريخ يقولون أيضاً بأن ليس هناك قوة في العالم إلا ولابد أن ينمو معها أو بجانبها قوة دول أخرى في آن واحد ، ومثال ذلك النهضة الصينية التي أخذت بواكير تلمسها الواضح بجانب الهند .
إني استرجع ماقرأت الكثير للعلامة الباحث التاريخي جون تونبي (Jhon Toynby) وهو صاحب نظرية أن الدول هي مث الكائنات الحية البشرية منها وغير البشرية ، تولد .. تنمو .. تقوى .. ومع مرور الزمن تهرم وتشيب ، ثم لابد من احتضارها ، والتاريخ قد شهد الكثير من احتضار الحضارات حتى في الامبراطوريات ومنها احتضار الامبراطورية العثمانية بعد الحر بالعالمية الثانية وكيف أطلقوا عليها قبل الاحتضار لقب (الرجل المريض) ، وهذا برأي تومبي متوقع جداً أن يكون نستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد لا يكون بالمدى القريب ولكن سيحدث هذا ، هذه هي حتمية التاريخ .
وتقريب الواقع على الحالة العراقية فانه لابد أن يذهب وهج وقوة نفوذ البنتاغون والسي آي أي (CIA) ورموزها مثل بول بريمر ومثل خليل زلماي زاده ، فانه لابد للاحتلال الأمريكي أن ينتهي كما أنه لابد لليل بظلامه أن يذهب وينتهي ، ولابد أن يكون هناك صبحاً مشرقاً ينتظره العراقيون وهم يتابعون الفئة المغشوشة بالاحتلال والمقتنعة ببقائه طويلاً ، كيف سيواجهون واقعهم المظلم الحتمي ، وسيعمل كلهم على (لمّ شوالاتهم) أغراضهم ومتعلقاتهم مغادرين البلد الوطن الذي استعدوا عليه الأمريكان وعملوا على تقطيع أوصاله بشعار الفدراليات ، ولم يرحموا مكونات فئاته ولحمته ، باعتقادي أن فساد هذه الفئة ووهمهم ليس وهماً مستورداً بل هو وهم متعمد ليأتي بقناعة أوصلتهم الى هذه الحالة في التعامل مع الاحتلال، والعمل على بقائه على حساب مصالح الشعب العليا ، كلها عوامل مساعدة لاستلامهم السلطة وتحقيق نوايا تخدم الطائفية هنا والعنصرية هناك.
كم هؤلاء خاطئون ...
كم هؤلاء واهمون ...
وكم هؤلاء مجرمون بحق الشعب والوطن ...
وإذا أضفنا هذه الحقائق على ميزان هؤلاء ستكون كفتهم في قعر المصير ، وما يحمل من بؤس ولعنة الدين والدنيا والتاريخ ، هناك كلمة تقول أن الله عز وجل اذا وهب مخلوق الحكمة والعقل والجرأة فماذا يبقى لبقية البشر ، ولله حكمته وفي خلقه شؤون ، فإن الله لم يساوي أذواق البشر ، إذ إذا سواها ستبور السلع وسيبقى 90% من النساء دون زواج )عوانس) ، إذاً لا نستطيع أن نتصور في جماعة الرموز الحالية التي تسير الأمور على الساحة السياسية في العراق يملك كل الصفات أن يكون عاملاً وأن يكون قديراً وأن يكون .. وأن يكون .. ولكن الذي عندي وأنا على يقين به حتى ولو امتازت هذه الفئة فانها لا تتسم بوضوح الرؤيا وليسوا بعيدين عن البلادة والغباء ، إذ كيف هؤلاء يؤمنون بأن الذي أوصلهم للحكم ( الدبابات والجيش الأمريكي ) يستطيع أن يبقيهم إلى الأبد وهم على يقين معي أن الذي أتى بهم وظنوا أنه سيبقيهم على رأس السلطة ، هو نفسه يقف على أرض هشة بحي ثلا يستطيع أن يبقى واقفاً على أرض الاحتلال العراقية الى ما لا نهاية ، أمام هذا الواقع وهذه الحقيقة التاريخية فإن خطط ومساومات حاملي المشاعر العنصرية والطائفية في أحلك حالة من الوهم وعدم وضوح الرؤيا ، وهم في خطأ جسيم ، وإذا ظنوا غير ذلك فانهم في نشوة أحلام اليقضة ( day dream) ، وإذا فرضنا وبرأيي هذا محال أنهم والاحتلال استطاعوا أن ينشئوا دولة كردية مستقلة في الشمال والفدرالية في الجنوب تضم تسعة محافظات ، وضمت كركوك الى دولة الشمال ، ونجح الاحتلال ببقائه وبقوته الضارية من جنود وتفوق ونجح في اخراج هذه الفرضية الى الوجود والواقع ، فهل يعتقد هؤلاء المجانين أن هذا الذي يجري يحص بارادة ديمقراطية شعبية ، أم أنها أتت بغسيل الأدمغة وغصب الناس وقمعاً لارادتهم ، وإذا أطلقنا خيالنا ووهمنا أكثر وتصورنا حصول ذلك واقعياً فهل سبقى هذا التكوين الجديد وهل سيبقى العراق مقسماً فترة طويلة اذا ما ترك الاحتلال مواقعه ولم يبقى من يحمي هذا التقسيم ، ومن يستكيع أن يقف ضد مشاعر الناس وإفرازات نسيجه الاجتماعي الذي يتحمل بشيعته وسنته ولا يمكن تصور أن الدار الواحدة التي يكون فيها العم شيعي والخال سني أن يستمرئوا تقسيم بيوتهم وخدور زيجاتهم ، وكيف يهضم العراق كل العراق وكل الطوائف شيعة وسنة ويزيديين وغيرهم وحتى الكثير من الأكراد أن تضم كركوك الى المنطقة الشمالية بدون التأكد من أكثرية السكان ، وبدون اللعب في نتائج وحقائق الاحصاءات الرسمية التي حصلت وخاصة احصاء سنة 1957 ، وكيف يرضى الشعب العراقي على المادة 58 من الدستور بأن نتيجة الاستفتاء في كركوك هي التي تقرر الحاق كركوك بالمنطقة الشمالية من عدمه ، هذا برأيي هو مصادرة على المطلوب كما يقول فقهاء القانون ، فكركوك هي جزء من العراق ، والاستفتاء على فصلها من العراق وضمها بجزء خاص بالشمال ، يجب أن يشمل لا فقط أهالي كركوك بل يجب أن يشمل استفتاء كل العراقيين بعربهم وأكرادهم وسنته وشيعته ، هذا هو الاستفتاء الصحيح لحق تقرير المصير ، ناهيك عن الضرر في عدم الاهتمام بالادارة الاقليمية والدولية ، مع الأخذ بمصلحة شركات النفط العالمية ... المتصارعة ، أليس من الجهل وعدم النضوج أ، تحقق طموحاتنا الطائفية والعنصرية دون وجود مناخ ديمقراطي ، لا في جو فيه جنود احتلال مكروهين يكرههم الشعب ويمقت وجودهم ، أليس من مجافاة لمصلحة العراق الوطنية أن تنتهز وجود الاحتلال وإملاءاته القسرية على الشعب ، وقيامه بالارهاب الجماعي ، وفقدان الاستقرار الأمني والاجتماعي بادنى معاييره ، كي نفرض عليه واقع بعيد عن مصلحته ، بل حتى بعيد عن مصلحة الطائفة التي تريد أن تأخذ زمام المبادرة بواسطة تواجد الاحتلال ، وبرأيي حتى اذا استمرت في لعبتها الغير نظيفة وفعلاً حصلت على ما تريد ، ماذا تتوقع من التاريخ أن يقول بحقها ، لا فقط أنها فرطت بجزء من العراق وقسمت الوطن على حساب طائفي ، وماذا تتوقع أن يقول الشعب في الوقت الحاضر عن أناس من بني الجلدة حملوا عليه هذا العمل ، وهم لا يريدون الخير لكل الناس ، وحتى لأنفسهم .
القول الأخير برأينا أن فرض أي قرار سياسي أو اجتماعي أو تشريعي أو دستوري دون وجود الحرية الديمقراطية بمفهومها الصحيح ، وهذه الحرية لا يمكن تحقيقها بوجود 180الف جندي أمريكي ومئات الآلاف من جنود الدول الأخرى ، وكل هؤلاء يصبون في شقاء العراق وتخريب بنيته التحتية متمادين في تشتيت وتقسيم العراق والعمل على تأجيج أوار الطائفية وصولاً الى الحرب الأهلية ، إذا لم يكن كل هذا فلن يكون هناك مناخاً نستطيع به أن نقول أن العراق وشعب العراق حقق ما أراد بدون تدخل.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم عبد الكريم قاسم ولد زعيما ومات غدرا وهو زعيم خلده الت ...
- إذا ذهبوا فلا رجعة لهم
- ازمة العراق ..ازمة اخلاق وازمة فراغ
- من البعض يقتل البشركما يصطاد الدراج في الربيع
- لاشك .. ان الهاجس الوطني .. اسبغ على المعادلات الطائفية .. ز ...
- كتل هائلة .. أقليات عراقية مهاجرة .. تقف أمام مسؤوليتها الوط ...
- لو رفعت يد الفرقة..من احتلال وطائفية وعنصرية...لزرعنا النخيل ...
- الاستقرار يستلزم وضع العراق تحت مظلة الامم المتحدة
- ماذا سيدلي التاريخ عن فترة الاحتلال...!!!
- ليس للعراقيين خيارا .. سوى الاصرار على طرد الاحتلال
- عراقنا الذبيح بحاجة الى هذا التجمع القانوني
- القرارات الانفعالية غير المدروسة ..اثرها في الواقع
- ايستطيع ان يكون الفرد سفيرا لبلاده...!!!
- هل يعتبر تطوع المحامون الى جمعيتنا
- أواجب أم إسقاط بول...!!ا
- استمرار الاجرام بحق الكنائس
- لمن يدق جرس التطبيع ولماذا
- غياب القانون والتمادي في الظلم واهدار الحقوق وخرق الدستور هي ...
- اهمية التحكيم القانونية من اجل حسم القضايا
- أمريكا وخيارها بين التفاوض مع المقاومة أو تفاهمها مع ايران


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الاحتماء وراء الاحتلال منتهى التخلف والانتهازية