أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود جلبوط - في المشهد الأوربي















المزيد.....

في المشهد الأوربي


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 10:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حسمت الرأسماليات الغربية الكبيرة موقفها الواحدة تلو الأخرى بعد تردد بعضها وتململ بعضها الآخر(ما يسمى أوربا العجوز , كما سماها وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفلد في سياق انتقاده لموقفها أثناء ترددها في الانضمام إليه في حروبه المتدحرجة للسيطرة على حقول النفط بالقوة وبفرض تسويق إنتاجه العسكري وغير العسكري على هذه الحيزات الجغرافية) , وأعلنت انضوائها تحت سيطرة الرأسمالية الأمريكية (التي يهيمن على رأسمالها في المرحلة الحالية تحالف الرأسمال الناشط في مجال إنتاج السلاح مع الرأسمال الناشط في مجال إنتاج النفط واستخراجه), بعدما شاب العلاقات فيما بينها سوء تفاهم خلال فترة تحضير التحالف الأمريكي (المتحالف مع رأسماليات ما يسمى أوربا الشابة حسب تعبير رامسفلد في نفس السياق ) , من أجل السيطرة على ما تبقى من حقول نفط عالمية , وتنشيط وتسويق إنتاج شركات السلاح , في ظل سياسة الفوضى الخلاقة التي روج لها المحافظون الجدد واتبعتها الإدارة الأمريكية نهجا لها لترسخ سيطرتها كقطب أوحد للحقبة القادمة الممتدة , من خلال تفتيت الحقل الجغرافي الحاضن لحقول النفط إلى مشيخات أميرية أو طائفية أو مذهبية أو أثنية لا فرق , ينعم أهلها بالديموقراطية الأمريكية أم يبيتون في ظل ولي النعمة لا يهم , ما يهم هو أنها تحتاط لألا يحاول أحد الحلفاء الإقليميون مستقبلا التمرد عليها وعلى أوامرها فيما تراه(كما حصل سابقا من نظام صدام أو ما يحصل من النظام السوري اليوم على سبيل المثال لا الحصر) , أو لتحتاط للاحتمال الأسوأ لها أن تأتي إلى السلطة في إحدى أطراف هذا الحقل الجغرافي بطريقة ما و في غفلة منها شرائح اجتماعية هي في تناقض وطني اجتماعي معها ومع مصالحها , تتبنى مشروعا لإقامة دولة يسودها القانون وتحافظ على ثروتها من النهب وتصون مصالح الناس المقهورة في ظل علاقات تصون الكرامة والأمن وتؤسس بهذا لبناء مشروع تنموي نهضوي تحتاج من أجل تحقيقه تحسين شروطها في التبادل الدولي واتباع سياسة وطنية عقلانية فيما يخص ثرواتها .
وكأنما أوربا قد أمضت السنوات الأربع الماضية من بعيد تراقب أمريكا المنهمكة في حروبها لتأسيس وترسيخ وحدانيتها كقطب أوحد عبر ما باشرت به من فرض سيطرتها المطلقة والمباشرة على الأسواق وعلى منابع الطاقة عصب الإنتاج العالمي وعامود خيمة امبراطوريتها التي تخطط لإدامتها قدر ما تستطيع , لتقرر فيما بعد وعبر مفاوضات معها نصيبها من الكعكة .
حسمت أوربا أمرها أخيرا وذهبت إلى تحت جناح أمريكا بعد أن رأتها تحقق نجاحها , على الأقل حتى الآن , في تعميم فوضاها الخلاقة التي نجحت فيها نجاحا باهرا في مناطق جغرافية كالعراق , فلسطين , لبنان , السودان , الصومال , أفغانستان , الباكستان(ربما لحقها في فترة لاحقة وقريبة إيران , سوريا , والسعودية) , وفي تفتيت الجغرافيا والبنيان الاجتماعي لبعضها في انتظار لحاق الأخريات( ربما تضاربت هذه الرؤية مع رؤية الكثيرين من التيار الإسلامي والقومي الذي يرى بأن هزيمة حالية تحوق بالأمريكان , مستندين على ما تكبدها المقاومة الإسلامية من خسائر عتادية وبشرية إن في العراق أو أفغانستان , والسؤال الهام هو :هل يهتم الرأسمال الأمريكي الساعي للنهب والسيطرة وتأبيد السيطرة قيد أنملة لدماء الفقراء والمسحوقين إن كان من اللذين يدخلون الجنة أفواجا أو للضحايا الأبرياء , أطفالا وشيوخا ونساءا في كل هذه المساحات الأربع , لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان , أم هل تهتم لأرواح العساكر المتطوعين من أبناء المنطقة في خدمتها تحت ضغط الحاجة وتضليل عملائها المحليين من سكان المنطقة؟ أم هل تهتم حتى لأرواح عساكرها من الأمريكان والأوربيين و معظمهم من الفقراء والمسحوقين اللذين اندفعوا للتطوع في جيشها تحت إغراء الراتب وحوافزه ؟ . وهل نظر هؤلاء المتفائلون بهزيمة أمريكا حولهم ليراقبوا وينظروا ويدققوا مالذي حصل ويحصل في منطقتنا من سحق لإرادة وكرامة المواطننين في أرجاء المساحة الجغرافية العربية , ومن حروب طائفية مذهبية إثنية وحروب إخوة , في ظل استباح أرض الوطن وأمن المواطن وحريته وكرامته وتغييب الصراع الأساسي مع العدو الطامع في الأرض والثروات؟) .

إن ما يجري الآن من هجوم على المنطقة وشعوبها وخيراتها على ساحة الحقل الجغرافي الحاوي على النفط في ظل ما يسمى بالحرب على الإرهاب الذي تخوضه الرأسمالية الغربية باسم شعوبها والحفاظ على أمنها متذرعة بما يقوم به بعض الأغبياء الإرهابيين وبعض صنعتها عبر محاولة إثارة الخلل الأمني بين صفوف المواطننين في الدول الأوربية لهو فوز وفوز كبير للرأسماليات الغربية وحلفائها السابقين واللاحقين , ومن أهم معالم هذا الفوز ما يجري في الشرق أولا , وما يجري في الساحة الأوربية من إجرائات وسن قوانين جديدة في دولها , فقد استطاعت السلطات الأوربية في جميع دولها أن تنقض على الكثير من المنجزات الديموقراطية والاجتماعية والحرية الفردية والعقيدية التي حصلتها الطبقات الاجتماعية المناهضة للاستغلال ومجموع البنية الاجتماعية في أوربا عبر نضالات وتضحيات كبيرة وعلى امتداد عشرات السنين بل مئاتها , والتي كان يتصور وإلى عهد قريب أنها أصبحت من مكونات الشخصية والمجتمع الأوربي .
فقد استطاعت السلطات الرأسمالية الأوربية أن تستصدر قوانين كثيرة عبر البرلمانات تسمح لها بالتنصت , والتجسس , ومنع نشاطات شعبية كثيرة للاحتجاج على ظلم العولمة وغيرها , أو للتضامن مع الشعب الفلسطيني أو العراقي أو اللبناني أو أي من الشعوب المضطهدة , وأدرجت بعض الأحزاب السياسية والتجمعات والأفراد في قائمة محذور عليها النشاط تحت حجة التحريض على أعمال معادية تهدد أمن البلاد للخطر .
فهل ما يحصل الآن في المنطقة وأوربا يكون دافعا لليسار الأوربي للخروج من الشرذمة والكسل الذي يعاني منهما فيلبي الحاجة للتوحد للوقوف في وجه ما تحاوله الرأسمالية , وأن لا يتركها تنفرد بما تنوي وتهدف ؟
وهل الخطوة التي قام بها اليسار الألماني من توحيد نفسه هو أول الغيث فتكون حافزا له أولا للبذل أكثر , ولليسار الأوربي المنهزم والغائب عن ساحة التأثير السياسي في الشارع الأوربي منذ فترة طويلة؟



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة القذرة
- ماذا يحصل للفلسطينيين في لبنان؟
- رأي حول محاكمة رجالات النظام العراقي السابق
- ترجمة مقال من اللغة الألمانية للعربية لداعية السلام المناضل ...
- أسئلة ولدي الصغير الصعبة
- في المشهد الفلسطيني
- سقوط الورقة الأخيرة
- إعلان
- مرة أخرى في المشهد السوري
- ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح
- مايجري خلف المشهد السوري الأخير
- نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة
- من الذي يضعف الشعور القومي والوطني واقعيا في سوريا؟
- هل نتعلم من عدونا
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمود جلبوط - في المشهد الأوربي