رقاقة كومبيوتر بحجم حبة الأرز تزرع في جسم الإنسان:

السفير

الحوار المتمدن-العدد: 77 - 2002 / 2 / 28 - 10:40
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

رقاقة كومبيوتر بحجم حبة الأرز تزرع في جسم الإنسان:
بطاقة هوية وملف طبي؟ أم وسيلة تعقب وانتهاك للحرية





رقاقة كومبيوتر بشري: بطاقة الهوية الجديدة؟ (أ ب

تسعى احدى شركات التكنولوجيا المتطورة في فلوريدا الى الطلب من الحكومة الاتحادية الاذن بتسويق رقاقة كومبيوتر للتعريف الشخصي تزرع تحت الجلد فتكون بمثابة ((بطاقة الهوية الخاصة)) لكل شخص.
وتراهن الشركة من اجل حث الحكومة على اصدار الاذن بتسويق ((رقاقة الكومبيوتر للتعريف الشخصي)) على ميزات كثيرة وتسهيلات ضخمة توفرها هذه التقنية الجديدة للتعريف بالشخص في المطارات والمنشاءات النووية والمؤسسات السرية . الا انه يتوقع ان يواجه هذا الطلب الرفض الكامل من قبل المدافعين عن حق الفرد بالحياة الشخصية لما يشكله السماح بتسويق واستخدام مثل هذه التقنية من انتهاك للحقوق المدنية .
ويبلغ حجم الرقاقة حجم حبة الارز ولا يتطلب زرعها تحت الجلد سوى وخزة ابرة صغيرة ويستطيع من يريد زرعها شراؤها والاتيان بها الى طبيبه ليقوم بزرعها ومراقبتها لفترة اولية للتأكد من بقائها في مكانها وعدم حصول أي مضاعفات او التهابات بسببها. ولا تحتاج الرقاقة الى أي اجهزة اخرى فهي ترسل معلوماتها الى جهاز خاص نقال مستقل ولا تحتاج الى آلة سكانر بل يمكن قراءة المعلومات عبر اجهزة خاصة تتوفر في المستشفيات وسيارات الاسعاف.
تشكل هذه التقنية على الصعيد العلمي تطورا مذهلا كان لسنوات سابقة من باب العلم الخيالي. الا انه اصبح واقعا اليوم. ويقول منتجو هذه الرقاقة انها وبالاضافة الى تسهيلها الكثير من الاجراءات الامنية المعقدة تشكل على الصعيد الطبي خطوة مهمة بحيث يستطيع كل فرد حمل ملفه الطبي الكامل معه في كل وقت وفي كل مكان ومن شانها ان تسمح للاقمار الصناعية بتعقب تحركات الافراد فتوفر لهم العناية الطبية في حال الضرورة وتحد من عمليات الخطف.
ويعتبر تصنيع رقاقة الكومبيوتر التي اطلق عليها تسمية)) فيري شيب)) (رخيصة جدا) دليلا جديدا على تكريس العلماء لجهودهم بعد احداث الحادي عشر من ايلول لمواجهة أي اخطار مستقبلية .وقد يكون تسويقها مفيدا جدا الا انه في كل الاحوال سيتوجب عليه انتظار موافقة ادارة الغذاء والدواء الاميركية . وتقترح شركة ابلايد ديجيتال المنتجة للرقاقة ومركزها بالم بيتش في فلوريدا ان يقتصر تسويق الرقاقة على الشركات التي تضمن عدم استخدامها البشري الا بشكل طوعي)). أي ان يكون غرسها في الجلد بناء لطلب صاحبها وليس قسرا)) كما يقول كيث بولتون نائب رئيس شركة ابلايد ديجيتال .
وقد اثار الاعلان عن الرقاقة غضب مجموعات دينية كثيرة ونشطاء في ميدان حقوق الانسان .لكن وفي المقابل اتصلت ثماني شركات اميركية لاتينية بشركة ابلايد ديجيتال تطلب الحصول على الرقاقة وتشجع الشركة على المضي قدما من اجل استحصال الاذن بتسويقها لا سيما ان عمليات الخطف في بعض دول اميركا اللاتينية قد زادت واثرت سلبا على السياحة فيها.
يذكر ان الشركة سوقت قبل نحو عشر سنوات لرقاقة مشابهة تزرع في جلد الحيوانات الاليفة بناء على طلب اصحابها لتجنب ضياعها.
ولا تختلف الرقاقة المخصصة للبشر عن الرقاقة المخصصة للحيوانات الا في كونها تتطلب اذن الفرد . ويقترح مصنعو الرقاقة البدء بااستخدامها على مرضى الزهايمر او مرضى فقدان الذاكرة والاصابات الدماغية لتسهيل مهمة مراقبتهم .
(ا ب )

©2002 جريدة السفير

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل