أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - السفير - إعادة الاعتبار للذات شرط معرفي وسياسي أيها المصنّف ((اليساري)) من تكون؟














المزيد.....

إعادة الاعتبار للذات شرط معرفي وسياسي أيها المصنّف ((اليساري)) من تكون؟


السفير

الحوار المتمدن-العدد: 48 - 2002 / 1 / 28 - 09:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




طرح عنوان مقال للزميل وسام سعادة سؤالا هو: ((ماذا يعني ان تكون يساريا اليوم في لبنان؟)) لكن المقال تحته لم يجب. ليس لأن الاشكالية مفتوحة، ولا لأن الكاتب اشتغل بمنهجية البحث وتوليد الاسئلة وعدم زعم تملك الحقيقة والاجابات. النص لم يجب، ببساطة، لأنه سلك طريقا فرعية، فأمسك الفحمة ((بالملقط))، وحرك الصورة عبر ((الريموت كونترول)).
فالمقال التهى بمحاولة توصيف حال ((اليسار اللبناني)) من ((منبر ديموقراطي)) و((تجمع الانقاذ والتغيير))، بعد ورشة محدودة، استعاد فيها الكاتب قراءته لتاريخ اليسار اللبناني، من موقع ((الملتزم)) الباحث عن اطار حزبي، ومحاكاة النصوص الماركسية الكلاسيكية.
هكذا، بدا السؤال ((مدعيا)) بعض الشيء، في حين كشف النص عن رغبة في تحويل الكلام على اليسار اللبناني من محاضرة مملة مفتعلة الى محور سياسي موضوع اخذ ورد، خصوصا في الفصل الذي يروى معضلة ((المنبر)) و((التجمع))، ما ابعد المقال، اكثر فأكثر، عن العنوان السؤال، الذي احسب ان مضماره البحثي للإجابة، او لمحاولة الاجابة، هو غير الملعب حيث شيد وسام سعادة مرماه ومرامي الآخرين التي بقيت من دون حراس، او ان حراسها منهكون.. ورياضة الركض في المضمار هي غير الركض في الملعب وراء الكرة.
احسب ان اجزاء شاسعة من المساحة حيث ينشب سؤال ((ماذا يعني ان تكون يساريا اليوم؟)) هي مساحة خاصة شخصية قيمية اخلاقية ثقافية. وقد كتب سعاده خارجها. لعله تأثر بتراث الشمولية و((نكران الذات)) الذي ((استخدم)) شعارات في اوقات كثيرة، واعتمد منطقا لإلغاء حرية التفكير وقمعها او اسرها في اطر وقواعد حزبية، في اوقات كثيرة ايضا.
نعم، ان سؤال: ماذا يعني ان تكون يساريا؟ فردي شخصي بدرجة اولى، لا سيما بعد الانهيارات التي حصلت في العقد الاخير من القرن الماضي (فليس الاتحاد السوفياتي وحده الذي انهار، وإنما هناك ((ذوات)) اخرى. وإلا فسيبقى الكلام ((عقيما)) على المستويين الفكري والسياسي.. والأخطر من ذلك انه سيبقى تشخيصا لحال مرضية، وتعاملا مع اليسار باعتباره كيانا من ((كيانات)) المجتمع اللبناني، الطوائف والمذاهب او العشائر. اذ يبقى اليسار يسارا حتى من دون مشروع، او مشاريع، كما يكتب وسام سعادة، ويبقى اليساري ((متهما)) بيساريته حتى يثبت العكس. وعندها يعده رفاقه مرتدا انتهازيا ويباح دمه، رمزيا، من طريق الطعن بصدقه. ويرى فيه الخصوم، من الطوائف والعشائر الاخرى، نموذجا لعرضية الايديولوجيا التي يعتنقها اليسار(يون)، ونموذجا لعدم جدارة اليسار(يين) ((بالموقع الطليعي في قيادة الناس))... وهكذا دواليك.
اذا، من دون اعادة الاعتبار للذات البشرية الواعية التي تقرر صنع مصيرها وخياراتها الثقافية والفكرية والفنية والسياسية وأزعم ان هذا ينطبق على اعداد كبيرة ممن ((يصنفون)) يساريين، ومن الاخرين على حد السواء يبقى الكلام مجانيا وبلا افق، ومجرد لهوة سياسية. فما الجدوى من سؤال ((ماذا يعني ان تكون يساريا؟)) اذا كان الجواب سيتجاوز كينونتك، ومعها سلم القيم الذي يعد موصلا الى اليسارية؟ (اذا كنت يساريا) وماذا يعني ان تكون يساريا؟ ولا وجود لنظرية او خطاب او ارهاصات ومحاولات صحيحة، ولا صورة واضحة الرؤية لليسارية؟ اليسار، هنا الآن، مجموعات من الناس، ترسيم اجتماعي، هوية مدموغة ممهورة اكثر منها دينامية فكرية وسياسية. ولهذا، من الاجدى، ومن الاصدق، السؤال: ماذا يعني اليسار اليوم؟ وماذا يعني ان تكون ذاتك، وأن تصنف نفسك يساريا؟ يجب ان يكون في الامر خيار فردي واعٍ، وليس انتماء قطعانيا، او هوية طائفية اجتماعية كتهمة تلاحق الانسان مدى حياته، ولا يفسدها عفو عام.
والتجارب الفردية الشخصية كثيرة وغنية. انا مثلا لست منبريا، نسبة الى ((المنبر الديموقراطي))، ولست انقاذيا ايضا، نسبة الى التجمع الوطني للإنقاذ. وغادرت الحزب الشيوعي اللبناني الذي تحول مع الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة كمال جنبلاط منذ أواسط الستينيات، العمود الفقري لليسار اللبناني، غادرته منذ اكثر من عقد، قبل ان يحق لي، قانونا، الانتخاب، وقبل العمر الذي يمكن لإنسان ان يبلغ خياراته بوعي. بمعنى ما انا لست يساريا، بحسب العوارض القائمة حاليا. لكني لم اجد وسيلة لإعادة انتاج نفسي سياسيا خارج ذاتي. ولم اندفع بحثا عن ماهية اتماهى بها. ولا انكر انني افقد توازني الفكري في اوقات كثيرة، وكاذب من يقول غير ذلك عن نفسه، بما في ذلك من وجد لنفسه ملجأ وجوديا وعقائديا.. واجتماعيا، في ظل هذه المتغيرات القاسية والعصية، في احيان كثيرة، على الفهم والاستيعاب. ما زلت اتحرى بوصلتي، وقد تجاوزت ردة الفعل اللاهثة وراء جنة رضى المجتمع علي، وتاليا عدم نفيي في هوية سابقة غادرتها. لا اخجل منها، الا اني صرت الآن لا انتمي إليها. وقد اعملت فيها بعض النقد، وما زلت.
ثم إن إعادة الاعتبار للذات الواعية لا تتوخى البراءة من اليسارية. فليس في الامر تهمة، بل هي اعادة اعتبار للتفكير وللفكر وللفعل الحر، وتجاوز للأحكام السابقة، وللمفاهيم الثابتة، وللبلادة العقائدية، وللأزمات الموروثة، وللقوالب الجامدة المحكمة، وللانتماء العشائري.
فالأمر يستحق التفكير لكي لا يُجتر الوقت بالطريقة نفسها التي تُعلك فيها المفاهيم والمقولات. فبالله عليك، ايها اليساري، من تكن، أياً تكن، أأنت ديموقراطي؟ علماني؟ اشتراكي؟ ماركسي؟ لينيني؟ راديكالي؟ وسط؟ إصلاحي؟ تغييري؟ ثوري؟
ماذا أنت؟
من تكون؟



#السفير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتدى الاجتماعي في بورتو أليغري: العالم الآخر الممكن
- ... وماذا يعني أن تكون يمينياً؟
- ماذا يعني أن تكون يسارياً في لبنان اليوم؟
- تدهور البيئة توازي الحرب على الإرهاب
- أولى حروب القرن وهزيمة الإسلام السياسي
- كيف أنهت سنة 2001 أيامها... علمياً؟
- سلبيات العولة والإبداع النسوي في مؤتمر نسائي دولي في القاهرة
- محكمة دولية للعنف ضد النساء.. في القاهرة
- في وداع نسيب نمر ..... الصلابة الفكرية والنضالية
- أين العلمانية من مجمل الحلول المطروحة؟
- الفتيات الأفغانيات يعدن إلى المدارس المهدّمة
- اللقاء اللبناني حول العولمة يطالب بنشر اتفاقية الشراكة
- عام سيّئ على قطاع التكنولوجيا
- تعقيب حول فصل أربعة شبان من الحزب الشيوعي اللبناني
- حقوق الإنسان متأخرة في العالم الإسلامي
- تفاقم الاحتجاجات المطلبية في فرنسا جوسبان حاول ((شراء)) الهد ...
- الاتحاد العمالي يتحدث عن خطة للتحرك
- نحو ((ترشويكا)) في وسائل حماية الكومبيوتر
- المنظمات المناهضة للعولمة تدعو لمواجهة تداعيات 11 أيلول
- نساء تركيا يتمردن على التنورة ويطالبن بحق ((ارتداء السروال)) ...


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - السفير - إعادة الاعتبار للذات شرط معرفي وسياسي أيها المصنّف ((اليساري)) من تكون؟