نساء تركيا يتمردن على التنورة ويطالبن بحق ((ارتداء السروال)) في مكان العمل

السفير

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 02:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ارتدت المئات من نساء تركيا العاملات في قطاع الخدمة المدنية السراويل امس وهن متجهات الى أعمالهن احتجاجا على قانون رسمي يلزمهن بارتداء التنورة تحت طائلة التعرض لعقوبات. وذلك تلبية لطلب من نقابة الموظفات في الدوائر الحكومية التركية .
وقالت شفقي غوجي من نقابة الموظفات الحكوميات التي نظمت ((يوم السروال الرمزي)): ((اردنا إسماع صوتنا احتجاجا على الظلم الذي تعانيه النساء في عالم العمل)). وشجبت القانون الذي تم تبنيه العام 1982 بعد الانقلاب العسكري في ايلول 1980 الذي يمنع رسميا النساء الموظفات في القطاع العام من ارتداء السروال. وينص على ضرورة ارتداء النساء اللواتي يعملن في مؤسسات الدولة جونلات أو تنورات يصل طولها حتى الركبة على الاقل.
اضافت ان ((الانظمة السلطوية لا تزال تريد إخضاع النساء لسيطرتها. كان الامر على هذا النحو أيضا بالنسبة لطالبان وهتلر)) وعددت مزايا السروال الذي ((يتلاءم اكثر مع ظروف العمل)).
وتابعت غوجي انه تمت الاستجابة لهذه الدعوة في كل انحاء البلاد مشيرة الى حصول بعض المشاكل في ازمير حيث منع بعض المدراء المعلمات من الدخول الى المدارس.
وقال متحدث باسم نقابة المعلمين، وهي جزء من اتحاد العاملين بالقطاع العام الذي ينظم الاحتجاج، ان اللوائح الحكومية تمنع النساء اللواتي يرتدين السراويل من دخول الاماكن العامة مثل المدارس والمباني الحكومية ومكاتب البريد.
اضاف ((هذا الاحتجاج يرمي الى تغيير اللوائح التي تميز ضد واحد من قطاعات المجتمع. بعض الناس يكون مظهرهم افضل في السراويل. طبيعة عمل بعض الناس تقتضي منهم ارتداء السراويل. ان الرغبة في لبس السروال شيء طبيعي)).
وذكرت وكالة انباء الاناضول انه تمت تلبية الدعوة ايضا في اقاليم اخرى في البلاد مثل ازميت وقرم واسطنبول.
لكن هذه الحركة اصطدمت بعدم تفهم من رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد الذي قال خلال مؤتمر صحافي، ردا على اسئلة في هذا الصدد، انه ((لا يفهم)) هذا التحرك من اجل حق ارتداء السروال.
وفي سعيها للوفاء بمعايير الاتحاد الاوروبي اجرت تركيا ذات الاغلبية المسلمة تعديلا على قوانينها المدنية الشهر الماضي لإزالة كل اشكال اللامساواة بين الرجال والنساء امام القانون.
وقالت موجان ارباط، احد اعضاء رابطة حقوق الانسان في تركيا ((ان الامر برمته يتعلق بالتمييز على أساس الجنس)). وكانت نساء من اعضاء البرلمان ممن يرتدين السروال قد منعن من التصويت في البرلمان.
اضافت ((للنساء الحق في تقرير ما يرتدين وهن متجهات الى اعمالهن. هذا الاحتجاج هو محاولة للأخذ بمجتمعنا الى العصر الحديث)).
ووصفت الأمينة العامة للاتحاد العام للخدمة المدنية سيفل إيرول حركة العصيان بأنها ناجحة وأن الحملة الرامية لتغيير القوانين الخاصة بالزي ستستمر.
وقالت ان الحركة ((قوبلت بشكل جيد من عامة الشعب، وإننا لا نرى من الملائم أن تلتزم النساء بزي محدد في أماكن العمل طبقا لقوانين خاصة)).
أضافت ان ((حركة اليوم هي في الحقيقة خطوة خاصة صغيرة. وبعد ذلك سنقوم بمحاولات من أجل إلغاء هذا القانون)).
وبالرغم من تأييد عدد من النائبات في البرلمان للاحتجاج علناً إلا إنهن ذهبن إلى مبنى البرلمان امس دون ارتداء السراويل.
(ا ف ب، رويترز،د ب ا)

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل