أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين حوار القوة وقوة الحوار














المزيد.....

بين حوار القوة وقوة الحوار


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


صحيح إننا نعيش الاسواء في تاريخ قضيتنا على كافة المستويات الحضارية والأخلاقية والسياسية، فلا يستطيع أحد أن يقضم جزءاً من التاريخ الموصوم بالعار وكأنه نقطة إعتراضية على طريق التحرر، بعدما أصابنا الوهن في منظومة قيمنا الاجتماعية والوطنية على حد سواء ليلة السقوط المدوي لما تسمى " بالوحدة الوطنية "، جراء ذلك النزق السياسي الذي ينتهجه قادتنا لصالح بعض المكاسب الفئوية أو الشخصية لبعض المنتفعين أو إن شئتم فلنقل المتسلقين.
ولكن ما حدث لا يجب أن يضع الشعب موضع عبودية الخوف والذل والهوان، أو ينقلهم إلى أتون أبعاد الجغرافيا الحزبية المقيتة، ليصبحوا عبيد المصالح الشخصية أو العائلية، فتمارس عليهم سياسة " العصا والجزرة" من ليس معي فهو ضدي ، بحيث تقيم الحاجة إلى جوار الخوف، والذل إلى جانب القنوط ، فنحصل من حيث ندري أو لا ندري على عبودية تجعل من الرجال أتباعا مسلوبي الإرادة والحرية، ومن النساء رجالا في زمن غابت عنه الشهامة والرجولة، والإشارة هنا لا علاقة لها بتعريف الذكورة من الانوثة في مجتمع تأخذه ضحالة تفكيره للتوقف عند غشاء البكارة.. مجتمع يقوده قوما بشرائع قوم آخرين، يصدرون لهذا فتوى التكفير ويفرزون لذلك صك الغفران.
فإن شرايين قضيتنا على وشك النحر من الوريد إلى الوريد، وأصبحت غالبية الفصائل والقوى كمن يطفئ النار بالنار في ليل عصي الولوج إلى ذلك النهار البعيد، حينما أوغل الأخ في دم أخيه، وراح الابن يذبح عنق أبيه في مشهد لا يفرق بين الشاهد والشهيد.
هناك ثمة تباين ملحوظ في الخط البياني لوتيرة الأصوات الداعية لضرورة الحوار بين الفرقاء السياسين والزعران الفالتين، بالرغم من حالة الضبابية التي لا تزل تعتري المشهد المرصع بالسواد الحالك.. ولا شك في حسن نوايا تلك الدعوات التي تعد من ثوابت الوطنية الحقه المتطلعة إلى رسم ملامح الوطن عبر حوار داخلي ينشد لحظة الوصول إلى ذلك التصاهر الوطني، على أرضية أن الوطن للجميع والدين لله، وهو الفارق الحقيقي بين القيم الثابتة والمفاهيم المتحركة، كاعتراف ضمني ومعلن في آن بأن التعايش أو الوحدة ضرورة حياتية.
لكن استقراء التاريخ والواقع يفرض علينا الحذر من حوار عبثي يحتاج بدوره إلى توافق وطني، يردده البعض كأغنية ينشدها كما يحب ويرغب لصالح مصالحة الخاصة دون النظر إلى أراء الآخرين، وتمضي الأغنيات وإذا بنا ننشد قصة ذلك الصندوق الذي يحتاج إلى المفتاح الذي هو عند الحداد، والحداد الذي يريد كأس حليب إلى ما لا نهاية من اللف والدوران وتفسير الماء بعد الجهد بالماء.
وهنا يطرح العديدون من أبناء شعبنا عددا من الأسئلة المشروعة.. هل نذهب لنتحاور على أنغام قهقهت السلاح أم نعلي من شأن الوطن ونتعالى فوق الجراح لتصبح القضية الأم منطلقا لقوة الحوار لا حوار القوة؟ وهل حقا نمتلك الرصيد الوطني الكافي لإنجاح ذلك الحوار أم نجلس لنعقد حوارا عبثيا مجردا من حدود الزمان والمكان، وكأننا نجلس حول وليمة كلام مزركش بالنميمة؟. وبما أن الشيء بالشيء يذكر يتساءل البعض كيف نقيم حوارا قد اختلفت مقاييسه، فأصبح حوار المسيطر عوضا عن حوار الأخ والشريك؟. فالقضية اشبه ما تكون بمواجهة مشكلة ثقب طبقة الازون.
أيا أيها الإخوة الأعزاء إننا حقا لا نغالي لو قلنا إنه ما من أحد في هذا الوطن لا يرغب في حل هذه الأزمة عبر الحوار ، ولكن أولا يجب أن يعود المنقلبون عن إنقلابهم ويحترموا شعبهم حتى يفكر جديا في غفران قبح جرمهم، عليهم أن يتنازلوا من عليائهم التافه لصالح قضيتهم الوطنية، فإن طال الزمن أم قصر حتما سيسقطون فيعتذرون عما خلفت أياديهم بحق هذا الشعب المكلوم ، وعليه جدير بنا الجهر تراجعوا اليوم قبل الغد ونحن لم نزل نتجمل بالقول " من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ".



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنز الوثائق وكَشف المستور
- جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
- جنة الشيطان
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
- الحرب الالكترونية
- -أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
- بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
- بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
- العرب وحماس وحتمية التوافق
- الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2
- الديقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة ح1
- ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟
- الطابور الثالث وقانون الغاب
- وطن في مزاد علني
- في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟


المزيد.....




- -دبي ستحتضن أكبر مطار يشهده العالم على الإطلاق-.. كشف تفاصيل ...
- يعمل بسفارة السعودية في بيروت.. الأمن الداخلي يُعلق على انتح ...
- بايدن يحدد لأوكرانيا مسافة الأهداف التي يمكن قصفها بأسلحة أم ...
- ماذا نعرف عن الهجوم على السفارة الأمريكية في لبنان؟
- شاهد: -مصنوع محليًا وبعيد المدى-.. الحوثيون يكشفون عن صاروخ ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- السودان.. مقتل ما لا يقل عن 100 شخص على يد قوات الدعم السريع ...
- -تهديد للصحة العامة-.. تحذيرات من عدوى نادرة صعبة العلاج تنت ...
- المسبار الصيني يسلم عينات تربة الجانب الآخر للقمر إلى الوحدة ...
- بالفيديو.. وزير لبناني ينسحب من مؤتمر دولي عند بدء كلمة المن ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين حوار القوة وقوة الحوار