|
اعاصير دمشق4 الانقلاب الثالث نهاية الحناوي واستلام الشيشكلي
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1971 - 2007 / 7 / 9 - 11:25
المحور:
سيرة ذاتية
واسندت مهمة الاعتقال الى المقدم محمد معروف قائد الشرطة العسكرية ، وكانت الخطة المرسومة لهذه الغاية تقضي باستدعاء المعارضين واحداً واحداً لمقابلة الحناوي في بيته فيجري اعتقالهم هكذا على اهون سبيل . وقد اتخذت التدابير لتنفيذ هذه الخطة فجهزت فرقة من شرطة الجيش واعدت القيود والاصفاد الحديدية . ولما انتهى الاجتماع اخذني الحناوي الى الصالون وخاطبني على حدة قائلا : ((يا فضل ، اني اعتمد عليك اليوم كما كنت اعتمد عليك قبلا ---اولئك الخونة قد اصبحوا الآن اعدائي بدون سبب ، وأنت ادرى الناس بحقيقتي ، فأنا والله لا غاية لي في الحكم ولا مأرب شخصي ، ولا مصلحة خصوصية ، فكل ما ارمي اليه هو مصلحة البلاد وخير الشعب ، لذلك اريد منك ان تستنفر فرقة المدرعات ، وان تجعلها متأهبة للعمل في كل لحظة ، وتراني مستعدا لمكافأتك بالترقية وبأي مبلغ تريده . كما اني سأرسلك على رأس بعثة الى فرنسا --- وكأني به احس بأن الوعد بالترقية جاء متأخرا فأخذ يربت على كتفي وهو يقول : والله يا فضلالله ما نسيتك ، ولا أهملتك ، ولا غرب أمرك عن بالي ، ولكن انت ترى الظروف التي تواجهني والمشاغل الخطيرة التي تستغرق اوقاتي فلا تترك لي متسعا من الوقت للنظر في قضايا الميتحقين من الضباط . قلت : اقسم لك يا سيدي اللواء باني لا اريد شيئا وعدتني به ، فحسبي فخرا ان اخدم بلادي بامانة واخلاص وان اكون رجل مبادئ ، وعمل ، وتراني اقطع لك عهدا على ان اعمل كل ما في وسعي لمصلحة بلادي فكن مطمئنا من هذا القبيل . قال : ما هي القوات الجاهزة التي تتولى قيادتها الآن ؟ قلت : ليس لدي الآن اية قوة حتى ولا مصفحة واحدة . فانتفض ، وقد استولت عليه الدهشة ، ثم لمع الغضب في عينيه وقال : -لماذا ؟ الى اين ذهبت فرقتك ؟ قلت : ان الشعبة الرابعة في الاركان ارسلت امرا خطيا يقضي بارسال جميع سائقي المصفحات الى بيروت لاستلام المصفحات الجديدة التي وصلت من اوروبة ، ثم ان قائد اللواء الاول العقيد اديب الشيشكلي ، نقل اليوم سرية الدبابات من عندي الى مركز قيادته في قطنا ، فأصبح الفوج عاجزا عن القيام بأية حركة . فاحتدم الحناوي غيظا ثم استدعى المقدم خالد جادا وصاح به : ما هذا ؟ ماذا يجري في الجيش ؟ أسمعت ما قال الرئيس ابو منصور ؟ أجاب جادا : - يا سيدي اللواء ، لا علم لي مطلقا بما جرى ، وهذا دليل قاطع على ان هناك مؤامرة مدبرة ، واني لأخشى ان يكون المتآمرون قد اعتزموا القيام بالانقلاب الليلة . كان وقع هذه الكلمات شديد الوطأة على الحناوي ، فاستدعى ضباطه فورا وعقد معهم اجنماعا تقرر فيه الاتصال حالا بالاركان واعادة سواقي المصفحات والحؤول دون ذهابهم الى بيروت ، وارجاع سرية الدبابات من قطنا الى القابون . وكان غضب المجتمعين رهيبا ينذر بالانفجار ، فاخذوا يصيحون ان القضاء على المعرضين اصبح ضرورة ملحة وحيوية لا يجوز فيها التريث والتسويف ، وانه لا بد منى القيام بعنل حاسم للتخلص من الشغب والمشاغبين . امرني الحناوي بالذهاب توا الى سرية النقل لارجاع السواقين ثم التوجه الى قطنا لاعادة سرية الدبابات ، قال : - قد يجوز ان يراوغ الشيشكلي محاولا الاحتفاظ بهذه السرية ، ولكن اياك ان تنصت اليه او ان تؤخذ بما قد يقوله لك من معسول الكلام ، لاني سأعطي الان ، الاوامر المشددة في هذا الشأن --فاذهب ولا تتأخر ولا تضيع دقيقة واحدة من الوقت ، فالسرعة وحدها تضمن لنا القضاء على المؤامرة . خرجت من بيت الحناوي ونفذت الشطر الاول من مهمتي ، اي اني ارجعت سائقي المصفحات وامرتهم بعدم الذهاب الى بيروت ، ثم توجهت الى قطنا ،لا وانا ما ازال في الثياب المدنية - وذهبت الى بيت الشيشكلي ، فوجدت عنده قائد الدرك العام السابق ، الزعيم المتقاعد عبد الغني القضماني . فلما رآني الشيشكلي استغرب مجيئي وبادرني قائلا : - خير ان شاء الله ؟ قلت : ليس ورائي الا الخير . وافهمته باشارة خفية اني ساتكلم بعد ذهاب القضماني . انتظرت قليلا حتى انصرف الضيف ثم اخبرت الشيشكلي بكل ما جرى واطلعته على تأزم الحالة وخطورة الموقف ، فتم بيننا الاتفاق على تنبيه المعارضين حتى اذا استدعاهم الحناوي عمدوا الى طريقة ما لعدم الذهاب اليه . واتفقنا كذلك على ان نرسل الى الحناوي واحدا فقط من المعارضين بحجة انه يريد البحث والتفاوض فنعلم بالنتيجة مدى استعداد الجبهة الحناوية للبطش ونتخذ التدابير التي يفرضها الامر الواقع . وقررنا في الوقت نفسه ان ننقذ (مندوبنا) فيما لو اعتقله الحناوي وان نقوم فورا بالانقلاب . ورجعت الى دمشق فهيأت فرقتي واصدرت الاوامر اللازمة ليكون الجنود على قدم الاستعداد للعمل حالا في كل لحظة . وكنت قد اتفقت مع الشيشكلي على ان التقي به في تلك الليلة بالذات في نادي الضباط ، فتوجهت في الموعد المضروب الى النادي حيث رأيت الشيشكلي جالسا الى البار بينى جمهرة من الضباط ، وهو مضطرب ثائر ، يجرع الخمر دون هوادة ويوجه ، بصوت عال ، الى الحناوي وانصاره اقسى الانتقادات واقذع الشتائم ، فما كاد يراني حتى سألني قائلا دون اي تحفظ : - هل انت على استعداد يا فضل ؟ فادركت انه في حال من السكر افقدته الرشد ، فتجاهلت سؤاله ، كأني لم اسمع ، ثم دنوت منه فاخذته على حدة وقلت له : - ماهذا ؟ هل عجزت عن ضبط اعصابك ؟ اتريد ان تفضح القضية --انا عائد الى الثكنة لابقى مع فرقتي فلا ابتعد عنها ، فاذا اردتى مني شيئا فاذهب الى هناك . ثم تركته ومضيت الى الثكنة . وفي اليوم التالي اخذ الحناوي ينفذ خطته فاستدعى الضباط المعارضين الى بيته الا انهم لم يلبوا الدعوة ، بل ذهب اليه اثنان فقط هما الشيشكلي والعقيد عزيز عبد الكريم ، وجرى البحث طويلا حول ما جرى وما يجري وما يقال عن المؤامرة المدبرة لقلب النظام القائم ، فاستطاع الشيشكلي ورفيقه ان يهدئا من روع الاحناوي ، وان يقنعاه ان المعارضين لا يفكرون لا يفكرون مطلقا ياللجوء الى العنف لانهن من احرص الناس على سلامة البلاد وامنها ونظامها القائم . قد يكون الحناوي اقتنع بالفعل ، او لم يقتنع بل تظاهر بالاقتناع ، ولكنه على كل حال ادرك ان خطته قد فشلت من جراء امتناع الضباط الذين استدعاهم عن تلبية دعوته ، فعدل عن القيام بحركة الاعتقالات معللا النفس ياللجوء الى طريقة اخرى للقضاء على خصومه ما دام امامه متسع من الوقت . وكانت تلك ((الطريقة الاخرى )) تقضي بنقل بعض المعارضين الى مراكز ثانوية لا اهمية لها وبتسريح بعضهم الآخر ، فلا يبقى بأيديهم شيء وفي اليوم التالي باشر الحناوي ، بالفعل، تنفيذ خطته الثانية ، فأرسل في طلب العقيد محمود بنيان قائد قوى البادية ولما تمنع العقيد بنيان عن الحضور ارسل الحناوي شرطة الجيش تطارده وتحاول القبض عليه بالقوة . وأحس بنيان بالخطر المحدق به ، فغادر دمشق وجاء الى ثكنتي في القابون واخبرني بما جرى فقلت له : - لا بأس ابقى عندي هنا ! ثم اتفقنا على ان يذهب ليلا الى (الضمير ) حيث تعسكر سرية عشائر تدين له بالولاء ويتوللى قيادتها الملازم فرحان الجرمقاني ، على ان يبقى هناك الى الصباح ، ثم يعود الى دمشق ويقابل الحناوي متجاهلا امر مطاردته . قلت له : اذا سألك الحناوي عن سبب غيابك ، قل له انك ذهبت الى الضمير للتحقيق في اخبارية عن تهريب مخدرات ، لانك رأيت انه من الضروري ان تقوم انت نفسك بهذا التحقيق ! وهكذا كان ، الا أن الحناوي لم يصدق حكاية التهريب فامر بنيان بالسفر حالا الى اللاذقية للالتحاق بالقوات المعسكرة هناك . ونفذ بنيان الأمر فسافر الاى اللاذقية . وفي ذلك المساء جاءني الملازم حسين حدة ، أحد ضباط الفوج ن وقال لي ان كرم الحوراني يريد ان يقابلني في بيتي وبحضور امين ابو عساف ، في الساعة الثالثة عشرة ليلا فوفقت على هذا الموعد . وفي الوقت المحدد تماما جاء الحوراني واخذ يتكلم عن خطورة الموقف وتفاقم الحالة ، ثم وجه كلامه الي والى امين ابو عساف قائلا: انتم الآن وحدكم المسؤولون عن انقاذ البلاد وعن وضع حد لهذا التدهور . ان ماضيكم يشهد لكم بهذا ---وبكى ثم انصرف عائدا الى دمشق . وخذت الازمة تشتد يوما بعد يوم ، واصبح المعارضون في موقف حرج من جراء اوامر النقل والتسريح التي اخذت تصدر تباعا بحقهم ، عملا بالخطة المرسومة . وفي تلك الأثناء جاءني العقيد اديب الشيشكلي الى القابون متخفيا عن طريق حارة الاكراد فدرسنا الموقف واخذنا نضع خطة العمل . وبعد قليل اتاني امر بالذهاب حالا الى الاركان العامة ، ولما دخلت مكتب الحناوي رأيت عنده انور بنود وخالد جادا زمحمد معروف ، فسألوني ،ة من دون مقدمات ، عن سبب ذهاب الشيشكلي الى القابون--- ادركت عندئذ ان الشيشكلي لم يحسن التخفي ، وان المراقبين اكتشفوه واحصوا حركاته وسكناته ونقلوا اخباره الى الاركان ، فقلت: - (( انا شخصيا ما رأيت الشيشكلي وجها ، ولكن احد رجال الحرس اخبرني ان العقيد اديب مر من هناك وسأل عن العقيد امين ابو عساف ثم قفل راجعا من حيث اتى . لزم الحناوي الصمت وهو مطرق ، فايقنت انه يشك بصحة ما اقول ، ثم رفع رأسه وقال : - حسنا --لاخفي الا سيظهر-- وتوقف البحث عند هذا الحد ، فرجعت الى ثكنتي . من المرجح ان العيون والارصاد التي بثها الحناوي في كل مكان كانت تنقل اليه الاخبار وتزوده بالمعلومات عن كل ما يجري ، لذلك احسست بالموس تصل الى ذقني لان الحناوي ارسل الى ثكنتي في القابون العقيد حمد الاطرش ، وهو من انصاره ، ، والمقدم صبحي عبارة ، وما كاد الرجلان يرياني حتى ابلغني العقيد الاطرش امر الحناوي القاضي بتسليم قيادة المدرعات للمقدم عبارة وقال : - ستصل اليك برقية رسمية بهذا الشأن . وبعد قليل وصلت البرقية ، ثم انصرف حمد الاطرش وبقي المقدم عبارة معي فتوجهنا الى المكتب حيث طلب المقدم جمع الضباط فلبيت طلبه دون تردد ، فاخذ يلقي علينا محاضرة في الوطنية والاخلاص وينتقد اعمال اديب الشيشكلي وجماعته ، ثم وجه الي الكلام قائلا: - غدا صباحا في الساعة السادسة اريد ان ارى الفوج مجتمعا بتكامل معداته ومصفحاته في ساحة الثكنة ، مع جدول التفقد والتعداد . وكنت قد اوعزت الى الضباط بلزوم الصمت وبعدم الدخول في اي مناقشة ، فحسب المقدم عبارة ذلك السكوت اذعانا له وخضوعا لمشيئته فذهب مطمئنا واعدا بان يعود بعد الظهر . ما كاد يبتعد عن الثكنة حتة عقدت مع الضباط اجتماعا قررنا فيه القيام بالانقلاب دون ابطاء ، في تلك الليلة نفسها مهما كلف الامر . على ان نُشعر العقيد الشيشكلي بذلك . - اياكم ان تقدموا على اي عمل ، لان محاولتكم ستمنى بالفشل الذريع ، فالحركة الانقلابية قد اخفقت لانها غدت مكشوفة ، وقد استنفر الحناوي الجيش واتخذ كل الاحتياطات والتدابير لاحباط كل محاولة . هذا هو الجواب الذي ارسله لي الشيشكلي شخصيا ، بواسطة الرئيس خطتر حمزة ، فقلت لخطار : - عد الى قطنا حالا وقل للعقيد اديب انني مصمم على القيام بالانقلاب في هذه الليلة مهما كلف الامر ، واني اود ان يكون هنا في الساعة الحادية عشر ليلا . وفي تلك الساعة وصل الشيشكلي الى ثكنتي في القابون يرافقه العقيد امين ابو عساف ، فعقدنا في بيتي اجتماعا قررنا فيه بالاجماع ما كنت قد عزمت على تنفيذه ، واقسمنا اليمين ، نحن ضباط فوج المدرعات دون سوانا ، على القيام بالعمل الذي انتدبنا له نفوسنا . وبعد مرور ساعة اي في الثانية عشر وصل المقدم عبارة والمقدم خالد جادا ومعهما سيارة كبيرة ملأى برجال الشرطة العسكرية ، فجرت بينها وبين رجال الحرس مشادة عنيفة . قال المقدم عبارة : - انا المقدم عبارة ، قائد هذا الفوج منذ صباح اليوم . وصاح رفيقه : -وانا المقدم خالد جادا مرافق اللواء سامي الحناوي رئيس الاركان العامة . فاجاب رئيس الحرس-- - وانا رئيس حرس هذا الفوج ، ولدي امر من قائدنا الرئيس ابومنصور بمنع اي كان من دخول الثكنة ليلا الا يإذن خاص . وأرسل رئيس الحرس الي جنديا يخبرني بما جرى ، فجئت حالا الى مدخل الثكنة ، تاركا الشيشكلي وأبو عساف والضباط في بيتي ، وما إن وقعت علي عين المقدم عبارة حتى صاح بغضب : -ما هذه الأوامر ، يا ابو منصور ؟ قلت : هذه أوامر عسكرية ، يجب ان يحترمها الجميع --اضف الى ذلك اننا مستنفرون -- وانتهى الجدل عند هذا الحد فتوجهنا الى المكتب حيث سألني عن الضباط الذين طلب دعوتهم لعقد اجتماع فأجبته ان كل ضابط مقيم في مركزه ، مع جنوده ، وسألته : -اتريد ان ادعوهم لتلقي عليهم كلمة ؟ قال : لا ، دعهم في مراكزهم . وبعد قليل وصل العقيد مصطفى دواليبي والملازم حسين حده ، ودار الحديث حول الوضع الراهن واعمال العقداء من معارضين وموالين فقال المقدم عبارة : - ان الفئة التي يضللها الشيشكلي تحاول تنفيذ سياسة الملك ابن سعود للقضاء على النفوذ الهاشمي في الاردن والعراقلا وابن سعود يمد انصار سياسته بالمال . حوالي الساعة الرابعة عشرة ، انصرف المقدم جادا مع الشرطة العسكرية ، وبقي المقدم عبارة ، فقال : - يجب ان ابقى هنا حتى الصباح ---أعطوني بطانية ، ودعونب انام على هذا المقعد . دعوته للنوم في احدى الغرف ، فرفض، فتركته مع بطانيته ومقعد وعدت الى بيتي حيث كان ينتظرني الشيشكلي وابو عساف ، فعقدنا اجتماعا قررنا فيه اعتقال المقدم عبارة ، وعلى الفور ذهبت مع كل من الملازم حسين حده ، والملازم بكري الزبري الى حيث كان المقدم يغط في نوم عميق . ولما ايقظناه ورأى المسدسات استولى عليه الذعر : - دخيلكم --ماذا جرى ؟ - اخرس ، وامش معنا دون ان تتفوه بكلمة . وجئت به الى بيتي حيث كان الشيشكلي وابو عساف ورهط من الضباط ، فتكلم الشيشكلي موجها الكلام الى عبارة : - انت ، لا دخل لك في ما يجري ، ليس لنا عليك اي مأخذ . واذكنا قد اعتقلناك فان ذلك على سبيل الاحتياط . قال الشيشكلي : يجب ان نعمل في ضوء النهار ، وأن نبدأ هجومنا ظهر غد ! قلت : لا بد من الهجوم في هذا الليل ، قبل بزوغ الفجر . . يجب ان نهجم فورا والا فاتتنا الفرصة وقُضي علينا --اذا أبيتم إلا أن تتريثوا فاني سأزحف وحدي ، وليكن بعدئذ ما يكون . بقي الشيشكلي في بيتي ، على رأس سريتين من الاحتياط ، وفي نطاق الحراسة القوية . زحفنا الى دمشق تنفيذا للخطة التالية : - نصف سرية دبابات بقيادة الرئيس حسني زعيته والملازم حسين حده في الطليعة . - ثلاث مصفحات بقيادة الملازم مصطفى دواليبي والملازم غالب شقفة لاعتقال سامي الحناوي واحتلال بيته . - الملازم الاول الكسي شبيعة مع ضايطين لاحتلال مركز الشرطة المدنية . - انا والملازم بكري الزبري مع عشر مصفحات وست دبابات لاحتلال مركز الشرطة العسكرية ومركز الاذاعة . وقد قمت بهذه المهمة فورا وبسرعة ، ثم انصرفت الى المحافظة على الامن واعتقال الذيتن تقرر اعتقالهم وهم : مريود، جادا ، قواص ، وكثيرون لقينا بعض المقاومة في مركز الشرطة العسكرية ، فسقط ثلاثة قتلى وبعض الجرحى ، ثم انتهى كل شيء واصبح زمام الامر في يدي وحدي . وكنا قد هيأنا البلاغ الاول فأرسلناه من مركز الاذاعة بامضاء المقدم امين ابو عساف ، لأن الشيشكلي كان ينتظر النتيجة في بيتي ، بالقابون . وفي 19 كانون الاول 1949 جرى تشكيل مجلس حربي اعلى للانقلاب الثاني حسب القرار رقم 1 الصادر عن الشعبة الثالثة للاركان العامة ، تحت رقم 302-1229، موقعا من الزعيم فوزي سلو ، والزعيم انور بنود نائب رئيس ، والعقيد اديب الشيشكلي ، والعقيد عزيز عبد الكريم ، والعقيد محمود بنيان ، والعقيد امين ابو عساف ، والعقيد توفيق نظام الدين ، والعقيد شوكت شقير ، والمقدم علاء الدين ستاسيس ، والرئيس فضلالله ابو منصور اعضاء ، والرئيس حسين الحكيم مقررا.
باشر المجلس مزاولة عمله فورا ، فاخذ يعقد اجتماعاته كل يوم لتشكيل الوزارة ودرس القضايا المهمة الناجمة عن الوضع الراهن . وتألفت الوزارة الأولى برئاسة خالد العظم ، فاحست البلاد بالاستقرار والارتياح ، واخذ العهد الجديد يكتسب شعبية كبيرة في جميع الاوساط ، وظلت حاله هكذا ، في تقدم ونجاح مستمرين طوال تسعة اشهر . في نهاية هذه الفترة بدأ موقف الشيشكلي يتغير ، وبدأ المطلعون يتبينون ان له نيات خفية بعيدة كل البعد عما كان يبدي من مظاهر الغيرة على المصلحة العامة وسلامة الوطن .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العائلة التي دمرت لبنان
-
اعاصير دمشق 3 بوادر الانقلاب الثالث
-
اعاصير دمشق-انفلابات سوريا- 2-مقتل الزعيم والبرازي
-
اعاصير دمشق قصة الانقلابات السورية بقلم شاهد عيان 1
-
انفختت الطبلة وتفرق العشاق
-
انسحاب معارض شرس والنظام يترنح في سوريا
-
واحبيبي نبيل واحبيبي صفاء
-
لاهوت التحرير الأفريقي 4 في اطار التحليل الماركسي
-
لاهوت التحرير--3--لاهوت التحرير في أفريقيا
-
لاهوت التحرير 2- الألم الذي يعانيه الانسان الأسود
-
قراءة في فكر ديزموند توتو -1--لاهوت التحرير---لاهوت السود
-
طبول المنافقين تغطي على همس المتآمرين
-
برسم بعض الكتاب السوريين؛ مع الود
-
رسالة الى النظام السوري عبر موقع الحوار المتمدن
-
من بسيئ الى المعارضة السورية اليوم ؟؟؟
-
المغرر بهم والضالين آمين !!
-
قراءة في فكر هانس كينغ34 مقاييس وانحرافت في الاديان
-
قراءة في فكر هانس كينغ3ديانات للسلام وللحرب
-
قراءة في فكر هانس كينغ2 معضلة الدين في الأخلاق!
-
قراءة في فكر هانس كينغ2 الديانات تناقضات قواسم أخلاقيات
المزيد.....
-
بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس
...
-
المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
-
تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر
...
-
إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر
...
-
مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
-
-تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
-
-مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
-
روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا
...
-
رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ -
...
-
بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف
...
المزيد.....
-
كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة
/ تاج السر عثمان
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
المزيد.....
|