|
رسالة الى النظام السوري عبر موقع الحوار المتمدن
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 11:08
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
صديق لي زار هولندا في وقت سابق ، ومن بين الذين زارهم ، شخص من ادارة الحوار المتمدن ، وقال وقتها : انهم جماعة تؤمن بحق بالديمقراطية ايمانا كبيرا ، ويمارسونها ولو كانت تخالف مبادئهم وأفكارهم . ويبدو أنها الحقيقة ، والتي جعلت هذا الموقع يتبوأ القمة ، حتى على المستوى العالمي ، وأعتقد أنهم لا يحتاجون لشهادتي فهم كذلك .
النظام السوري ، وخاصة جماعة المنع والقمع والإغلاق والحجب ، على خطأ كبير عندما يمنعون موقع بهذه الأهمية والشفافية والواقعية من الظهور ، ونشر الرأي الوطني السوري الحر ، وسماع النقد والانتقاد والعمل على تلافي الأخطاء من جهة ، والرد على الافتراءات والحقد الدفين لبعض الكتاب ضد سوريا وطنهم الأم . تستطيع ان تخدع بعض الناس لبعض الوقت ، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس لكل الوقت ، مقولة مشهورة ، تم تكرارها وكتايتها الاف المرات . والمهم فيها اليوم ، هو الاقبال الشديد ، والمتابعة ، والموافقة ، والقبول ، لأكثر ما يكتبه ، الكتاب السوريون الوطنيون ، دفاعا عن سوريا وعن العيش المشترك وعن السلام وعن نبذ العنف ومحاربة الارهاب واحترام الآخر . في الطرف المقايل ، وبملاحظة دقيقة لما يكتبه ، بعض الكتاب ضد سوريا ، ودعما لبعض الطغاة والقتلة من الذين طغوا وسرفوا وقتلوا ونهبوا الشعب السوري ، نجد أنها لم تعد تلقى الاهتمام ، وبالتالي فإن كل قراء الحوار المتمدن وما أكثرهم ، ورغم حجب الموقع في سوريا - نلاحظ الكم الكبير للقراء في المانيا وامريكا واستراليا والسويد - فإن الجميع اليوم يوافقون على الطرح الوطني لمستقبل سوريا . ولا يوافقون على الشحن الطائفي ، ولا على نفث الحقد الكامن في الصدور ، ولا على الرغبة في اشعال الحرائق في الوطن السوري ، الذي يعشقون . رسائل عديدة تصل عبر الحوار المتمدن ، واتصالات هاتفية كثيرة ، وطلبات لمعرفة ارقام الهاتف ، كلها تطلب بالمزيد من النقد البناء ، النقد الذي لا يحمل الحقد ولا يؤدي الى الفتنة ، كلها ، تقول : نحن مع سوريا نظيقة ، مع سوريا بدون قمع وتعذيب واعتقالات ، مع سوريا دون سرقات ونهب ولصوصية ومحسوبية وسيطرة لحزب أو طائفة على مقدرات البلاد .
كثير من الكتاب ، يهاجمون شخص الرئيس السوري ، ويحملونه تبعات كل الماضي والحاضر . قد نغفر أو لا نغفر للكتاب السوريين هذا الفعل ، فقد تكون هناك ضغوطات سابقة تراكمت، فضعفت الأعصاب ، وخفت القدرة على التعامل بعقلانية مع هذا الأمر . ان ازدياد تلك التراكمات والأحقاد والذكريات المؤلمة بشكل كبير ، يُحدث خللاً في النظرة الى واقع الأمور ، فعندما يفرط إنسان بشرب الخمر مثلاً ، نقول : إن الخمرة تتكلم . وهكذا عندما ترتفع درجة الحقد الى حد كبير يمكننا أن نقول : إن الحقد يتكلم . كل هذا نفهمه ونقدره ، ونتمنى من هؤلاء الكتاب ، أن يضعوا الحقد والماضي المؤلم ، ويبدأوون بنقد واقعي وعلمي ودقيق وشفاف لهذا العهد ، مع العلم أننا لم نر برنامجا واحدا ، يمكن أن نبني عليه نقد واقعي . النقد للإصلاح وليس للهدم : ان النقد وادانة الآخرين لنا يُعتبران من الأمور الصعبة علينا نفسيا وذهنيا لأننا بالطبيعة نحتاج الى قبول الناس لنا . والحقيقة هي أن نقد الآخرين وادانتهم لنا يؤلم ويجرح مشاعرنا . وبالرغم من صعوبة نقد الآخرين لنا ، إلا أنه لا يوجد أصعب من أن نسمح لهذا النقد وتلك الادانة أن تتسلط وتتحكم في حياتنا . وفي المقابل نحن لا نغفر ولا نقبل ، من غير السوريين ، مهاجمة شخصية الرئيس ، وهذا ليس دفاعا عن النظام ، الذي اعتقلنا في يوم من الأيام ، ولكنه احترام للذات أولا ، واحترام لرمز البلاد ثانيا . وطبعا لدينا ملفات وسجلات ووثائق واثباتات ، تدين أغلب الزعماء العرب ، بدأً من الذين كانوا يقبضون من الخمسينات ، الى الذين يقبضون اليوم ؟.
كم كنا نتمنى من الكتاب السوريين في موقع الحوار المتمدن ، أن يتحدثوا عن شروط عودتهم الى الوطن ، ومالذي يريدونه من العهد الجديد ، ومالذي يسؤوهم في العهد الجديد . 1-الانتخابات التشريعية : والتي قاطعها الشعب السوري ، لشعوره بتهميشه ، ولرفضه ما يعرف بالقوائم المسبقة الصنع ، أي قوائم الجبهة ، والتي يفوز بها ، بكون كالفائز بورقة يانصيب ، وبجائزة الخمسين مليون ليرة ، على أساس أنه رقم وسطي لما دفعه بعض الناجحين . هل هناك انتخابات حرة ديمقراطية في أي بقعة من الوطن العربي المتخلف ؟ نعم هناك في العراق وفلسطين ، وتشاهدون نتائجهم على الشعبين العراقي والفلسطيني ، وأيضاً نتائجهم المدمرة على الشعب المسيحي ، والذي يسير الى الانقراض والفناء على يد ديمقراطيات بوش. هذه الديمقراطية لا نريدها . 2- الاستفتاء الرئاسي : لم نسمع منذ الف واربعمائة سنة أن هناك ملك او زعيم عربي تخلى عن منصبه ، أو حتى رئيس حزب ، أو رئيس طائفة . وبحكم مواقفكم المسبقة ، لا تستطيعون أن تقبلوا فكرة ، أن الرئيس السوري محبوب من شعبه ، وهي فكرة صادقة وحقيقية .
3- المادة الثامنة من الدستور السوري : تقول هذه المادة ، وعمركم يطول ، الحزب العظيم الرهيب الكبير هو قائد المجتمع والدولة . ولكنها لا تقول ، إن حزب البعث هو صاحب الدولة ومالكها . وهذا الأمر لا يريد البعثيون أن يفهموه ، فالملك كما تقول الحكمة ليس لله بل للبعث برأيهم . شاب تقدم الى وظيفة في وزارة الصحة ، ونجح في كل الفحوص ، وينتظر النتيجة . قيل له : اذا لم تكن بعثيا فلن تستلم الوظيفة . ولحسن الحظ كان فيما مضى بعثيا ، فسارع الى البحث عن رقم سعده (الرقم الحزبي) من أجل تقديمه في المرحلة النهائية ، قبل حصوله على الوظيفة . هذه أمور لا زالت تحدث اليوم في سوريا ، ونأمل في الولاية الثانية ، أن تصبح الوظائف من حق كل مواطن سوري ، وليست حصرا على البعثيين . هذا على مستوى وظيفة بسيطة ، أما على مستوى الوظائف الأعلى ، فالأمر محسوم ، وممنوع على من هو ليس بعثيا أن يستلم أي منصب ، وهو انتهاك فاضح لحقوق المواطن السوري .
4- الإعلام السوري : حجب المواقع ، ليس الحل . منع الصحف ، ليس الحل. عدم الترخيص للفضائيات ، ليس الحل . الحل يكون بفتح المواقع الجديدة ، والرد الحضاري على كل نقد ، والسماح للصحف بالصدور ، وسماع الرأي الآخر . وبالمناسبة تقدمنا لترخيص مجلة ليبرالية ، منذ أكثر من سنتين ، وحتى الان لا نعرف مصيرها ، والبعض يقول أنها ضاعت في الطريق بين الأمن السياسي ووزارة الإعلام . والترخيص أيضا للفضائيات واعطائها الحرية للرد والدفاع عن الوطن ، حيث فشل الاعلام البعثي فشلا ذريعا في الدفاع عن وجهة نظر سوريا ، في عدة أمور .
أفرجوا عن موقع الحوار المتمدن ، فهو رابطنا القوي والصادق للتواصل مع أخوتنا في بلاد الغربة . رخصوا لكل الصحف والمجلات وسنوا لها قوانين عصرية .(وبطريكم رخصوا لمجلتنا) . ألغوا الفقرة التي تقول : ان حزب البعث هو مالك وصاحب سوريا . أفرجوا عن معتقلي الرأي ، وأعيدوا المنفيين الى وطنهم . أطلقوا قانون الأحزاب ، بصيغة وطنية عصرية . بادلوا الشعب السوري ، المحبة ، والاحترام . بادلوا الشعب السوري النعم التي قالها ، بنعم لحريته المنقوصة ، نعم لعيش كريم ولائق ، نعم لوحدة وطنية ، نعم لحق جميع المكونات السورية بالعيش الكريم وممارسسة طفوسها ، واستعمال لغتها . ----------------------------------------------------------------------------------- فالموقع الناجح لا يساعد الكتاب على أن يكتشفوا مواهبهم المخفية فقط ، بل يستطيع أيضاً أن يساعدهم على تطوير هذه المواهب وتعميقها ، فيصبح بإمكانهم أن يتابعوا طريقهم لوحدهم ، بثقة متجددة بأنفسهم ..
دمشق 8-6-2007
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من بسيئ الى المعارضة السورية اليوم ؟؟؟
-
المغرر بهم والضالين آمين !!
-
قراءة في فكر هانس كينغ34 مقاييس وانحرافت في الاديان
-
قراءة في فكر هانس كينغ3ديانات للسلام وللحرب
-
قراءة في فكر هانس كينغ2 معضلة الدين في الأخلاق!
-
قراءة في فكر هانس كينغ2 الديانات تناقضات قواسم أخلاقيات
-
قراءة في فكر هانس كينغ 1-أخلاق بلا دين؟
-
انخفاض في نسبة الشعور القومي
-
اليكم كيف كان الوضع ؟
-
ملحق فتاوى الارضاع ع ع
-
حرام يا لبنان
-
رضا الله من وطء رسول الله وغضب الله من احتقان رسول الله
-
الأمة التي فقدت أعز ما تملك للمرة الألف
-
يعتزمون بناء كنيسة دون ترخيص ، يا لوقاحة هؤلاء المسيحيين
-
الهي الهي لماذا تركتني صرخة شعب
-
شالوم اورشليم الطريق الى السلام ج2
-
شالوم اورشليم طريق السلام ج1
-
قلقنا وخوفنا على سوريا يزداد اليوم
-
نعم نعم ماع ماع الله الله .
-
الخطر الذي يُهدد المسيحيين في سوريا
المزيد.....
-
خامنئي يتعهد بعدم -استسلام إيران- لأمريكا تزامنًا مع جنازات
...
-
داعيًا للتحرك.. بوريل: أوروبا تُهمَش لأنها لم تعد تجرؤ على ا
...
-
تحذيرات من قرار أممي يهدد آلاف السوريين بلبنان
-
الاحتلال هدم 1000 منزل في الضفة ويواصل حملة الاعتداءات
-
ماذا تعرف عن عُقدة النقص؟
-
ردود فعل سلبية في بريطانيا بسبب حقن إنقاص الوزن
-
ديرمر يزور واشنطن الاثنين وتفاؤل ترامب بإنهاء الحرب يفاجئ إس
...
-
عصير الكرز الحامض وصفة سحرية للنوم العميق
-
كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟
-
-ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|