بابل حبيبتي

عبد الله الاعظمي

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كنت اتفرج على هذاالفلم (بابل حبيبتي) على احدى الفضائيات العراقية , استمتعت كثيرا و انا اتابع الفلم و حاولت ان اربط بين الاحداث في هذا الفلم كي اعرف الهدف منه و لكن بدون جدوى...اما استمتاعي بالفلم فأنه جاء لأن الفلم اعادني الى اجواء الثمانينات و ايام مهرجان بابل السنوي حيث يفد الى العراق فرق و فنانين من مختلف بقاع العالم ليحيّوا حفلاتهم في شوارع و معابد بابل القديمة.
الفلم كان لغرض الدعاية عن المهرجان و تعريف العالم بأهمية مدينة بابل على البشرية حيث اول تشريع قانوني وجد على ارضها و اول حرف سطر كان في هذه المدينة و كانت قبلة العالم في وقتها...هذا ما تم اكتشافه , اما الباقي فما زال تحت تراب هذه المدينة العريقة و لا نعلم ماذا حدث لما هو موجود فوقها بعد ان اتخذت القوات البولندية من المدينة معسكرا لها!!!تصوروا مدى طغيانهم..مدينة اثرية معسكرا لهم...اي حقد هذا؟؟
حضر الدكتور احمد من مصر لكي ينقل فعاليات المهرجان و قد رأى حال وصوله المطار اميرة العراقية , و بحكم تخصصه بالاثار فأنه رأى في أميرة ملامح للاميرة السومرية او البابلية (اي كانت فهي عراقية) ...حاول التقرب منها بشتى الطرق و صارحها بشبهها من الاميرات التي رسمهم في خياله ... و ظلت صورتها تلاحقه اينما كان....حتى ظنت اميرة ان الدكتور احمد يحبها...فقالت له انها مخطوبة , فلما سألها عن خطيبها..أجابت بكلمة واحدة:انه مقاتل.
كانت اميرة تعمل دليل سياحي لدكتور آثار فرنسي احب بلاد ما بين النهرين حتى انه عرف عنها اكثر مما يعرفه بعض من ابنائها...لم يكن لوجود هذا الدكتور الفرنسي اي تأثير على الحبكة الدرامية سوى من خلال حديثه و تلميعه لتأريخ بلاد ما بين النهرين (اللامع اصلا) ثم حدث ان قام احد المصورين الاجانب بسرقة كيس للدكتور الفرنسي و وضعه داخل حقيبة الدكتور احمد المصري ...فظن الجميع بما فيهم أميرة ان الدكتور احمد هو لص ... و لكن مثلما ظهر المصور الاجنبي فجأة فأن الشرطة استطاعت ان تصل اليه فجأة و تعرف انه هو الجاني و تبرأ ساحة الدكتور المصري..لم اجد تفسيرا لهذه الحادثة سوى ان الكاتب اراد ايصال فكرة ان الغريب هو من يفتعل الازمات و المشاكل بين الاخوة!!
في نهاية الفلم ياتي خطيب اميرة (المقاتل) من الجبهة مباشرة نحو المهرجان ليجد اميرة بانتظاره و تقوم اميرة بتقديمه الى الدكتور المصري....عندها يقف الدكتور المصري و يقول جملة اظنها ان فكرة الفلم اختزلت فيها ..حيث قال: الآن عرفت فقط كيف انكم تقاتلون و تبنون في نفس الوقت....انه الوفاء لهذا البلد و لهذه الارض التي انجبتكم.
ثم تقوم اميرة بأهداء الدكتور المصري صورة اميرة بابلية منقوشة على حجر فيرفعها و يمشي بين جموع الناس و يذوب فيهم....و ينتهي الفلم.
ليت جميع السياسيين و ابناء العراق يرون هذا الفلم...فربما الوفاء صفة فقدت من بعض الناس و ما احوجنا للوفاء الى تربة عراقنا.
سمعت ان هناك محاولات تجري الآن لتغيير اسم محافظة بابل الى اسم مركزها (الحلة) و لكن البعض رفض هذا التغيير و اعتبروا ان هناك رابط بين ما جرى في بابل قبل 2500 سنة تقريبا من سبي لليهود على يد نبوخذنصّر و بين تغيير اسم المدينة.
تغير الاسم ام لم يتغير فستبقى ...بابل حبيبتي.
عبد الله الاعظمي
[email protected]

#عبد_الله_الاعظمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات