أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله الاعظمي - رحلة مهدورة الكرامة....الى حدود الكرامة!!؟















المزيد.....

رحلة مهدورة الكرامة....الى حدود الكرامة!!؟


عبد الله الاعظمي

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 05:36
المحور: حقوق الانسان
    


حدود الكرامة , تسمية ربما لا يعرفها الاف العراقيين و لكنهم لا بد و ان مروا بها, و لو عرفوا ان اسمها (الكرامة) لكفروا بهذه المفردة….هذه هي تسمية النقطة الحدودية الفاصلة بين العراق و الاردن , الحدود التي يؤمها يوميا الاف العراقيون للتخلص من جحيم العراق و يعرفها العراقيون باسم (طريبيل).

تبدا الرحلة من بغداد مرورا بالفلوجة لتصل الى اقصى غرب العراق حيث تلك الحدود و التي ربما تعتبر اكثر نقطة حدودية يمر عبرها عراقيون في العالم.
الرحلة مضنية و متعبة و يهدر المواطن فيها الكثير من كرامته و ماله و يكاد ينسى انسانيته خلالها…تبدا الرحلة بنقاط التفتيش على خاصرة بغداد الغربية …نقاط تفتيش عراقية امريكية و ترى السيارات تصطف عندها انتظارا لمرورها و لتبدا رحلة العذاب الطويلة و هي 1000 كلم في احسن الاحوال و 510 كلم في احايين كثيرة عند منعك من دخول الاردن.
فبعد ان تنتهي من نقاط التفتيش تبدا بالسير باتجاه الغرب حيث الصحاري الممتدة على جانبي الطريق و التي ليس لها اول و لا اخر و لكن سؤال في نفسك يتردد: ماذا لو استغلت هذه الصحاري؟…تمشي لترى ان المسافة الطويلة للطريق كانها نسخة كربون متشابهة لا يختلف سابقها عن لاحقها…ارض و سماء و رمال و في بعض الاحيان محلات اصطفت بخجل معلنة انه توجد حياة هنا…و تستمر الرحلة و نادرا ما لا يصادفك رتل عسكري امريكي يطوي الطريق للتنقل بين الثكنات المنتشرة في غرب العراق …الرتل طويل و يمشي ببطئ حتى تتخيله و كانه افعى مرقطة طويلة تتلوى على اسفلت الشارع و الويل لك اذا اقتربت من تلك الافعى …ففي اسوا الاحوال تنتظر حتى تمر الافعى الى جحرها , او يقوم السائق بحركة بهلوانية غير مامونة العواقب و هي تجاوز الافعى من على الطرق الرملي….و الان تجاوزت الافعى و تستمر الرحلة….انتبه……انك الان في الارض الحرام…ارض لا تملك سوى الدعاء من الله ان يخرجك منها سليما او على الاقل باقل الخسائر الممكنة…هذه هي مملكة السلابة و قطاع الطرق..حيث القانون في اجازة , و اللصوص هم اسياد الموقف..يقيمون نقاط التفتيش و يختارون السيارة المطلوب تسليبها على راحتهم و في احايين كثيرة يتم اختيار عدة سيارات و يتم تسليبها جميعا و ذلك لاختزال الوقت و الحصول على قدر كبير من الغنائم….فهؤلاء المسافرون اسرى حرب و يجب اغتنام اموالهم…تتم العملية على اتم وجه ثم يذهب القطاع و تبتلعهم الصحراء الكبيرة و التي تربط عدة محافظات, الشئ الذي يحسب لهولاء القطاع انهم نادرا ما يقتلون و يكتفون بالسرقة فقط.

و تستمر الرحلة……
بدا مؤشر خزان الوقود يتنازل تدريجيا و انت تنظر اليه محاولا امساكه حيث الحياة معلقة به….ماذا لو انتهى الوقود في هذه الصحراء …ثم تفرح و انت ترى محطة للوقود و لكن قد تصدمك مفاجئتين او احداهما…اما المحطة لا يوجد فيها وقود او ان صف السيارات طويل جدا …او كلا الاثنين معا..فلا تستغرب فانت ما زلت في العراق! تتابع الرحلة و تشتري الوقود من السوق السوداء التي وجدت لها محلا في الصحراء حيث لتر الوقود اغلى من الماء و يصل سعره الى اكثر من 1000 دينار و اكثر احيانا خصوصا اذا علمنا ان اجرة النقل بالسيارة الجيمسي من بغداد الى عمان هذا الايام وصلت اكثر من (700) دولار …اما الاجرة بالطائرة ذهابا و ايابا (622) دولار!! لا تستغرب فانت في العراق….تستمر الرحلة لتصل الى الحدود العراقية حيث كل شئ في الحدود له ثمن…و الموظفين دائما ما يختلقون الاعذار و الحجج حتى تظطر ان تدفع….حتى لو كان جوازك رسميا و كل اوراقك اصولية…جواز سفري يقرا بانني طالب و لكنني تخرجت من الكلية منذ اكثر من اربع سنوات….الضابط يقول لي ارجع و احضر لي كتاب تاييد من كليتك..و كان الكلية في الغرفة المجاورة!!!…ضحكت من طلبه و بعد القيل و القال انتهى الموضوع ب 10000 دينار , و مرة قال لي الضابط ان الختم على جوازي غير اصولي لانه يحمل ختم سلطة الائتلاف و نحن الان تحت السيادة العراقية و يجب تغيير الختم!!!… ضحكت من طلبه و بعد القيل و القال انتهى الموضوع ب 5000 دينار ..طبعا في احدى المرات كان ضابط الجوازات يقف بالدشداشة و النعال؟!!؟
تستمر الرحلة….ووصلت الى الحدود الاردنية …حدود الكرامة..فبعد كل الذي مر …انت لم تنتهي سوى اقل من نصف الرحلة ..و انت الان في النصف المضني …كل يوم قرارات جديدة و متشددة تحد من دخول العراقيين الى المملكة و التي باتت لا تستوعب هذه الاعداد الكبيرة و التي امتلات بهم المدن و خصوصا العاصمة و بات العراقي يزاحم المواطن في كل اسباب الحياة…و بعد كل الذي مر و كل ما عانيت فربما و لسبب لا تعلمه يقول لك ضابط الجوازات انك لن تدخل و عليك الرجوع!!يبدا فحص السيارات بالاشعة او ما يسمى ب (السونار) و الذي ياخذ وقتا طويلا و ارى ان الحكومة الاردنية محقة في ذلك خوفا من دخول ما يعكر صفو امن المملكة…و بعد فحص السونار تتوجه في صف طويل جدا لغرض التفتيش …صدقوني اذا قلت لكم ان التفتيش قد يطول احيانا الى اكثر من 6 او 7 ساعات او اكثر او اقل….تفتيش مضني و متعب حيث لا يترك المفتش شيئا بدون تفتيش و بطرقة استفزازية , و احيانا يذهب المفتش لاداء الصلاة و يتاخر نصف ساعة او اكثر و الناس تنتظر في حر الصيف و برد الشتاء..ليس لهم سوى رب السموات… و بنظري انا ان الله سيحاسب هذا الموظف على صلاته و ترك هؤلاء الناس واقفين بانتظار صلاته ..فالعمل عبادة…و في احد الاحيان ارسلني شخص الى شخص اخر يجلس خلف الكاونتر في غرفة مجاورة لاساله في امر يخص معاملة السفر…اقسم انني بقيت اكثر من 5 دقائق اتكلم مع هذا الشخص و لا يجيبني حيث كان يقرا القران..حتى انني تصورت انه اصم و لا يسمع..و بعدها اكمل القراءة و استدار نحوي ليسالني طلبي؟؟!؟!!
و نعود للتفتيش الذي يقوم به المفتشون بتنبيش كل شي و اي شي و يستفزون الجميع حتى انهم يفتشون الملابس الداخلية و سمعت ان النساء عندما يدخلون للغرفة الخاصة بتفتيشهم تقوم المفتشة بنزع كل ملابسهم عدا ما يستر العورة و ذلك لغرض التفتيش؟؟؟
و بعدها نذهب الى ضابط الجوازات و الذي يسالك عن سبب قدومك للبلد و ترد عليه من اجل السياحة او الزيارة او العلاج …ثم تنتظر.. و بعدها تسمع اسمك و تاخذ الجواز الذي به ختم ممنوع الدخول و يتم ارجاعك الى العراق ثانية بعد هذه الرحلة لتبدا رحلة ثانية و باتجاه عكسي.
تصوروا بعد هذه الرحلة المضنية و يجد الانسان نفسه في حدود اسمها الكرامة!!! و لعن الله الشاعر الذي قال:
بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
فقد كفرنا بهذا الشعار. و السلام

ملاحظة: اثناء كتابة المقال وصلني خبر مؤكد من ان قانون جديد في حدود الكرامة..القانون يمنع دخول العراقيين من الذكور تحديدا و الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و 45 حتى لو كانوا باصطحاب عوائلهم!!!



#عبد_الله_الاعظمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحم الله المونولوجست عزيز علي....ماذا كان سيغني او كان على ق ...
- اعلان: علي عبد الله صالح ما زال صالحا؟!؟؟
- مضحك هذا الذي يحدث في عراقنا!؟
- الشرطة في خدمة من؟؟!!عن الشرطة العراقية


المزيد.....




- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله الاعظمي - رحلة مهدورة الكرامة....الى حدود الكرامة!!؟