مسامير جاسم المطير 1338

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سينما البرلمان العراقي ..!!
أقول أولا : أنا من المدمنين على مشاهدة ما يعرضه تلفزيون هولندا حول جلسات برلمان المملكة الهولندية حيث أشاهد فيها كيفية عمل ونقاشات وحوارات السلطة التشريعية حيث يدعمها العقل الديمقراطي وأولويات الروح الثقافية المتزنة واحترام الرأي الآخر مهما كان صارما . هذا الشكل البرلماني ممتع ومفيد وهو تعبير عن أرقى شكل من أشكال الليبرالية وعن ارفع نظام في أدارة الجلسات التي تطبع الحياة التاريخية للشعب الهولندي الذي تربى على التعاليم الأخلاقية وعلى الرؤية الحرة وعلى كل مظهر ايجابي..!
يوم أمس قادتني الصدفة للدخول إلى " سينما البرلمان العراقي " بواسطة قناة العراقية فشاهدت قصصا وسيناريوهات مختلفة ذات علامات وقيم اجتماعية ذات مظاهر سلبية من المستحيل ان تجدها لا في هولندا ولا في بنغلادش ولا في أفغانستان ولا حتى في غزستان ولا في أي برلمان في العالم ..!
كانت الجلسة مفتوحة رأسها الشيخ خالد العطية ــ حفظه الله ورعاه ــ فهو العقل التراجيدي البديل لرجل الكوميديا البرلمانية العراقية الدكتور محمود المشهداني رئيس المجلس الغائب عن الحضور بسبب بقاء وجوده في رئاسة المجلس بلا حل تاركا فراغا في المجلس لا يمكن تعويضه مما ترك فجوة كبرى في متعة المشاهدين ..!
جلسة يوم أمس المفتوحة تميزت بمشاهد ولقطات كثيرة منها المظاهر التالية :
(1) غاب عن حضور الجلسة أكثر من مائة عضو من أصل 175 عضوا . وهي حالة متكررة لم تعالج حتى قيام الساعة ..!
(2) تميزت الجلسة بانخفاض لقطات توتر النواب كما كان يحدث في الجلسات السابقة لا بسبب زيادة العقلانية بل لان الجلسة لم تكن فيها أية ميزة من ميزات الجدية التي تصنف ضمن المنفعة النواب ..!
(3) جلس ثلاثة نواب في المنصة الجانبية مهمتهم قراءة نص القوانين المطروحة الشيء المشترك بين النواب الثلاثة هو تقاطع المعاني بين شعر الرأس والوجه تقاطعا لم يرد على بال جورج برنارد شو فالأول على اليمين كان أصلعا بلحية خفيفة والوسط كان أصلعا بلحية كثيفة والثالث كان حاله مثل حالي أصلعا بلا لحية ..!
(4) كان الأول وهو من أهم ابرز مستشاري رئيس الوزراء قد قرأ نصف فقرات القانون فأباد اللغة العربية عن بكرة أبيها ..!
(5) قام النائب الثاني وهو من أنشط مستشاري رئيس الوزراء بإكمال قراءة بقية المواد وأنهاها بقراءة الأسباب الموجبة فأباد البقية الباقية من قواعد اللغة العربية المسكينة ..!
(6) أما النائب الثالث فلم يقرا شيئا ولم يكتب شيئا بل كان يوزع نظراته نحو النواب الجالسين أمامه يؤشر بيده أو بغمزة من عينيه لهذا ويحي ذاك وقد أحصيتُ له 367 ابتسامة ..! و127 إشارة باليد الواحدة ..! و32 أشارة بيديه ..!
(7) أظهرت كاميرا الفضائية العراقية حركة النواب والنائبات .. واحد رايح وواحد جاي .. واحدة رايحة واللاخ جاية ..‍ ! لم يركد أحد في كرسيه تطبيقا لنظرية سيجموند فرويد : الركود لا متعة فيه ..!!
(8) كان احد النواب الجالسين أمام المنصة يمسك بسرور تام كالطفل الصغير تلفون موبايل ابو الفيديو وقد قضى وقت الجلسة المفتوحة بتصويرها كلها ..!
(9) أظهرت كاميرا الفضائية العراقية أن اغلب النواب كانوا يتحدثون بعضهم مع البعض الآخر ولا شان لهم بما يقراه الصلعان الثلاثة .. ربما كانوا يتحدثون عن الحب وعن برامج السفر إلى خارج العراق .. وربما كان بعضهم يتحدث عن عذاب القبر..!
(10) بعض النواب من المعممين والمحجبات كانوا قد امضوا وقت الجلسة المفتوحة بالدعاء إلى الله : اللهم اجعل العواقب سليمة ..!!
******************
• مساكم الله بالخير ايها العراقيون :
• ليس عند النواب وقت وإذا توفر عندهم فليس مخصصا للبرلمان حتى وان حضروا ..!!
*****************
بصرة لاهاي في 26 – 6 - 2007

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل