أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة الرابعة من فوق الانقاض














المزيد.....

الرسالة الرابعة من فوق الانقاض


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:33
المحور: حقوق الانسان
    


صديقي الوفي ..

يبدو ان تعزيز وبذر الفتن الطائفية والعرقية بين أبناء العراق وخلق اوضاع غير مستقرة فيه عن طريق سياسة "فرق تسد" وطمس الهوية الحضارية والثقافية والوطنية لشعب العراق وإضعاف انتمائه الوطني والقومي والديني هو الخيار الافضل لقوى الاحتلال لتعزيز وجودها وضمان مصالحها مادامت اللعبة بيدها وتوفير المبرراتلإطالة أمد احتلال البلاد من قبل الأمريكيين.

ومن هنا تبرز صورة المشهد الحزين الخارق لكل القيم والاعراف الانسانية ولكل مقولات الحرية والديمقراطية المقنعة والمزعومة كوصفات مسمومة للشعوب المغلوبة على أمرها في سلسلة الكوارث الوطنية المتتالية في العراق منذ وقوعه في قبضة الاحتلال لان الغزاة جلبوا القتل والدمار والاستعمار والعار، لعراق الحضارة والتاريخ والأصالة.

اما بخصوص مايتعرض له اخوتنا من المسيحيين في العراق من حملة بشعة وظالمة و جرائم يرتكبها بحقهم قتلة لاذمة ولادين ولاضمير لهم لأن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم : ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)).

اود ان اقول لك ياصديقي ان الجميع مستهدف من قبل قوى التطرف الديني وفرق الموت الطائفية التي عززت وجودها قوات الاحتلال المدعومة من قبل القوى الصهيونية الحاقدة لأن هذا كله تم بإشراف وعلم وموافقة هذه القوات سواء الأمريكية أو البريطانية، لذلك يجب ان نحمل الاحتلال المسؤولية الكبرى عن كل ما يجري في عراقنا الجريح وبالاخص المسؤولية الأخلاقية والقانونية باعتبارها قوات محتلة عما يجري للعراقيين وبكافة اطيافهم من حوادث القتل الجماعية على الهوية والهجمات المتبادلة على مساجد سنية وشيعية وكنائس ومعابد وسفك الدم العراقي أو ترويع الآمنين أو انتهاك بيوت الله .

أن نظرية المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة وبالتعاون مع القوى الصهيونية تهدف لتقسيم البلاد وإشعال حرب أهلية و تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي بهدف ترسيخ احتلالها للعراق و لشغل العراقيين في أعمال قتالية طائفية بين الطوائف والمذاهب المختلفة بعيدا عن مخططاتها و قواعدها العسكرية في العراق و آبار نفطه التي وضعت يدها عليها .

وهنا يبرز سؤال ماذا كسب العراقيون من الاحتلال والتقسيم الطائفي؟

وهل يمكن إقناعهم اليوم بأن الوجود الأمريكي يمثل ضرورة قصوى لإعادة الاستقرار في البلاد وبناء الديمقراطية المزعومة.

الكل يعرف ياصديقي ان الغزو تم لمصالح أمريكية وصهيونية وليس لخير الشعب العراقي لان الاحتلال خطط منذ البداية لإغراق الشعب العراقي في مستنقع حرب أهلية طائفية تمزّق وحدته الوطنية وخلق حالة من التوتر الطائفي داخل العراق تزداد احتقانا مع مرور الأيام. ولا ينكر احد ان المخابرات الامريكية والبريطانية والصهيونية متورطة بنسبة كبيرة جدا فى اثارة هذه الحرب.

وان المحاصصة والنسب الطائفية في تشكيل الحكومة وقوات الأمن العراقية قد أثر سلبا على شعور العراقيين بالوحدة.

لقد كانت قرارات بريمر بعد احتلال العراق قرارات جاءت لتؤجج نار الطائفية على أرض الواقع عندما اعتمد المحاصصة الطائفية أصلاً في بناء الدولة العراقية؛ فأنشأ مجلس الحكم الأول بناء على هذه المحاصصة الطائفية، بعدها جاء الدستور ليجذّر التوجّه الطائفي في مرحلة تالية، ثم قامت إيران باستغلال الوضع الطائفي في العراق عندما أمدّت بعض الهيئات والأحزاب و الأشخاص بالسلاح والأموال، وأغرقت الجنوب برجال مخابراتها، وساعدت على التطهير الطائفي في بعض الأماكن كذلك القوى الارهابية التي وفدت الى العراق من بلدان عربية وإسلامية عديدة ، والتي تتبنى نهجاً تكفيرياً وعنفيا يتعارض مع المبادئ والقيم الدينية والأعراف الإنسانية .

وان المحاصصة والنسب الطائفية في تشكيل الحكومة وقوات الأمن العراقية قد أثر سلبا على شعور العراقيين بالوحدة.

لذا يتطلب من الجميع ادانة كل الأعمال التي تمارس باسم الدين والتي تستهدف المدنيين الابرياء من العراقيين. وادانة كل عمليات التخريب أو التدمير التي تتعرض لها المساجد ودور العبادة في العراق .

ان الخروج من عمق المأساة العراقية ومستنقع الدم والفتن الطائفية يأتي عن طريق نبذ العنف والعنف المضاد، والتعويل على سير العملية السياسية والأستماع لصوت العقل من قبل جميع الاطراف المتناحرة واتباع الجميع لغة الحوار الوطني.

واذكر الجميع بهذه الاقوال المقدسة لسيدنا المسيح علية السلام:

5: 9 طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون

10: 28 و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم

اخيرا ياصديقي فاني ادعوك وادعو كل الشرفاء من ابناء العراق الجريح ان نوقد شموع المحبة والتآخي والامل والسلام ولندعو ليل نهار من الرب وبقلوب يملئها الايمان والرحمة أن يحفظ عراقنا العظيم وشعبنا المظلوم من كل فتنة ومن كل عملية غدر يراد بها تفريق كلمته وتشتيت وحدته الوطنية وان يحل الأمن والاستقرار في ربوعه الزاهية.


* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?mode=blog&category=226565



#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الثالثة من فوق الانقاض
- الرسالة الاولى من فوق الانقاض
- الرسالة الثانية من فوق الأنقاض
- لا إكراه في الدين
- الارهاب عدو للبشرية
- دموع الشوق
- ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )
- بوش و المغامرة المجنونة في العراق
- جدران الانقسام الطائفي والكراهية
- العراق الجديد والامل المفقود
- الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
- الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
- ديمقراطية الفوضى والارهاب
- المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
- المرأة العراقية والتزمت الاعمى
- ميسان دولة غابت عنها الشمس ( 9 )
- بغداد مدينة للنكبات وغابة للحيوانات
- العيد الحزين
- مراسيم الاقتراب
- اغاني انسانية


المزيد.....




- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة الرابعة من فوق الانقاض