أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة الثانية من فوق الأنقاض















المزيد.....

الرسالة الثانية من فوق الأنقاض


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 08:10
المحور: حقوق الانسان
    


صديقي العزيز ..
اطلعت على رسالتك الثانية والتي وصفت لي فيها الاحداث والوقائع وما يمر به عراقنا الغالي من مؤامرات وفتن وتدمير واعمال ارهابية همجية جبانة على ايدي اعداء الانسانية ومن قبل عصابات القتل الطائفية وكذلك وضحت لي فيها عن معاناة شعبنا العراقي المظلوم وبكافة اطيافه وحرمانه من ابسط حقوق ومقومات العيش الكريم والحياة الحرة السعيدة.. واعلم من انني وكل الاخوة الشرفاء في الخارج ننزف دما ونمر بلحظات مرارة والم لما يحدث في عراقنا الجريح ..

ونذرف دموع الشوق والحنين بلا انقطاع إلى الأهل والوطن ، ونتذكر بدر شاكر السياب حين يئن حنينا للعراق..

لأنّي غريب

لأنّ العراق الحبيب

بعيد و أني هنا في اشتياق

إليه إليها أنادي : عراق

فيرجع لي من ندائي نحيب

تفجر عنه الصدى

أحسّ بأني عبرت المدى

إلى عالم من ردى لا يجيب

ندائي

و إمّا هززت الغصون

فما يتساقط غير الردى

حجار

حجار و ما من ثمار

و حتى العيون

حجار و حتى الهواء الرطيب

حجار يندّيه بعض الدم

حجار ندائي و صخر فمي

و رجلاي ريح تجوب القفار

**

لذلك ومن لحظات الالم وقسوة الغربة اكتب اليك هذا الرد على رسالتك الثانية من تحت الانقاض واقول لك ياصديقي ..

أن الذي لم يجرب الغربة لا يعرف مدى المعاناة النفسية التي يواجهها الغريب في غربته…

اخي النبيل ..

في رسالتي هذه اود ان اوضح لك قضية المواطنة بين الداخل والخارج وضمن اسس المواطنة وهي : الانتماء للوطن، والمشاركة، والمساواة، واعني بها تأثير وجود المواطن داخل أو خارج الوطن على حقوقه التى يجب أن يحصل عليها كونه يتمتع بالمواطنة. فالملاحظ أنه على الرغم من تدنى حقوق المواطنة فى الداخل أمام المواطنين العراقيين، والخلل الهائل فى مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات، فإن أغلب المواطنين العراقيين الموجودين فى الخارج محرومون من كثير من هذه الحقوق سواء كانوا من العراقيين المقيمين فى دول أخرى أو من العراقيين الحاصلين على جنسيات دول أخرى ويعيشون فيها. من هذه الحقوق: حق الرعاية من جانب الدولة الأم، وحق المشاركة السياسية وخاصة حق الانتخاب، وحقوق مزدوجى الجنسية وغيرها.

وهناك جملة من الانتهاكات لحقوق الانسان التي تعرض ويتعرض لها المواطن العراقي في الخارج من جانب الدولة الام وهى:

أ . حرمان المواطن العراقي المقيم في خارج العراق في التمتع بالحقوق الاساسية والدستورية ومنها :

حق المواطن العراقي المقيم فى الخارج فى التمتع بالحماية الدبلوماسية. ويلاحظ أن حق الحماية الدبلوماسية مقرر فى القانون الدولى لكل دولة بشأن حماية حقوق رعاياها فى الخارج وعلى هذه الدول الالتزام بوضع تدابير خاصة لتمكين المواطنين بالخارج فى الحصول على جوازات السفر وتجديدها.. واخيرا انتهت جوازات سفرنا ولم يتم تجديدها وهكذا اصبحنا في ليلة وضحاها "عراقيون بلا هوية" مع العلم ان المادة 18 الفقرة الثانية من الدستور العراقي الجديد تؤكد على : الجنسية العراقية حقٌ لكل عراقي، وهي أساس مواطنته.

ومع الاسف ولغاية هذه اللحظة لم يتمتع المواطن العراقي المقيم في صربيا بما ذكرته اعلاه مع العلم بوجود سفارة وقائم باعمال وقنصل ولكن عند زيارة المواطن العراقي للسفارة وطلب المساعدة بتجديد الجواز او اي مساعدة اخرى يأتي الجواب وبلطف من قبل القائم بالاعمال لاتوجد صلاحية لنا بتزويد جواز سفر او اعطاء وثيقة مساعدة او اي خدمة اخرى ومااعرف جناب السيد وزير خارجية العراق متى يحل هذه المشكلة ولماذا لايغلقون هذه السفارة التي تكلف ابناء الخايبه ( اقصد ابناء العراق في الداخل ) عملة صعبة هم بحاجة لها بدلا من تبذيرها في الخارج على ايجارات مقر للسفارة ورواتب للعاملين فيها وتوفير متطلبات المعيشة والسكن لهم .

كل هذه الانتهاكات تحدث دون رعاية أو تدخل من قبل الدولة الأم لحقوق مواطنيها فى الخارج بما ينتقص من حقوقهم كمواطنين ويتعارض مع مبدأ المواطنة الذى يجب أن يحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

ب . حق المشاركة السياسية:

ممارسة حق التصويت والانتخاب والترشيح:

يواجه العراقيون فى الخارج حالة حرمان حقيقى من حقوقهم السياسية كمواطنين عراقيين، وبالذات حق المشاركة السياسية وعلى الأخص المشاركة فى الانتخابات العامة. هذا الحرمان قد ينظر إليه البعض كونه حرماناً نسبياً مقارنة بالممارسات المشوهة داخل العراق لحق الانتخاب وحق الترشيح على نحو ما كشفت عنه التطورات السياسية العراقية الأخيرة حيث كان الحرمان الفعلى من نصيب اغلب العراقيين نظراً للانتهاكات والتجاوزات الهائلة التى حالت دون ممارسة العراقيين لحقهم الشرعى فى انتخاب من يحكمونهم ومن يمثلونهم فى البرلمان، ولكن ما يعانيه العراقيون المقيمون فى الخارج من حرمان هو حرمان مضاعف، فهو حرمان من حق المشاركة، وحرمان من عملية المشاركة ذاتها، أى أنه حرمان قانونى وسياسى معاً. وقد نصت المادة 20 من الدستور العراقي الجديد بما يلي :

للمواطنين رجالاً ونساءً، حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية، بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح.

وهذا حصل للمواطن العراقي المقيم في صربيا حيث حرم من ممارسة حق التصويت والانتخاب والترشيح.

إن هؤلاء العراقيين الذين هاجروا من العراق ولم يفرطوا فى جنسيتهم قد هاجروا لأسباب مشروعة بعضها دراسي او سياسى والآخر اقتصادى او امني او قسري واستقروا فى دول أخرى، لم يتهاونوا فى واجبات المواطنة، ولم يتزعزع عندهم الولاء الوطنى بدليل حرصهم الشديد على التمتع بحقوق المواطنة العراقية.

إن كل أشكال التمييز التى تمارس ضد العراقيين الذين يعيشون فى الخارج سواء كانوا من المقيمين فى دول أخرى عربية وغير عربية أو المتمتعين بجنسية دولة أخرى ولم يفرطوا فى جنسيتهم العراقية، تتعارض مع مبدأ المواطنة وحقوق المواطنة، الأمر الذى يفرض ضرورة الأخذ بمبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات وأن يضع المشرع العراقي حقوق كل هؤلاء العراقيين فى الاعتبار وبالذات حق المواطنة وما يرتبه من حقوق أخرى سياسية وغير سياسية.

واخيرا لنتذكر ماقاله السياب :

أيخون إنسان بلاده؟

إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟

الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام

.حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق

واحسرتاه ، متى أنام

فأحس أن على الوساده

ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟

بزوغ فجر جديد.

مع تمنياتي لك بالتوفيق ودعائي الخالص لك ولكل لعراقيين بالموفقية والسداد والامن والسلام.
* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=260933



#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إكراه في الدين
- الارهاب عدو للبشرية
- دموع الشوق
- ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )
- بوش و المغامرة المجنونة في العراق
- جدران الانقسام الطائفي والكراهية
- العراق الجديد والامل المفقود
- الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
- الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
- ديمقراطية الفوضى والارهاب
- المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
- المرأة العراقية والتزمت الاعمى
- ميسان دولة غابت عنها الشمس ( 9 )
- بغداد مدينة للنكبات وغابة للحيوانات
- العيد الحزين
- مراسيم الاقتراب
- اغاني انسانية


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح سعيد الزبيدي - الرسالة الثانية من فوق الأنقاض