أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح سعيد الزبيدي - جدران الانقسام الطائفي والكراهية














المزيد.....

جدران الانقسام الطائفي والكراهية


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1895 - 2007 / 4 / 24 - 04:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك أسباب كثيرة تجعل الكثيرين منا يعربون عن مخاوفهم وشكوكهم من قيام قوات الاحتلال الامريكي بتشييد جدار الاعظيمة لان مثل هذا الاجراء سيعزز الانقسام الطائفي الذي يعمل الكثيرون من ابناء العراق الشرفاء على تطويقة ولكونه يعد مقدمات حقيقية لخفايا تدور وراء الكواليس لتقسيم بغداد او جعلها كانتونات طائفية تخضع لنفوذ وسيطرة الاحزاب الطائفية المتصارعة فيما بينها، ودليلا على فشل الاحتلال الامريكي و فضح أكاذيبه التى أوهم العالم بتحقيقها فى العراق عند بدء الاحتلال وهي نشر الديمقراطيه و العدل لان الجدار الذي يجري بناؤه لعزل حي الاعظمية عن الاحياء المجاورة من كونه جدارا طائفيا بامتياز، وسيؤدي الى زيادة التفرقة والحقد والطائفي وتحويل مناطق بغداد الى كانتونات طائفية معزولة وجعل الاتصال فيما بينها صعبا ومعقداً وبما يحول حياة اهلها اليومية الى جحيم غير محتمل وحبس الروح الانسانية الى الابد لان روح الانسان تتوق الى الحرية ولا تقبل العبودية.

ففي عصر العولمة والانفتاح، وفي عصر تم فيه تحطيم الحدود والجدران الاسمنتية يأتي تشييد جدار الاعظمية لندخل مرحلة تاريخية خطيرة مرحلة تكريس تقسيم بغداد من خلال هذا المخطط الاميركي وان ماجرى لجسر الصرافية من تدمير بطريقة مهنية علمية جاء ليكمل هذا المخطط لعزل منطقة الرصافة عن الكرخ وتحويل بغداد الى مناطق عازلة وكانتونات مذهبية مغلقة.

ومن الجدير بالذكر أن فكرة بناء الأسوار العازلة هي أساسا فكرة استعمارية وعنصرية نفذتها في التاريخ الحديث حكومة الأقلية العنصرية البيضاء في جنوب افريقيا عندما اقامت كانتونات لعزل الأغلبية الافريقية‏..‏ ولكن الكانتونات العنصرية تقوضت بانهيار حكم الأقلية العنصرية البيضاء‏..‏ وقد استعارت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الفكرة العنصرية وطبقتها بإقامة جدار الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.

وهناك الكثير من الاسوار والحصون والقلاع كالسور الذي يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، او المغرب والمستعمرات الاسبانية في سبتة ومليلة، والآن سور اسرائيل العظيم ، والجدار الذي تزمع السعودية إنشاءه على حدودها مع العراق والباكستان مع افغانستان وهناك من يطالب ببناء جدار مماثل على طول الحدود مع سوريا وايران وغيرها من الافكار التي تؤمن بقوة الجدران والأسوار ولكن هناك حقيقة ثابته تؤكد على نتائج عصر العولمه الا وهي الاحتلال ثم التقسيم التعسفي للبلدان الضعيفه وليس على العالم أن يفعل شيئاً من أجل إدراك تلك السيناريوهات سوى الانتظار ومراقبة الوضع الحالي الذي يزداد فساداً وغرقاً في فوضى عارمة. ولقد شهد العالم سقوط نظام الصنم في ربيع 2003، والغزو الامريكي للعراق ولكنه لم يرى الاستقرار والديمقراطية تعم ربوعه وان فلسفة نشر الديمقراطية الامريكية ولدت حكومات محاصصة طائفية فاشلة، ونمو اقتصادي سلبي، وقيام جماعات إسلامية متطرفة، كما ولدت المزيد من حالات العنف الطائفي والهجمات الانتقامية والقتل على الهوية وسبب هذا القصور حالة من اليأس وتوق إلى العنف ، نتيجة لفشل الخطط الامنية لان تبني هذا الاسلوب في معالجة الوضع الراهن جاء نتيجة اذعان السلطات العراقية للاحتلال الاميركي الذي قام باثارة الضغائن بين ابناء مناطق بغداد المختلفة واليكم ماقاله الكابتن سكوت ماكليرن ضابط العمليات المساعد "يشن مسلحون شيعة هجمات على السنة، فينتقم السنة منهم في الشوارع".

ان بناء الاسوار والجدران وتحويل بغداد الى سجون سيتم تهديمها بعد ان تنهار الانظمة التي ربطت وجودها بوجود هذه السجون وان التاريخ سيشهد على ذلك كما ما لم يكن أحد يتوقع حدوثه قد حدث في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 حين سقط جدار برلين وتعانق الناس من الشرق والغرب، وانهمرت دموع السعادة ، ذلك الجدار الذي سقوه الألمان بالدمع طوال 28 سنة من بقائه.. رافضين واقع المدينة المقسمة، وكان لهم في مقاومته أحداثاً مؤلمة.. لان بناء جدار برلين في عام 1961 كان فاصلا أيديولوجيا؛ وأيضا فاصلا للعائلات، للجيران وللأصدقاء. إن الكلمة الشهيرة للرئيس الامريكي جون ف. كيندي "أنا برلينيّ!" أعلنت تعاطف العالم الغربي مع مأساة برلين، وإقامة جدار برلين في 13 آب 1961 ذلك الجدار الذي أعتبره الألمان تعسف سافر في حق الأمة الألمانية.. وظل هذا الكابوس يؤرقهم حتى جاءت ساعة هدمه عام 1989 لتتوحد من جديد في 3 تموز 1990.

لذلك يجب إزالة الجدران والأسوار ومد جسور السلام والمحبة والتاخي بدلا منها .. لاننا بحاجة إلى بناء جسور الثقة والسلام والاخوة والرحمة ولسنا بحاجة إلى جدران واسوار فصل وكراهية والتعاون للقضاء على فرق الموت والميلشيات الطائفية ووقف دوامة العنف المذهبي وانهاء الاحتلال.

واخيرا يحكى أن: ذهب أحد الولاة للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز يستأذنه في بناء جدار يحيط بمدينته للحد من عمليات النهب والسلب، رد عليه الخليفة، بأن حصن مدينتك بالعدل.



صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

22/04/2007

[email protected]



#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد والامل المفقود
- الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
- الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
- ديمقراطية الفوضى والارهاب
- المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
- المرأة العراقية والتزمت الاعمى
- ميسان دولة غابت عنها الشمس ( 9 )
- بغداد مدينة للنكبات وغابة للحيوانات
- العيد الحزين
- مراسيم الاقتراب
- اغاني انسانية


المزيد.....




- سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
- جهاز يقدم مسحًا طبوغرافيًا لخلايا البشرة
- وزير الخارجية الألماني: -عند الشك، مكاننا في صفّ إسرائيل-
- ترامب يدافع عن نتانياهو وينتقد الادعاء العام الإسرائيلي
- صربيا: حشود كبرى في مظاهرة للمعارضة مطالبة بانتخابات مبكرة
- قتلى بينهم تسعة أطفال جراء غرات إسرائيلية على قطاع غزة
- السودان: بدء سريان عقوبات أمريكية بعد اتهام الجيش باستخدام أ ...
- مقتل 71 شخصا في الضربات الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران
- شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج
- روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح سعيد الزبيدي - جدران الانقسام الطائفي والكراهية