أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - التروتسكيون -المغاربة- و اطاك التروتسكية















المزيد.....

التروتسكيون -المغاربة- و اطاك التروتسكية


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 07:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وبينما أتصفح بعض جرائد السوق الفضائحية اطلعت على خبرين مثيرين حول منجزات التروتسكيين "المغاربة" باسم جمعية أطاك المغرب التي من المفروض أنها جمعية مناضلة ومناهضة للعولمة الرأسمالية، جمعية تنشر ثقافة الاحتجاج ضد السياسات الرأسمالية المحلية والعالمية الامبريالية على شكل ما تقوم به مجموعة من الفروع بالمغرب، أو ما تقوم به الحركة الاحتجاجية العالمية خلال العديد من الملتقيات السياسية والاقتصادية الخاصة بحكام العالم وبالمتحكمين في مصير البشرية
و أطاك التروتسكيين هي قناع لإحدى التيارات التروتسكية العالمية انخرط أصحابها بداية في موجة المناهضة للعولمة الرأسمالية بالمغرب في مطلع القرن.. لكن انخراطهم شكل عرقلة أكثر مما هو إضافة لدينامية الجمعية والحركة فكان أن انتفخت فروع الجمعية بالانتهازيين الذين حولوا الجمعية إلى وكالات أسفار والى بوق رسمي لخيارات و اختيارات التروتسكيين السياسية و المسلكية التي لم تمنعهم في المتاجرة بمآسي الشباب المعطل مستغلة أحلامهم في الهجرة إلى أوربا فكان أن تحولت بعض الفروع إلى قنطرات عبور إلى الضفة الأخرى وبشكل خاص فروع تطوان، الرباط..
و خلال التحضير للمؤتمر الثاني استغلت العناصر التروتسكية ضعف البنية التنظيمية وعجز السكرتارية في التحكم في مسار الجمعية لضبط منزلقاتها الكثيرة والتي كانت غالبيتها منسوبة للتيار التروتسكي ..أعلن التيار المذكور انشقاقه في شكل مؤتمر استثنائي لم يراع فيه الأصوات المنتقدة لسكرتارية الجمعية بل سارع من خلال خطة الهروب إلى الأمام والأمر الواقع متحديا مناضلي و فروع و مجلس تنسيق الجمعية لينتج أطاك على المقاس أطاك تصول و تجول على طول و عرض الكرة الأرضية من البرازيل إلى ألمانيا عبر ايطاليا و كذا اسبانيا التي أصبحت أقرب من بوابة البرلمان التي يحتشد بها مناهضو العولمة الحقيقيين .
فأطاك أصبحت مطابقة لامرأة أصبحت بقدرة قادر زعيمة لليساريين المغاربة بل و سفيرة اليساريين المغاربة الفرنكفون تجدها ثابتة أمام الكاميرات و بداخل الشاشات أينما ارتحلت، تتلقى الدعم السخي للتهجير و التجنيس و كذا لتشغيل المتعاطفين من الرفاق!!!
فلم يغظني قط انشقاقهم، لأن التيار التروتسكي تيار انشقاقي بامتياز.. لكن فقط أن يتم التشويش على نضالاتنا كجمعية مناهضة للعولمة الرأسمالية بنفس الاسم أي من خلال نموذج سيئ ارتأى استراد أسوء النماذج في العالم لإعلان انخراطه في مقاومة العولمة.
فما علاقة نشاط "البولفار" الذي تقيمه الدولة الرأسمالية بتنسيق مع بعض الجمعيات لنيل رضى الشباب و للتغطية عن سياستها العدائية للشباب و لثقافة الشباب.. بالنضال ضد العولمة ؟ و ما علاقة فرع افني لجمعية التروتسكيين بتجنيس المواطنين وتسجيلهم في لوائح الراغبين في تسوية الأوضاع الإدارية مع اسبانيا المحتلة سابقا؟ أليست هذه هي الانتهازية التي نمقتها ويمقتها جميع اليساريين؟ أليس هذا هو ا لصيد في الماء العكر؟ أليس هذا هو النفاق السياسي العاجز عن شرح تصوراته و خطه النضالي فيلتجأ إلى الطرق الملتوية البراغماتية للوصول إلى زبناء سياسيين مفترضين؟
فبغض النظر عن موقفنا المعادي للجهات الداعية لـ"البولفار" و لـ"ثقافة البولفار".. فمن يتصفح كراريس و منشورات التروتسكية و منذ ظهورها، سيجد معاداتها الشرسة للشعبوية السياسية و لثقافتها بشكل عام.. أما الآن فمن خلال أطاك التروتسكية أو أطاك مدام لوساي السخية، صاحبة فكرة الاستماتة في الدفاع عن ضريبة طوبين % التي تذكرنا بمنظري الحركة الاشتراكية الطوبوية السابقة على عهد ماركس.. التي تطالب الرأسماليين أن يتنازلوا عن جزء من أرباحهم لصالح الفقراء و هو جوهر فكرة طوبين الذي طالب بالضريبة الفتات من المضاربين الماليين الرأسماليين لاستعمالها خدمة للفقراء والمتضررين.. فلم نعد نجد الحدود الفاصلة بين اللبرالية و الاشتراكية، و لا بين التروتسكي و طوبين.. و لا بين المناضلين و الهيبيين.. و لا بين المثقفين والمثليين الجنسيين..الخ
فأطاك جمعية مناضلة و ستبقى مناضلة لأنها أثبتت حضورها و مشاركتها في الميدان و في العديد من الفروع إلى جانب حركة المعطلين و العمال المسرحين و نضالات الطلبة و التلاميذ و احتجاجات الكادحين ضد الغلاء و الخوصصة و ضد التهميش و الحرمان من السكن.. أما التروتسكيون فلهم الحق الكامل في التعبير و التواجد السياسي لكن ليس بالاختفاء و التخفي وراء شعارات الماركسية الكلاسيكية و شعارات الاشتراكية و الحكومة العمالية و خلف مبادئ الأممية الثورية..الخ
من واجبنا النقد و الانتقاد و حتى الفضح إن اقتضى الأمر ذلك، فواجب اليساريين هو الرفع من مستوى وعي الكادحين و أبناء الكادحين و ليس الذوبان وسط أحلامهم الطوباوية.. فمن باب الافتراء و النفاق أن تبرر المشاركة في مهرجان "البولفار" باسم "الثقافة الشعبية" فإذا هاترت بأن "الهيبهوب" و "الراب" و "الهاردروك" بأنها ثقافة شعبية.. فماذا ستقول بخصوص احتفالات المواسم و الزوايا و عيساوة و كناوة..؟
فليس مجالنا البحث في اختيارات الشباب و في خاصياتهم وخصوصياتهم التي لا نواجهها بالأحقاد والتسفيه ـ المثليين الجنسيين نموذجا ـ لكن من حقنا أن نفضح الخلط والتضبيب، من حقنا مواجهة الاستيراد السيئ و التطبيق المعوق لظواهر لا سابق للسياسة اليسارية الاشتراكية بها.. من حقنا أن نفضح و أن نواجه بقوة السياسة الانتهازية التي تتعامل مع الشباب كمغفلين معتوهين يقبلون بجميع المستوردات بما فيها أسوء المنتجات السياسية و الفكرية.
ليست نضالية أطاك هي التواجد وسط الجمهور و السماح لها بالمشاركة في جميع الفضاءات و كيفما كانت أهدافها، و ليست مناهضة العولمة هي فتح أبواب المدارس و الثانويات لإشراك التلاميذ في برامجها فكثيرون ممن سبقوكم و طرقوا هذه الأبواب، تحولوا فجأة إلى مستشارين للدولة داخل هيأت طيعة مطواعة وخدومة في يد الدولة و مستشاريها الحقيقيين.. و العبرة من ملفات حقوق الإنسان و من ملف الأمازيغية والمرأة و المجال الإعلاني و الفني ..الخ
ليست نضالية أطاك هي الخير و الإحسان للمواطنين و تسجيلهم في لوائح التجنيس و الافتخار بهذه المهمة الإدارية و كأنها انجاز نضالي غير مسبوق .
ليست هذه سوى نتف من عبقرية التيار التروتسكي في ميدان المناهضة للعولمة الرأسمالية.. و ليست هذه سوى مقبلات لمفاهيم و مسلكيات أخرى ستأتي لا محالة و سنكون لها بالمرصاد لفضحها و لدفعها للإعلان عن نفسها دون تقنع و لا تخفي و لاختباء.

و.السرغيني 10/06/2007





#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الصحراء الغربية و مبادرة -النهج الديمقراطي- للوساطة
- الملتقى الثالث لتنسيقيات مناهضة الغلاء ملتقى فاشل بكل المقاي ...
- تصريحات عبد الله الحريف غباوة أم استغباء
- حول قضية -المس بالمقدسات-
- منطلقات و أهداف الخط البروليتاري
- بيان التأسيس للتيار الماركسي اللينيني المغربي أنصار الخط الب ...
- الاحتجاجات الجماهيرية بين المبدئية و الحسابات الضيقة الفاضحة
- جميعا ضد المحاولات اليائسة لكبح جماح الحركة الطلابية المغربي ...
- 8 مارس و الكلمة للطبقة العاملة
- يساريو طنجة يتباكون على فقدان صدام
- اليسار.. و اليسار.. ثم اليسار، بطنجة
- الحركة الاحتجاجية بطنجة بين التقاعس و الإحباط
- الممارسات الفاشية داخل الجامعة انزلاق أم نزعة
- الحماقات الصبيانية و صراع الإخوة الأعداء
- انفضاح أم انتصار للخط الانتخابي داخل -النهج الديمقراطي-
- إلى أين يسير -النهج الديمقراطي- بطنجة
- طنجة التضامن مع الشعبين الفلسطيني و اللبناني يعني الاحتجاج ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - التروتسكيون -المغاربة- و اطاك التروتسكية