أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم السراجي - ميلاد ..كان اسمه المطر..!














المزيد.....

ميلاد ..كان اسمه المطر..!


ابراهيم السراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 05:15
المحور: الادب والفن
    


يا أمي .. يا أنا
يا حروف اسمي ..يا اشيائي البعيده
حزيران ...
المعجزة الدنيئة ..
* * *
أين ميلادي
ما ميلادي
مالذي يحدث أني أتيت الى هنا
وما هنا الا انا وأنا واشيائي البعيدة
يا الله
يا سيدي
ويا اسئلتي ويا رسالتي الطويلة
يا إيماني الضائع
ويا عمري الضالع في الحيرة ..

* * *
أعبَّد الرصيف
بيني وبين القصيد
وافرش الماضي
ثم أدوس كل اشيائي المكتملة ..
* * *
(في المهد ..)
إقترفَ جريمة المخاض في أمهِ
شاركها لحمها وعظمها
وزرع في صدرها فرحة ..

(الحول الاول ..)
ما يزال الحليب كل همه
يغمض عينية
ويقبِّل أمه دون قصد أو بالفطرة ..!

(حولين كاملين ..)
ولم يتم الرضاعة
كان نبي يدعو كل أقرانه
في المهود ..!

(ثلاث ..)

يفرك رأسه
يبتسم
لايدرك اصلاً لماذا يجب أن يقف على رجليه
يعبر بالكباء
عن جوعه
ويسأل دموعه لماذا توقف الحليب ..!

(العام الرابع ..)

كان صوته نغمة أمه
لقد قال : (ماما..)
لقد قال : (ماما..)

سألته عن إسمه قال (ابلاهيم ..)
ولست أدري من أين يدري اسمه ..

(في الخامسه ..)
بدا يفكر
خمس مرات ولم نحتفل
لم يشعلو في البيت شمعه
مالذي يعني أن أمه لا تحتفل
ولمَ ابوة تجاهل حفلته
لو "كتب"
لاطفأ في صدرة شمعه

(السادسه ..)

أ . ب . ت
بدا الحرف
بدأت أوجاعه
بدأت مأساته
بدأت احزانه
"لله درك يا استاذي .."
(السابعه من وقته ..)
هذا الطفل يبدو معجزة
هذا ليس طفلا
إنه شُعلهْ

(الثامنه من عمره ..)

جدول الضرب
كتاب القراءة والحساب
احلامه البسيطه
كالقرية
وعيناه كالمطر
ويديه كالمطر
وابتسامة من مطر
كله مطر

ولم يكن يجدر به ان يبكي

(التاسعه ..)

صام رمضان كله
فرش السجاد
وأفطر بالتمر والماء والسُنّة المطهرة
وختم القرآن
وكان عليه أيضا أن لا يبكي

(العاشرة يا عمره ..)
كان اسمها ...
بنت في القرية
تدرس معه
يسبقها بسنة
إحتفظ بدفاتره وأهداها إياهن
هذا لم يكن طفلا
إنه "مصيبة .."

(الحادية عشرة ..)
بات أكبر
صار يسأل أكثر
ما وراء هذا
وما وراء الاسفلت
سأل كثيرا عن تلك المدينة
"هي.."
أخبرته أنه سينتهي اليها
وسيؤسس احلامه عليها

(اثنا عشرة ..)

تفوق في مدرسة القرية
وفي مدرسة القرآن
أهدى أمه مصحفاً
وأهدى فتاته أول نظره ..!

(الرابعه عشرة ..)
بين استاذ القرآن
واستاذ العربي
وشيوخ القرية
واقرانه السيئين
أشياء غريبة
مراهقه
شيخوخه مبكرة
في ذلك العام
إدّخر بدلته لعيد الفطر وعيد الاضحى
"لكنها لم تكن أول خيبه .."


(الخامسة عشرة ..)

صنعاء حضنتني
وبالمقابل
قايضتني أول مسافة بيني وبين أمي ...

(السادسة وعشرة ..)

بنت القرية
في باله
وبنت الجيران الجديده في المدينة
"خيانة من طرف واحد .."
لاجلهمها أمسك القلم لأول مره
وكتب (قمر الزمان ..)
لازال يذكرها
ولا يزال يبتسم لاجمل الاشياء التي كانت به ...!

(السابعة عشره ..)

عرفت الرصيف
وصرنا اصدقاء
وصرت أهوى الغناء والغناء والثماله
بنيت جسرا مائيا بيني وبين السماء
كان اسمه المطر ..!

(الثامنة عشره ..)
عام بالعفل قصم ظهره
قالت أحبك لأول مرة
كانت أول قمر يسقط في مداري
وأول شمس تتناوب على الفرح وكل الحزن (اللاحق ..)
(التاسعة عشره ..)
كان الحب الاخير
الذي القيت له رقبتي رخيصه
تعثرت بأجمل احلامي ..!

(العشرين ..)
إحتفلت لأول مرة
كان هناك من أرسل لي مع الهدهد أول تهنئة وغابت

أمي
القت على وجهي آخر ابتسامة ونامت نومتها الاخيره
مالذي يعني ان تموت أمي وعمري عشرين ..؟؟

قالت أحبك ونامت
سكنت قبرها
دفنت القمر الاكبر في عمري
وبحثتٌ عن رحمٍ جديد متعب أولد منه من جديد..!
(الـ21..)
الان هي
لم يحدث الى الان شيء
استلم راتبه الشهري
وانفقه فيما لا يدري ولا يجدي..!

(خلاصة عمره ..)
كل ذلك لا يعدو أن يكون
عمر
وحب
وخيانة
واخفاقاااااااااااات كثيرة

(النصيحة دين ..)

تعلم ان يحب اشياءه الاخرى
كصنعاء
ككأس الشاي
ككل شيء غيرها
وعلّم غيره ...!

ابراهيم السراجي
14/6/2007



#ابراهيم_السراجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على بعد حزيران الجاري
- - تكنولوجيا الهوى ..-
- صنعاء ..حانة الضوء..جنة الروح..!
- الصورة صِفر
- مخاض
- الجانب الاخر من كتفي
- نيسان الكثير
- ثورة الاشياء
- خطيئة التفاح
- أقل مِن مرَّة
- رتِّل فالعمر أغنيةً من ضجيج .. !
- ..فلسفه
- رغم أنف السابعه عشره
- الى السقوط
- الهٌ الحزنِ


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم السراجي - ميلاد ..كان اسمه المطر..!