بيئة مشوهة وسلوكيات مغلوطة


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 00:33
المحور: المجتمع المدني     

البارحة وبينما كنت اقرأ التعليقات المنشورة على صفحات المواقع العربية، فوجئت ان معظم الناس كانوا يتحسرون على فقدان سفاح مقبور (لا داعي لذكر اسمه) على الرغم من علمهم بسيرته الملطخة بالخزي والعار في امة تعج بالمجرمين والقتلة والسفلة. .
وصدمتني آلاف التعليقات التي كانت تتفنن بتسديد اللعنات والطعنات الى فارس وطني توفاه الله (لا داعي لذكر اسمه) يشتمونه وهم يعلمون انه من رموز العلوم والآداب. امة تبغض كل وطني شريف، وتعادي كل إنسان موهوب. .
لدينا احزاب سياسية تتظاهر بالورع والتقوى لكنها تدافع بضراوة عن كبار اللصوص والسراق، وتدعم الفاشلين وأصحاب الشهادات المزورة. .
فالفاشل في بلادنا يحتاج إلى عصابة تحتضنه وترعاه وتوفر له الأمان وتتغافل عن هفواته. واحيانا يختار العيش في الأوساط البيئية المتخلفة كي يشعر بعبقريته المزيفة. ثم يأتي دور الأبواق الإعلامية المتخصصة بتعظيم شأن النفايات. فالإعلام في الكيانات الفاشلة هو الزوجة الرابعة وليس السلطة الرابعة. .
معظمهم يعملون بنظرية جوزيف غوبلز: (الحقائق لا تهم. . المهم ان تبدو الأكاذيب أكثر منطقية). .
تتحرك معظم أنظمة الشرق الأوسط الآن بخطوات سلحفاتية وبالاتجاه المعاكس في بيئة مشوهة. ولكل نظام ظالم خمسة أركان:
- تشريع يبرر ظلمه.
- وإعلام يمجد أساليبه القمعية.
- وماض مزور يُقدس السلطة المستبدة .
- وخطر وهمي خارجي يجمع الناس حوله. فالعرب مبدعون جدا في تصنيع الأوهام. .
- وفتوى دينية تقضي بوجوب الولاء لرأس النظام. .