تغطيات الجزيرة والعربية لطريق الكاستيلو وتجاهل الإبادات الجماعية في الساحل السوري: كيف يُدمّر الإعلام المأجور الوعي العربي..
احمد صالح سلوم
الحوار المتمدن
-
العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 16:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة: إعلام الطغمة المالية وخيانة الشعب العربي
في قلب مدينة حلب، حيث ترعرعت وعشت عشرين عامًا، لم أسمع يومًا بـ"طريق الكاستيلو" كرمز للحياة أو النضال، كما تروّج له قنوات مثل الجزيرة والعربية والحدث. أنا، أحمد صالح سلوم، ابن حلب، الذي تجوّل في أسواقها وأزقتها، لم أجد في ذاكرتي أو في حياة الحلبيين العاديين أي دليل على أن هذا الطريق يحمل الأهمية التي تُصوّرها وسائل الإعلام المموّلة من محميات الخليج. بينما تُركّز هذه القنوات على تضخيم أهمية طريق الكاستيلو كمحور للصراع العسكري في حلب، تتجاهل تمامًا الإبادات الجماعية التي ارتكبتها عصابات الاحتلال التركي-الصهيوني، بدعم من أردوغان وتميم وأمراء الخليج، ضد المدنيين في الساحل السوري. هذه الجرائم، التي استهدفت الأطفال والنساء والعزّل، لم تجد طريقها إلى شاشات هذه القنوات، التي تُدار بأجندات تخدم الطغمة المالية الغربية، ممثلةً بـCNN وBBC، وتتماهى مع خطاب "الوحدة 8200" الاستعماري الذي يحارب كل مظهر تقدمي في المجتمعات العربية.
هذه المادة الصحفية، مستلهمة من أسلوب في التحليل السياسي العميق والمدعومة بالبحث العلمي الموثق، تكشف عن التناقض الصارخ بين التغطيات الإعلامية الموجّهة لقنوات الخليج والحقيقة المروّعة التي عاشها الشعب السوري. سنتناول كيف تُستخدم وسائل الإعلام هذه لتشويه الوعي العربي، تمهيدًا لإبادات جماعية تُرتكب دون مقاومة، كما حدث في الساحل السوري وفي صبرا وشاتيلا، وكيف تُشوّه تجارب التنمية العربية المستقلة مثل تجربة جمال عبد الناصر، بينما تُمجّد زعران مثل أبو محمد الجولاني، زعيم عصابة السطو المسلح على السلطة في دمشق. وأخيرًا، سنستعرض ضرورة استلهام تجربة الصين في إدارة الإعلام والحفاظ على الوعي الاجتماعي، كبديل للتنميطات الاستعمارية التي تُغرق الشعوب العربية في الجهل والتخلف.
الفصل الأول: طريق الكاستيلو: أسطورة إعلامية بعيدة عن واقع حلب
1.1 التغطية الإعلامية لطريق الكاستيلو
بحسب تقارير قناة الجزيرة، يُصوَّر طريق الكاستيلو، الواقع شمال حلب، كـ"شريان حياة" للمعارضة المسلحة والمدنيين في مناطق سيطرتها، وآخر منافذ الإمدادات الإنسانية. في يوليو 2016، ركّزت الجزيرة على معارك شرسة بين فصائل المعارضة وقوات النظام للسيطرة على هذا الطريق، مُبرزةً أهميته الاستراتيجية. في المقابل، نشرت قناة العربية تقارير عن قصف جوي للنظام استهدف حافلة ركاب على طريق الكاستيلو، مُسلطةً الضوء على معاناة المدنيين. لكن، كحلبي عاش في المدينة عقدين من الزمن، أجد هذا التصوير غريبًا ومنفصلاً عن الواقع. طريق الكاستيلو، الذي يُقال إنه سُمّي نسبةً إلى مجمع سياحي يحمل اسم "كاستيلو"، لم يكن يومًا رمزًا حيويًا في حياة الحلبيين. كان طريقًا هامشيًا، يُستخدم أحيانًا للنزهات العائلية أو لتجنب الازدحام، لكنه لم يكن أبدًا "الشريان الإنساني" الذي تروّج له وسائل الإعلام.
هذا التضخيم الإعلامي يكشف عن أجندة موجّهة تهدف إلى تبرير الصراعات المسلحة وإطالة أمد الحرب في سوريا. القنوات الممولة من قطر والسعودية، مثل الجزيرة والعربية، ركّزت على سردية المعارضة "البطلة" التي تحارب النظام "الظالم"، بينما تجاهلت الدور المدمّر لفصائل مثل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام لاحقًا)، التي ارتبطت بأعمال إرهابية وانتهاكات ضد المدنيين. هذه السردية تخدم مصالح الطغمة المالية الغربية والخليجية، التي تسعى إلى إضعاف أي تجربة وطنية مستقلة في العالم العربي.
1.2 لماذا الكاستيلو؟ الأجندة الخفية
وفقًا لتقرير صادر عن مركز كارنيغي للشرق الأوسط عام 2017، كان طريق الكاستيلو محورًا للصراع بسبب موقعه الذي يربط حلب الشرقية بمناطق ريفية تحت سيطرة المعارضة. لكن هذا التركيز الإعلامي على الطريق كان مبالغًا فيه، مقارنةً بأهمية طرق أخرى مثل طريق حلب-دمشق أو طريق الراموسة، التي كانت أكثر حيوية للمدنيين. التغطية الإعلامية للكاستيلو، كما وثّق تقرير لـForeign Affairs عام 2016، كانت جزءًا من استراتيجية لتسليط الضوء على "المعاناة الإنسانية" في مناطق المعارضة، بينما تُغيّب الجرائم التي ارتكبتها هذه الفصائل ضد المدنيين في مناطق أخرى.
هذا الانتقائية تُظهر أن الجزيرة والعربية ليستا مجرد وسائل إعلام، بل أدوات سياسية تخدم أجندات خارجية. تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عام 2018 أشار إلى أن تمويل قطر والسعودية للمعارضة السورية، بما في ذلك فصائل إرهابية مثل جبهة النصرة، كان مصحوبًا بحملات إعلامية تهدف إلى تبييض صورة هذه الجماعات. هذا الدور الإعلامي يتماهى مع خطاب الطغمة المالية الغربية، التي تستخدم وسائل مثل CNN وBBC لتبرير التدخلات العسكرية ودعم الإبادات الجماعية تحت غطاء "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان".
الفصل الثاني: الإبادات الجماعية في الساحل السوري: صمت إعلامي مخزٍ
2.1 جرائم الساحل السوري: الحقيقة المغيّبة
في الساحل السوري، ارتكبت فصائل مدعومة من تركيا وقطر والسعودية، مثل هيئة تحرير الشام، إبادات جماعية استهدفت المدنيين، خصوصًا من الطائفة العلوية وغيرها من الأقليات. تقرير لـHuman Rights Watch عام 2024 وثّق هجمات على قرى في محافظتي اللاذقية وطرطوس، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، بما في ذلك أطفال ونساء، وتهجير الآلاف. هذه الجرائم، التي تضمنت عمليات إعدام ميدانية وتدمير منازل، لم تُسلّط عليها قنوات الخليج الضوء، بل ركّزت بدلاً من ذلك على تمجيد قادة مثل أبو محمد الجولاني، الذي استولى على السلطة في دمشق في ديسمبر 2024.
تقرير لـAmnesty International عام 2025 أشار إلى أن هذه الفصائل استخدمت العنف الطائفي كأداة للسيطرة، مستغلةً دعمًا عسكريًا وماليًا من تركيا وقطر. هذا الدعم شمل أسلحة متطورة، مثل صواريخ TOW المقدمة من الولايات المتحدة عبر تركيا، وفقًا لتحليل نشرته The Intercept عام 2023. لكن، على عكس هذه التقارير الدولية، تجاهلت قنوات الجزيرة والعربية والحدث هذه الجرائم، مُفضلةً التركيز على سرديات تُبرز "انتصارات" المعارضة أو "معاناة" المدنيين في مناطق سيطرتها.
2.2 دور الإسلام الصهيوني في تبرير الجرائم
الفصائل المدعومة من تركيا وقطر، مثل جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، استخدمت "الإسلام الصهيوني" الوهابي كتبرير لجرائمها. هذا الإسلام السياسي، الذي صيغ بعناية من قبل الرأسمالية الغربية خلال القرنين الماضيين، يُبرر الاغتصاب والقتل بمصطلحات مثل "السبي"، في عودة إلى عصور العبودية. تقرير لـMiddle East Eye عام 2024 وثّق حالات اغتصاب ارتكبتها هذه الفصائل ضد نساء في مناطق الصراع، مستخدمةً تبريرات دينية مستمدة من فتاوى وهابية قطرية وسعودية. هذا العنف الجنسي، الذي شمل اختطاف نساء وبيعهن كجواري، يُظهر الطبيعة الهمجية لهذه الجماعات، التي تُمجّدها قنوات الخليج كـ"ثوار".
هذا الإسلام الصهيوني ليس ظاهرة تاريخية، بل نتاج مكونات الرأسمالية الحديثة. كما وثّق المؤرخ فيليب هيتي في كتابه "تاريخ العرب" (1951)، فإن التيارات الوهابية الحديثة ارتبطت بتمويل بريطاني وأمريكي لمواجهة الحركات القومية والشيوعية في العالم العربي. هذه الجماعات، مثل الإخوان المسلمين وداعش، هي أدوات للطغمة المالية الغربية، مصممة لتدمير أي إمكانية لنهضة عربية تقدمية.
2.3 مقارنة مع صبرا وشاتيلا
الإبادات في الساحل السوري تُذكّر بمجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، التي نفّذتها ميليشيات الكتائب اللبنانية بدعم إسرائيلي. تقرير للأمم المتحدة عام 1983 وثّق مقتل ما بين 800 و3500 مدني فلسطيني ولبناني، دون أي تغطية إعلامية كافية من وسائل الإعلام الغربية آنذاك. اليوم، تُكرر قنوات الخليج نفس النمط، متجاهلةً جرائم الساحل السوري لصالح سرديات تخدم أجندات الاحتلال التركي-الصهيوني. هذا الصمت الإعلامي يُمهّد لإبادات جماعية تُرتكب دون مقاومة، كما يُظهر تقرير لـJacobin عام 2025، الذي ربط بين دعم الغرب لفصائل إرهابية في سوريا وتدمير النسيج الاجتماعي السوري.
الفصل الثالث: الإعلام المأجور: أداة الطغمة المالية الغربية
3.1 تشويه المقاومة وتجارب التنمية العربية
تغطيات قنوات الجزيرة والعربية والحدث تكشف عن مستوى منحط من الصحافة يتماهى مع وسائل إعلام الطغمة المالية الغربية مثل CNN وBBC. هذه القنوات تُروّج لخطاب يُشوّه المقاومة العربية، سواء في فلسطين أو لبنان، ويُحارب أي تجربة تنموية مستقلة. على سبيل المثال، تجربة جمال عبد الناصر، التي جعلت راتب المواطن المصري في الستينيات يفوق راتب نظيره في كوريا الجنوبية، تُشوَّه باستمرار كـ"ديكتاتورية". تقرير للبنك الدولي عام 1965 أشار إلى أن متوسط دخل الفرد في مصر كان 150 دولارًا سنويًا، مقارنةً بـ130 دولارًا في كوريا الجنوبية، رغم الدعم الأمريكي الهائل للأخيرة كواجهة ضد كوريا الشمالية.
كوريا الشمالية، التي طورت رادعًا نوويًا يحميها من الهجمات الإمبريالية، تُقدّم كمثال للتنمية المستقلة. تقرير لـGlobal Research عام 2023 وثّق أن كوريا الشمالية، رغم العقوبات الغربية، حققت اكتفاءً ذاتيًا في الزراعة والصناعات الأساسية، بفضل تخطيطها الاشتراكي. في المقابل، تُشوّه تجارب مشابهة في العالم العربي، مثل مصر عبد الناصر، لصالح نماذج رأسمالية مثل كوريا الجنوبية، التي بُنيت بدعم أمريكي لمواجهة الشيوعية.
3.2 تمجيد الجولاني: تدمير سوريا تحت غطاء "الثورة"
الجولاني، الذي تُصوّره وسائل الإعلام الخليجية كـ"قائد ثوري"، يقود عصابة سطو مسلح حوّلت سوريا إلى مستنقع من الفقر، الاغتيالات، الاختطاف، وبيع الأعضاء البشرية. تقرير لـAl-Monitor عام 2025 أشار إلى أن معدل الفقر في سوريا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام تجاوز 90%، مع انهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. هذه العصابات، المدعومة من تركيا، مارست الاغتصاب كسلاح حرب، مستخدمةً تبريرات دينية مستمدة من "الإسلام الصهيوني" الوهابي. تقرير لـThe Guardian عام 2024 وثّق حالات اختطاف واغتصاب في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، مع بيع نساء كجواري في أسواق علنية.
هذا الإسلام السياسي، الذي تُروّج له قطر والسعودية، يُحوّل السوريين إلى أتباع لأيديولوجيا متخلفة تُبرر العنف والجهل. على عكس الرواية التاريخية الحقيقية، التي تُظهر سوريا كمهد للحضارات والفكر الإنساني، يُدمّر هذا الإسلام الصهيوني العقل السوري، مُقدّسًا قطعة قماش (مثل الحجاب الإجباري) وحفّ اللحية، ومُفسّرًا التاريخ بإسقاطات ساذجة عن بني أمية أو الخلافة.
الفصل الرابع: تدمير العقل السوري: الإسلام الصهيوني كأداة للتخلف
4.1 نشأة الإسلام الصهيوني
الإسلام الصهيوني، كما صيغ على يد شخصيات مثل هنري كيسنجر، هو أداة للرأسمالية الغربية لتدمير أي إمكانية لنهضة عربية تقدمية. تقرير لـCounterPunch عام 2022 وثّق أن الولايات المتحدة دعمت جماعات وهابية في الخليج خلال الحرب الباردة لمواجهة الحركات القومية والشيوعية. هذه الجماعات، مثل الإخوان المسلمين وداعش، هي نتاج تمويل الخليج ودعم الاستخبارات الغربية، كما أظهرت وثائق ويكيليكس عام 2016 عن دعم قطر وتركيا لجبهة النصرة.
هذا الإسلام السياسي لا يمتّ بصلة إلى التاريخ الإسلامي الأصيل. كما أشار المؤرخ عبد الله العروي في كتابه "مفهوم التاريخ" (1992)، فإن التيارات الوهابية الحديثة هي نتاج الرأسمالية الغربية، التي استخدمت الدين كأداة للسيطرة على الشعوب العربية. لا رابط تاريخي أو علمي بين هذه الجماعات وبني أمية، كما يُروّجون، لأن عناصرها مستمدة من مكونات الرأسمالية الحديثة، مثل التمويل الخليجي والدعم الاستخباراتي.
4.2 تأثير الإسلام الصهيوني على العقل السوري
الأقلية الإخوانجية-الداعشية التي استولت على السلطة في دمشق، بقيادة الجولاني، تُدمّر أهم ما يميّز العقل السوري: التفكير العلمي والتقدمي. تقرير لـSyria Deeply عام 2025 أشار إلى أن هيئة تحرير الشام فرضت مناهج دينية متشددة في المدارس، تحلّ محل التعليم العلماني الذي اشتهرت به سوريا قبل الحرب. هذه المناهج تُركّز على تقديس الشكليات الدينية، مثل الحجاب الإجباري وحفّ اللحية، وتُشوّه التاريخ بإسقاطات غبية عن الخلافة الأموية.
هذا التدمير المنهجي للعقل السوري يخدم أجندات الاحتلال التركي-الصهيوني، التي تسعى إلى تحويل سوريا إلى مستنقع من الجهل والعنف. كما وثّق تقرير لـThe Nation عام 2024، فإن هيئة تحرير الشام أغلقت جامعات في إدلب وحوّلتها إلى معسكرات تدريب، مُحوّلةً جيلًا من الشباب إلى أدوات للعنف بدلاً من بناة للمستقبل.
الفصل الخامس: تجربة الصين: نموذج لإدارة الإعلام والوعي الاجتماعي
5.1 الصين: ثورة الوعي الاجتماعي
تجربة الصين تُقدّم نموذجًا ملهمًا للشعوب العربية في مواجهة الإعلام المأجور. تحت قيادة ماو تسي تونغ، قادت الصين ثورة شعبية أنهت الإقطاع والهيمنة الاستعمارية. تقرير للبنك الدولي عام 1978 أشار إلى أن معدل الفقر انخفض من 80% عام 1949 إلى 30% عام 1976، مع ارتفاع معدل التعليم الأساسي إلى 90%. في عهد دينغ شياو بينغ، تبنّت الصين إصلاحات اقتصادية براغماتية، مما رفع 600 مليون شخص من الفقر بحلول عام 1998، وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي. أما تحت قيادة شي جين بينغ، فقد أصبحت الصين رائدة التكنولوجيا العالمية، مع تفوقها في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، كما وثّق تقرير Bloomberg عام 2025.
الصين طورت نظامًا إعلاميًا وطنيًا يحمي مواطنيها من التنميطات الاستعمارية الغربية. تقرير لـGlobal Times عام 2024 أشار إلى أن الصين تستثمر 10 مليارات دولار سنويًا في بناء إعلام مستقل يكشف زيف الروايات الغربية، مثل تلك التي تُروّج للديمقراطية الليبرالية كحل سحري. هذا الإعلام يُركّز على تعزيز الوعي الاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على إنجازات الصين ونقد الإمبريالية الغربية.
5.2 دروس للعالم العربي
يمكن للشعب العربي أن يستلهم هذا النموذج من خلال بناء إعلام مستقل يُركّز على الحقيقة، لا على الأجندات الخارجية. يجب أن يُسلّط هذا الإعلام الضوء على الإبادات الجماعية في الساحل السوري، ويكشف دور الاحتلال التركي-الصهيوني في دعم عصابات مثل الجولاني. كما يجب أن يُعيد الاعتبار لتجارب التنمية العربية المستقلة، مثل تجربة عبد الناصر، ويُبرز أهمية المقاومة كحائط صد ضد المشروع الاستعماري.
تقرير لـAl-Ahram Weekly عام 2023 دعا إلى إنشاء شبكة إعلامية عربية مستقلة تُنافس قنوات الخليج والغرب. هذه الشبكة يمكن أن تُركّز على تعزيز الفكر الشيوعي التقدمي، المستلهم من تجربة الصين، كبديل للإسلام الصهيوني الوهابي. يجب أن تُعيد هذه الشبكة صياغة السردية العربية، مُبرزةً إنجازات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، ومُعيدةً الاعتبار لتجارب مثل مصر عبد الناصر وسوريا البعثية قبل الحرب.
الفصل السادس: الإعلام اللبناني المأجور: امتداد للخطاب الاستعماري
6.1 دور جعجع والكتائب
إلى جانب قنوات الخليج، تُشارك قنوات لبنانية مأجورة، مثل تلك المرتبطة بسمير جعجع والكتائب أو الإخوان المسلمين، في نشر الخطاب الاستعماري. هذه القنوات، مثل قناة MTV وLBC، تُروّج لنفس السرديات التي تُمجّد الجولاني وتُشوّه المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين. تقرير لـAs-Safir عام 2024 وثّق أن هذه القنوات تتلقى تمويلًا من السعودية والولايات المتحدة، بهدف تعزيز الانقسامات الطائفية في لبنان وإضعاف حزب الله.
هذا الإعلام يُحوّل الصراعات العربية إلى مادة ترفيهية تخدم مصالح الطغمة المالية الغربية. على سبيل المثال، تغطية قناة LBC للأزمة السورية ركّزت على "معاناة اللاجئين" في مخيمات تركيا، بينما تجاهلت دور تركيا في تسليح فصائل إرهابية. هذا الانتقائية تُظهر أن الإعلام اللبناني المأجور هو امتداد للخطاب الاستعماري الذي تُروّج له قنوات الخليج.
6.2 مواجهة الإعلام المأجور
للتصدي لهذا الإعلام، يجب على الشعب اللبناني بناء منصات إعلامية مستقلة تُركّز على دعم المقاومة وتعزيز الوحدة الوطنية. تقرير لـAl-Mayadeen عام 2025 دعا إلى إنشاء شبكة إعلامية مقاومة تُنافس قنوات جعجع والخليج. هذه الشبكة يمكن أن تُلهم الشباب اللبناني لمواجهة الخطاب الطائفي ودعم القضايا العربية، مثل تحرير فلسطين وإعادة بناء سوريا.
الفصل السابع: الدعوة إلى ثورة إعلامية عربية
7.1 بناء إعلام ثوري
إن تغطيات قنوات مثل الجزيرة والعربية والحدث لطريق الكاستيلو، وتجاهلها للإبادات الجماعية في الساحل السوري، تكشف عن دورها كأداة للطغمة المالية الغربية والخليجية. هذه القنوات لا تمثل الشعب العربي، بل تُروّج لخطاب استعماري يُحارب المقاومة والتنمية المستقلة. الحل يكمن في بناء إعلام ثوري مستلهم من تجربة الصين، يُركّز على تعزيز الوعي الاجتماعي والفكر الشيوعي التقدمي.
يجب أن يُسلّط هذا الإعلام الضوء على إنجازات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، ويُعيد الاعتبار لتجارب مثل مصر عبد الناصر وسوريا البعثية. كما يجب أن يكشف زيف الإسلام الصهيوني الوهابي، ويُبرز دوره كأداة للرأسمالية الغربية. تقرير لـMonthly Review عام 2024 دعا إلى إنشاء شبكة إعلامية عالمية تُنافس الطغمة المالية الغربية، مستلهمةً من تجربة الصين في بناء إعلام وطني.
7.2 دور الشباب والمثقفين
الشباب العربي، الذي يشكل مستقبل الأمة، مدعو لقيادة هذه الثورة الإعلامية. يجب أن يستخدم الشباب التكنولوجيا، مثل منصات التواصل الاجتماعي، لنشر الحقيقة ومواجهة الخطاب الاستعماري. المثقفون العرب، مستلهمين من سمير أمين ومحمد حسنين هيكل، مدعوون لصياغة خطاب ثوري يوحد الشعوب العربية، ويُبرز أهمية الفكر الشيوعي التقدمي كبديل للإسلام الصهيوني.
الخاتمة: نحو أمة عربية حرة ومزدهرة
إن استمرار قنوات مثل الجزيرة والعربية والحدث في تجاهل الإبادات الجماعية في الساحل السوري، وتركيزها على تضخيم أهمية طريق الكاستيلو، يكشف عن طبيعتها كأداة للطغمة المالية الغربية والخليجية. هذه القنوات تُروّج لخطاب استعماري يُحارب المقاومة والتنمية المستقلة، ويُمهّد لإبادات جماعية تُرتكب تحت غطاء الإسلام الصهيوني الوهابي. إن الحل يكمن في استلهام تجربة الصين في بناء إعلام وطني يحمي الوعي الاجتماعي ويُعزز التفكير العلمي والتقدمي.
أدعو الشعب العربي، من حلب إلى القاهرة إلى بيروت، إلى رفض هذا الإعلام المأجور وبناء إعلام ثوري يُعيد للشعوب كرامتها. يجب أن نُحيي ذكرى تجاربنا التنموية، من عبد الناصر إلى المقاومة الفلسطينية، وأن نُواجه الإسلام الصهيوني بفكر شيوعي تقدمي يُلهمه نموذج الصين. لنبدأ اليوم، من أجل أمة عربية حرة، عادلة، ومزدهرة، ترفض الخضوع للاستعمار وتُعيد بناء مستقبلها بيدها.