وقفة وفاء رمزية على قبر الرفيقين الشهيدين الدريدي وبلهواري في الذكرى 40 لاستشهادهما..


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 20:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

بمقبرة الشهداء بباب دكالة بمراكش، اليوم 27 غشت 2024، تجدّد اللقاء بالشهيدين بوبكر الدريدي (27 غشت 1984) ومصطفى بلهواري (28 غشت 1984)، رفقة نور الدين بلهواري أخ الشهيد قادما من ألمانيا وكمال سقيتي (سكيتي) مناضل ضمن مجموعة مراكش 1984، رفيق الشهيدين. للإشارة، فقد واصل المعركة حتى نهاية المدة التي كان محكوما بها (5 سنوات).
نحن لا نقف على قبور الشهداء كروتين سنويّ عابر. إننا نجسد التعبير عن الوفاء والموقف وعن تجديد العهد على مواصلة المعركة حتى النهاية. إننا نوثّق لحظات عناق حار للذات المناضلة الواحدة. فإذا لم يواصل المناضل معركة رفيقه الشهيد، فليس جديراً بحمل لقب مناضل؛ ويكون وقوفه على القبر في هذه الحال ليس سوى توظيفا فجا لتضحيات الشهيد ومجاملة لهذه الجهة أو تلك. فمن ينتمي الى الشهيد حقّا والى إرثه يسير في دربه. ومن العار إعلان الانتماء الى شهيد دون تبني مرجعيته ومواقفه..
إننا نسير على خطى الشهيدين بلهواري والدريدي، ونرفع عاليا راية هويتهما/هويتنا الماركسية اللينينية. ونجدد موقفنا المشترك من النظام القائم، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، وانخراطنا في نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة وفي طليعتها الطبقة العاملة من أجل إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية..
قال لي رفيقي الشهيد مصطفى ليلة صدور الأحكام، 25/26 ماي 1984: "15 عام... طوالة أبا حسن"، وأقول اليوم بعد أربعين (40) سنة عن استشهاده: "الثورة المغربية... طوالة أبا صطوف"، لكنها مهما طالت فإنها قريبة. إن الشهيد والمناضل سلسلة نضالية لا تنكسر، يسقط المناضل شهيدا ويواصل رفيقه شاهدا..
نعتذر للعديد من الشهداء، لأننا لا نتوقف عند محطات استشهادهم بالشكل النضالي المطلوب (حالة الشهيد عبد الحكيم المسكيني، من سبق أن زار/وقف على قبره غير رفاق محسوبين على رؤوس أصابع اليد الواحدة؟)، ويعود ذلك بالدرجة الأولى الى محدودية الامكانيات وغياب التنسيق المنظم والمنتظم بين الرفاق والمناضلين. علما أن مهام المتابعة النضالية المتواصلة بالنسبة لقضايا العمال والفلاحين الفقراء والمعتقلين السياسيين وقضايا أخرى وطنية ودولية لا يمكن إلا أن تكون مرتبكة ومحدودة، وأسوأ من ذلك منسية، في غياب التنظيم الثوري. ومن هنا الحاجة النضالية الى بنائه ضمن أولويات الفعل النضالي بالنسبة للرفاق والمناضلين، خاصة واستفحال إجرام النظام القائم وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأوسع الجماهير الشعبية، وبالدرجة الأولى العمال والفلاحين الفقراء. ومن لا يشتغل على هذه المهمة النضالية الحاسمة، لا نراه في أحسن الأحوال إلا تائها. ومعركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس تُسائلنا، فكيف لمن يخلد محطات الشهداء أن يقفز عن هذه المعركة البطولية المستمرة في ظلّ معاناة العاملات والعمال وأطفالهم وعائلاتهم؟!!
إن محطات استشهاد رفاقنا تستنطقنا وتحفِّزنا على البوح الصادق، إنها مرايانا التي نرى من خلالها أنفسنا تقييما ونقدا ونقدا ذاتيا ومحاسبة..
ولأن قضية الشهداء قضية شعبنا، فمن لا يخدم هذه الأخيرة لا يخدم قضية الشهداء. ومن لا يخدم قضية الشهداء لا يخدم قضية شعبنا.
ولأن كافة الشهداء وضمنهم رفيقينا الدريدي وبلهواري يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم، نحيي في هذه الذكرى العظيمة ودائما الشعب الفلسطيني البطل وشهداءه ونضالاته التي لا تتوقف في مواجهة إجرام الكيان الصهيوني. ونعتبر الرجعية والصهيونية والامبريالية أشدّ أعداء الشعوب المضطهدة..
ونحن نخلد الذكرى 40 لاستشهاد رفيقينا الدريدي وبلهواري، نستحضر مرور 40 سنة أيضا عن اعتقال المناضل اللبناني جورج ابراهيم عبد الله الذي ما فتئ يقاوم في السجون الفرنسية وسنه الآن 73 سنة..
وفي نفس الآن، ونحن نخلد هذه المحطة النضالية، نتألم لفقدان أختنا بشرى بلهواري مؤخرا وقبل الأوان، وهي التي كانت بيننا في المحطة الماضية (2023)، بل هي من ألقت كلمة عائلة الشهيد بلهواري إبان فقرات تخليد الذكرى..
كل التحية لعائلتي رفيقينا الشهيدين الدريدي وبلهواري وعائلات كافة شهداء شعبنا، وكل التضامن مع المعتقلين السياسيين ومع عائلاتهم، ولنعمل كل من موقعه على إطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط.
وفي الأخير، القافلة تسير؛ وكما شرّفنا الاستمرار في معركة الشهيدين داخل السجن حتى سنة 1991، يُشرفنا بعد ذلك حتى الآن ودائما. إن معركة الشهيدين ليست فقط الإضراب اللامحدود عن الطعام داخل الدهاليز والزنازين والكاشوات والمستشفيات، إنها معركة "لا للولاء" المستمرة في إطار الصراع الطبقي حتى انتصار قضية شعبنا، وذلك ما لا نشك فيه أحياء أو أمواتا/شهداء..