الدرس العشرون والاخير من دروس شهر رمضان لهذا العام


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 11:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ
ورد لفظ الفرقان في القرآن للدلالة على معنى خاص ينصرف أولا لمحدد معرف تعريفا كاملا فيه على أنه قرين كتاب موسى تحديدا (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ﴿٥٣ البقرة﴾، وهناك من يزعم أن الفرقان هو عموم كتاب الله المنزل على كل نبي او رسول، ومثلا يقول ابن منظور في كتابه لسان العرب أنه (يطلق على كل كتاب سماوي أنزله الله تعالى ففرق به بين الحق والباطل فالتوراة فرقان، والإنجيل فرقان، والزبور فرقان، والقرآن فرقان)، معتمدا في ذلك على عموم اللفظ ومعناه اللغوي وليس على تخصيص القرآن له، فقد ورد المعنى عند اللغويين أيضا بهذا الأتجاه (والفِرْق خلاف الجمع، من "فَرَق يفرُق فرْقاً: فَصَلَ، وفَرْقُ الرأس: ما بين الجبين إلى الدائرة، والفرْق هو الفصل بين شيئين مختلفين، ويقال التفريق بين شيئين فرْقاً حتى يَفْترِقا ويَتَفرّقا، وتَفَارَقَ القومُ: افترقوا: أي فارقَ بعضُهم بعضاً)، وقد أستعمل القرآن هذا المعنى في دلالات أخرى خارج ما خصصه مع كتاب موسى وهارون تحديدا.
فالأستخدام وإن كان يجري في معنى واحد من الجذر اللساني لكنه أيضا هناك ما هو خاص وما هو عام في الأستعمال الدلالي، فمثلا الكتاب مرة يستخدم على أنه الرسالة التي يلقيها للرسل والأنبياء مثل التوراة والإنجيل والقرآن وهي ايضا تسمى صحف، ومرة يكنى بها عمل الإنسان المسجل عند الله فيقال (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيره إلا أحصاها)، ففي الحالتين الكتاب يعني الصحيفة المدونة والذي فيها معلوم غير مفقود ولا ينسى، فورود كلمة فرقان للدلالة على غير ما أنزل على موسى هو من هذا الباب اللغوي، وهو لا يختلف تماماً عما هو في الأصل اللغوي المعروف عند الناس، فالفرقان بالنظر في الآيات الكريمة التي أشارت للمعنى الثاني أرد الله بها معنى "التفريق بين الحق والباطل والحجة والشبهة، كما ورد في النص الذي ذكر فيه شهر رمضان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان)، لأن الفرقان هنا ليس مستقلا بذاته بما فيه، بل جاء ضمن ما جاء في القرأن من هدى وتفريق بين الحق وخلافه، وهذا المعنى ربما جاء من المعنى الذي ذكرته معاجم اللغة، ففي لسان العرب وتاج العروس جاء: "... والفَرْق: ما انفلق من عمود الصبح، لأنه فارَق سواد الليل، وقد انفرق".
ولو عدنا لتدبير ما في المعنى الأول نجد الآيات التالية التي تحدد الفرقان على أنه "ما أنزل على موسى أو على موسى وهارون تحديدا"، وعدد هذه الآيات أربع فقط وهي:.
• (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون) البقرة/53.
• (وأنزل التوراة والإنجيل* من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان) آل عمران/ 3-4.
• (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتقين) الأنبياء/ 48.
• (تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) الفرقان/1.
بينما أستخدم المعنى الثاني في موضعين أثنين وهما :.
• (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) الأنفال/ 41.
• (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) الأنفال/29.
الكثير من الناس ستعترض على كلامي بأعتبار أن الفرقان ايضا هو القرآن والدليل في قراءة سور الفرقان التي تبدأ بمفتاح خاص عام (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، والحجة الدامغة كمل يقولون أن هذه السورة وأسباب نزولها وحديثها عن النبي محمد، فيكون الفرقان الذي أنزل عليه هو القرآن، وهذا ما تعززه آية أخرة سبق وإن ذكرناها وهي (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان)، فكيف تخصص العام وتعمم الخاص؟؟
والجواب في الثانية سبق وأن أوردته من انه في القرآن هدى وفرقان وحرف الواو للعطف على الهدى وليس على القرآن، ولو كان العطف على القرآن ستصبح الجملة مضطربة لا معنى كامل لها (هدىً للناس وبيّنات من الهدى) فمره يكون القرأن (هدى ومرة فيه بينات من الهدى)، وهذا البناء اللغوي لا يستقيم في الذائقة ولا يستقيم مع أسلوبية القرأن وفصاحته، ومخالفا للمنطق اللغوي والعقلي السليم أيضا، فالفرقان المذكور في الآية معطوف على "بينات من الهدى" فيصبح المعنى بينات ايضا من الفرقان، وهذه إشارة حقيقية لما في فرقان موسى، لأن ما في القرآن أيضا هو جزء من بيناته وتذكيرا للناس بموضوع سابق ذكره وتشريعه وهو أن الصوم (كتب عليكم كما كتب على الذين من قبلكم)، وهم بالتأكيد أتباع موسى من أهل الكتاب، لأن من سن الصوم عليهم هو الفرقان، وحرف "من" هنا تبعيضي أي ان ما في القرأن من بينات كانت من بعض مما ذكر سابقا وليس جديدا من أحكام مسنونة في القرآن وحده.
وحتى لا ننسى ما في النص وربطا مع نصوص اخرى في سور متعددة، أن البعض من هدى الآيات كانت قد نزلت سابقا على موسى (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا) 򞑸 الإسراء﴾ ، وقد كرر الله الهدى هنا أستنساخا ليكون للعالمين جميعا، بعد ان كانت لبني اسرائيل فقط (ما ننسخ من آية أو نأت بمثلها)، في النص السابق أتى بمثلها أي بمثل الهدى الذي نزل على موسى في الفرقان (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) ﴿٩١ الأنعام﴾، فما اخفوه من هدى الفرقان اظهره الله مرة أخرى في القرآن (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) ﴿١٥٤ الأنعام﴾.
وفي سياق أعتراضي حتى تكتمل الصورة عن فرقان موسى وقرآن محمد أن الله عندما يشير للكتاب اي كتاب منهن يشير له بالفرد لأنه واحد (نزّل عليك الكتاب بالحق مصدّقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل* من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان) آل عمران/3-4، هنا القرآن والإنجيل والتوراة كتب الله جاءت ذكرا بصيغة المفرد، وحتى الفرقان الذي ذكره لاحقا جاء بنفس الصيغة، لكن عندما يذكر موسى وما انزل عليه يذكره بالتعدد، فمثلا (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ) 19 الأعلى، وايضا (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) � الأعراف﴾، وهنا النص يذكر الواح بصيغة الجمع بينما يذكر القرأن في نص اخر بالمفرد "لوح" كما في سورة البروج (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)، هذا يعني ان ما انزل على موسى اكثر من عنوان واحد وهما الكتاب والفرقان، والكتاب ذكره الله بالاسم التوراة (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) � هود﴾، وذكر الأخر بالاسم الفرقان (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ) � الأنبياء﴾ .
أما النص الوارد في الآية الأولى من سورة الفرقان والتي يرى الناس أنها تخص النبي محمد وانها تعني القرآن، فلا بد للعودة لكامل السورة وقراءتها تدبرا، فالعبد ليس محمد فكل أنبياء الله عبيده فلا مخصوص هنا، ثانيا السور تتكلم عن تكذيب وجحود وإنكار من الناس لما انزل في الفرقان (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) ﴿٨٧ البقرة﴾، وأول من انكر هم الكثير من أتباع موسى وهارون الذين اتخذوا العجل إلها لهم بغياب موسى (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا)، وتستمر السورة في ذكرهم تحديدا (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ)، هذا ما يقصد به السامري ومن تابعه ونسي امر الله، فيأت الجواب من موسى وهارون ولاحظ السؤال والإجابة بصيغة الجمع لا بالمفرد (قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا)، إذا من السؤال والجواب ان النص يخص المخاطب بصيغة المثنى الغائب وليس بصيغة المفرد الواحد الحاضر.
إذا السورة تحمل إشارتين مختلفتين عن موضوعين مختلفين، الأول بصيغة المثنى مخاطبا ومجيبا لتدل على الفرقان وأهل الفرقان، وصيغة أخرى بالمفرد المخاطب فيها محمد والمقصود فيه القرأن، لنرى الأستخدام هنا حسب المتكلم والمقصود:.
1. ما يخص موسى والفرقان والمكذبين جاء في الآية 19 (فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا) و إشارته في نفس السورة آية 35 (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا) والدليل والجواب في الآية التي بعدها (فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا) ومعهم ما اشار له النص التالي (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ) � هود﴾.
2. أما ما يخص النبي محمد ص والقرآن فقد جاء في صيفة المفرد ومقرون بالقران تحديدا أية 7 (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)، وخطاب الله له بالمفرد الحاضر أية 9 (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا)، والإشارات واضحة للقرآن في السورة وقد تكرر ذكره في الآيات 30 (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)، و32 (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا)، والهدف من ذكر القرآن وما فيه هو خطاب عام للناس تحديدا وللذين يتخذون الرسول هزوا (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا) وهم بالتأكيد المشركين من الأعراب ومن الذين أتخذوا موقفا ناكرا للرحمن الذي يكرهون اسمه الآية 60 (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).
3. الخلاصة في السورة هذه هي بعض المقارنات والمقاربات بين فرقان موسى الذي كذب به الكافرون وكذب به بعضا من قوم موسى ومن امن به، وبين حال النبي محمد وما لقي من الكفار والمشركين واهل الكتاب من جحود وانكار وتكذيب وأستهزاء، وما يخص موسى والفرقان فقد جاءت النصوص بصيغة المثنى اما ما يخص النبي محمد ص والقرآن فقد جاءت بصيغة المفرد، وهذا التفريق يؤكد ان الفرقان هنا ما نزل على موسى وليس القرآن الذي نزل على محمد، وفيه بعض من بينات الفرقان كما هو تأويل الآية 73 من السورة التي فيها الحجة الدامغة، من ان بعض اتباع الفرقان يعرفون ما انزل في القرآن (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا).