التضامن العمالي المغربي مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الجرائم الصهيونية


عبد السلام أديب
الحوار المتمدن - العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 09:02
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة     

فيما يلي بيان صادر عن الحركة الماركسية اللينينية، الخط البروليتاري بالمغرب حول القضية الفلسطينية تفاعلا مع حملة التضامن الدولية التي أعلنت عنها منظمة ايكور والجبهة المتحدة ضد الفاشية والامبريالية:

1 - تشكل القضية الفلسطينية بالنسبة للمغاربة قضية وجدانية وطنية، كما تشكل بالنسبة للشيوعين المغاربة قضيتهم السياسية الأولى لكونها تشكل رمزا للتحرر من الفاشية والامبريالية.

2 – ويعتبر الكيان الصهيوني في أدبيات الحركة الماركسية اللينينية، الخط البروليتاري المغربي، المغروس في قلب شعوب الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بمثابة رأس رمح الامبريالية الرأسمالية العالمية.

3 – ويؤكد كتاب جون هودسون (1858 – 1940) حول الامبريالية الصادر سنة 1901 على هذه العلاقة بين الامبريالية والصهيونية حينما أكد على ان جميع الحملات الامبريالية، كانت تمولها المجموعات الصهيونية الرأسمالية المتمركزة في أوروبا. وتؤكد الكاتبة اليهودية حنة ارندنت (1906 – 1975) على هذه القضية، في كتابها حول أسس التوتاليتاريا (1948) الصفحة(135). فمن خلال هذا التحكم المالي الامبريالي الصهيوني، تمكنت الصهيونية العالمية من السيطرة المطلقة سياسيا وعسكريا واقتصاديا على الشعب الفلسطيني والحصول على وعد بلفور وبالتالي تطبيق مشروع الصهيوني تيودور هرتزل (1860 – 1904) لبناء دولة صهيونية في فلسطين على الرغم من المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني لهذا المشروع منذ انطلاقه.

4 - لم تكتف الصهيونية والامبريالية العالمية بالقهر العسكري والسياسي للشعب الفلسطيني بل غلفته بسلسلة من الأكاذيب الأيديولوجية والتاريخية لتأكيد تواجد تاريخي كاذب لشعب يهودي في مصر وفلسطين، رغم أن هذه الأكاذيب التاريخية فندتها كافة الأبحاث الإركيولوجية والتاريخية، بدءا من اسطورة "موسى" و"الفرعون رمسيس" وهي الأسطورة التي ينفيها التاريخ المادي الملموس والاركيولوجيا والدراسات الانتربولوجيا، فكل ما أوردته الكتب اليهودية المقدسة لا وجود له بشكل ملموس وعلاقة له لا لغويا ولا تاريخيا بالحضارة المصرية القديمة، بل حتى كلمة "فرعون" لا علاقة لها ولا وجود لها في الثقافة المصرية القديمة بل وجد المؤرخون ان اصل كلمة فرعون اغريقي. فعلى أساس هذه الأكاذيب بنت الصهيونية اساطيرها المؤسسة لأيديولوجيتها الامبريالية الهادفة الى بناء امبراطورية من مصر الى العراق وبالتالي ابادة شعوب المنطقة. وقد وظفت الصهيونية لتأكيد هذه الأكاذيب الكثير من الأفلام السينمائية الهليودية والكتب والمجلات، مستغلة ظاهرة معاداة السامية في المانيا في ظل الحكم النازي لتجييش القوى الامبريالية والرجعية لتقوية اطروحاتها العنصرية والفاشية.

5 – جميع كتب التاريخ تؤكد ان اليهود والنصارى والمسلمون عاشوا منسجمين في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، علما ان العرب من اليهود والمسلمين يتامون للشعوب السامية، وان لا وجود لظاهرة معاداة السامية في هذه البلاد. بل ان معاداة السامية ولدت في أوروبا حيث سادت ظاهرة اضطهاد اليهود. وهذا يؤكد أن لا علاقة بين المسألة اليهودية كديانة والصهيونية العنصرية الامبريالية.

6 – حاولت الأمم المتحدة منذ انطلاقها إيجاد حلول للنزاع المفتعل بين الصهيونية والفلسطينيين فاعتمدت قرارها الشهير بتقسيم فلسطين سنة 1947 (قرار 181) ورغم دعم الاتحاد السوفيتي لخطة الأمم المتحدة للتقسيم والذي أيد حق تقرير المصير للشعبين الفلسطيني واليهودي للعيش بسلام في أراضي فلسطين، وحقهما في الاستقلال الوطني وبناء دولتين مستقلتين، الا أن هدف الصهاينة كان هو الاستفراد بالاراضي الفلسطينية وطرد وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني عبر عمليات إبادة منهجية تقوم بها عصابات صهيونية مسلحة، للساكنة الفلسطينية والاستيلاء بالتالي على أراضيها الفلاحية ومساكنها، وعبر تهجيرها القسري وايداع أبنائها السجن بدعوى مكافحة مقاومة الاحتلال. ومنذ ذلك الحين توالت جرائم الصهاينة تباعا بينما تلاحقها مقاومة باسلة للشعب الفلسطيني بجميع فصائله وانتماءاته السياسية والأيديولوجية.

7 - ورغم تأكيد الأمم المتحدة مرة أخرى في الرابع من يونيو عام 1967 لإقامة دولتان في فيسطين وإيقاف عمليات الاستيطان الصهيوني وصدور العشرات من قرارات الأمم المتحدة (أزيد من 200 قرار)، ظل الكيان الصهيوني في تجاهله الكامل لكافة قرارات الأمم المتحدة، بدعم وحماية من طرف الامبريالية الامريكية وباللجوء الى حق فيتو بمجلس الامن، بل تواصل قمع مقاومة الشعب الفلسطيني بالحديد والنار والتي كان من نتائجها حتى اليوم الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين والمعتقلين، ولا زال مسلسل التقتيل والسجن والاستيطان وتدمير منازل الاسر المقاومة ساريا الى اليوم.

8 - فمؤخرا قتلت قوات الاحتلال الصهيوني يوم 22 فبراير 2023 عشرة فلسطينين، من بينهم طفل، بينما أصيب تسعون فلسطينيا بجراح متفاوتة في اقتحام مفاجئ لمدينة نابلس بشمال الضفة الغربية. كما قام مستوطنون صهاينة بأعمال عنف ضد الفلسطينيين يوم 27 فبراير بنفس المدينة، أسفر عن مقتل مواطن فلسطيني واصابة آخر بجراح واحراق عشرات المنازل. وعقب تجمع عشرات الفلسطينيين ببلدة "حوارة" بنابلس للاحتجاج على اعمال العنف قامة قوات الاحتلال الصهيونية بمحاصرة البلدة خمسة أيام متتابعة وقيام المستوطنون بإحراق المساكن والمحلات التجارية الفلسطينية بتحريض من وزير المالية الصهيوني "بتسلئيل سموتريتش" والذي دعا الى "احراق بلدة حوارة ومحوها من الوجود".

9 - منذ الغزو الامبريالي الصهيوني لفلسطين مع انطلاق الحرب العالمية الأولى، تتواصل جرائم الصهيونية وممارسة أعمال العنف بشتى الاشكال وتحت انظار ومسمع المجتمع الدولي والرجعية العربية، لذلك تبقى المقاومة الفلسطينية هي رأس رمح الثورة البروليتارية العالمية ومقاومة الصهيونية والامبريالية. فهي ثورة بروليتارية متقدمة ضد الغطرسة الصهيونية الامبريالية، ولأن حل القضية الفلسطينية لن يتحقق سوى في ظل مجتمع اشتراكي ينعدم فيه الاستغلال الرأسمالي والتفاوت الطبقي، لان العنف الصهيوني هو في التحليل الأخير نتيجة منطقية للتفاوت الطبقي والاستغلال الرأسمالي الامبريالي.

10 - ان الحركة الماركسية اللينينية الخط البروليتاري بالمغرب، إذ تثمن الحملة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني التي تقودها منظمة ايكور، وكذا من عبر الجبهة الموحدة ضد الفاشية والامبريالية، فإنها تعرب عما يلي:

- الشجب والإدانة للمجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني بغزة وبالضفة الغربية وبكامل الأراضي الفلسطينية؛

- تعازينا الحارة وأصدق مواساتنا لأهالي الشهداء، متمنين لهم الشفاء العاجل؛

- ادانتنا القوية للجرائم الصهيونية الأخيرة بنابلس وحوارة والتي تشكل أعمالا إرهابية إجرامية للعدو الصهيوني؛

- مسؤولية المنتظم الدولي، وفي مقدمته هيئة الأمم المتحدة والقوى الإمبريالية وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية، والأنظمة العربية الرجعية، عن العربدة الصهيونية التي تدوس يوميا على القرارات الدولية الصادرة لصالح الشعب الفلسطيني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وما تخلفه هذه العربدة من تنقيل وتهجير وحصار للشعب الفلسطيني، ومن استيطان وتهويد للأراضي الفلسطينية؛

- ندعو الطبقة العاملة المحلية والدولية وكذا شعوب المنطقة العربية والمغاربية وقواها المناضلة إلى الانتفاض ضد اتفاقيات الذل والعار الموقعة من طرف الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني؛

- ندعو جميع القوى الشيوعية والديمقراطية في العالم وداخل منظمة ايكور والجبهة المتحدة ضد الفاشية والامبريالية إلى فضح الممارسات الإرهابية الصهيونية كجرائم ضد الإنسانية ودعم المقاومة الفلسطينية، والنضال من أجل إدانة وعزل الكيان الصهيوني ككيان استعماري عنصري في أفق القضاء عليه؛

- نجدد دعمنا المطلق لكفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية الباسلة من أجل تحرير أرضه وعودة اللاجئين وبناء دولته الديمقراطية العلمانية على كافة أراضي فلسطين.

يا عمال العالم اتحدو !

يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة اتحدوا !

الحركة الماركسية اللينينية الخط البروليتاري بالمغرب