أخلاق البروليتاريا


عبد السلام أديب
الحوار المتمدن - العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 10:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

في نص شهير حول الاخلاق والأخلاق الشيوعية، يميز فلادمير اليتش أوليانوف - لينين بدقة بين أخلاق البرجوازية المهيمنة وأخلاق الطبقة العاملة من عمال وفلاحين، ويميز الأخلاق البروليتارية بقوله ليس ثمة أخلاق خارج نطاق المجتمع الإنساني، وأن القول بوجودها خارج المجتمع هو مجرد خداع وتضليل، فهي خاضعة بنظرنا، لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي.

وينتقد لينين المرجعية الأخلاقية للطبقات الحاكمة الفوقية بقوله ان رجال الدين والملاكين العقاريين والبرجوازية يتكلمون باسم الله لكي يؤمنوا مصالحهم كمستثمرين. وهم لا يشتقون هذه الأخلاق من قواعد السلوك ومن وصايا الله فقط، وانما يستخلصونها أيضا من جمل مثالية أو نصف مثالية، تعني دائما شيئا يشبه كثير الشبه وصايا الله.

وللتوضيح فإن كل اخلاق من هذا النوع، تكون مستقاة من مفاهيم مفصولة عن الإنسانية، مفصولة عن الطبقات، لذلك فإن كل أخلاق كهذه ننفيها وننكرها. ونقول انها تخدع العمال والفلاحين وتغشهم، وتحشوا أدمغتهم حشوا، وذلك لخدمة مصالح الملاكين العقاريين والرأسماليين. لذلك فإن أخلاقنا خاضعة تماما لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي. كما أنها تنبثق من مصالح نضال البروليتاريا الطبقي.

ويفسر لينين كيف تنعكس اخلاق البرجوازية وبالا على الطبقات المضطهدة حيث يشير الى أن أخلاق المجتمع القديم كانت تتيح المجال بدون حدود لاضطهاد كافة العمال والفلاحين من جانب الملاكين العقاريين والرأسماليين. لذلك كان علينا أن نهدم كل ذلك، أن نسقط هؤلاء؛ ولكن كان ينبغي تحقيق الاتحاد لأجل تحقيق هذا الغرض. ولم يكن الله هو الذي سيحقق هذا الاتحاد.

ويواصل لينين اعلاءه من شأن الأخلاق البروليتارية وجعلها أساسا لتحقيق الوحدة والانتصار فيقول إن هذا الاتحاد لم يكن من الممكن أن يتحقق الا من المصانع والمعامل، الا من بروليتاريا متعلمة، استيقضت من سباتها الطويل. وفقط عندما تشكلت هذه الطبقة، بدأت الحركة الجماهيرية التي أدت الى ما نراه اليوم، إلى انتصار الثورة البروليتارية في بلد من أضعف البلدان، في بلد يدافع عن نفسه منذ ثلاث سنوات ضد هجوم برجوازية العالم بأسره. وها نحن نرى الثورة البروليتارية تنموا وتتعاظم في العالم بأسره. ونقول اليوم، بالاستناد الى تجربتنا، أن البروليتاريا وحدها كانت تستطيع أن تنشئ قوة متجانسة تجانسا كافيا لكي تجتذب ورائها الفلاحين المبعثرين المشتتين، قوة صمدت بوجه جميع هجمات المستثمرين. فهذه الطبقة وحدها تستطيع ان تساعد الجماهير الكادحة في توحيد صفوفها وحشدها، وفي صيانة المجتمع الشيوعي نهائيا، وفي ترسيخه نهائيا.

ولهذا نقول: ليس ثمة أخلاق بنظرنا خارج نطاق المجتمع الإنساني، والقول بوجودها خارج المجتمع خداع وتضليل. فالاخلاق، بنظرنا، خاضعة لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي.