هروب زيلينسكي من كييف


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

انتشرت في الصحافة الغربية مؤخراً – و منها محطة السي أن أن و جريدة الغارديان - صورة للرئيس الاوكراني زيلينسكي و هو يرتدي بلوزة زيتية بربع ردن – مثل شقيقه البطل المزيف رامبو ، أنما بدون قاذفة الصواريخ - في الوقت الذي تنخفض فيه درجات الحرارة في كييف إلى ما دون درجة الصفر المئوي ، الأمر الذي دفع جريدة الغارديان اللندنية إلى التشكي قبل يومين من أن مثل هذا الانخفاض بدرجات الحرارة في كييف من شأنه أن يعيق عمليات المقاومة ضد الغزو الروسي ! و هذا يعني قطعاً أن المهرج الصهيوني زيلينسكي هو الآن "إفرار" حتماً يحرص على حماية نفسه في مكان آخر غير العاصمة الاوكرانية كييف ، بل و حتى خارج أراضي اوكرانيا كلها ، فيما يتجرع الشعب الاوكراني ويلات الحرب الرهيبة التي حرص على إشعالها . و للتغطية على هذا الهروب من أرض المعركة التي أشعلها بنفسه بتخطيط و ترتيب مسبق مع أسياده قادة خلف الناتو التوسعي الارهابي ، نسمع اليوم – بل و سمعنا خلال كل يوم من الأيام الستة الماضية دعوات رئيس هذا البلد الغربي أو ذاك لزيلينسكي الهارب باللجوء إليه ، لذر الرماد على العيون . كما تواصل ماكنة الدعاية الامبريالية النفخ ببالون هذا المهرج الهارب عبر كيل آيات البطولة و الشجاعة الزائفة إليه – مثلما فعلت الغارديان اليوم – باعتباره بطلاً لا يشق له غبار - أقرأ : جرذا رعديداً ينفذ خطط واشنطن في اشعال الحرب بين الشعبين الشقيقين : الروسي و الاوكراني و هو غير مهتم قيد شعرة بإبادة كل الشعب الأوكراني بتصريحاته العدوانية من جحره الحالي .
لقد حرص هذا المهرج بأقواله و أفعاله على جر روسيا جرّاً إلى الصراع الحربي في أوكرانيا، وما سيتبع ذلك من حرب اقتصادية أو عسكرية لاحقة بين روسيا من جهة و بين كل دول أوروبا الغربية من جهة أخرى . و لقد نجح هذا المجرم الصهيوني في تنفيذ مهمته الاجرامية هذه أيما نجاح . بدأ أولاً بقصف ممنهج لبيوت شكان منطقة الدونباس سنين متواصلة بما يشبه الابادة الجماعية و الغرب صامت صمت القبور ، و خرقَ كل الاتفاقات الموقعة من طرفه و من كان قبله مع روسيا بخصوص حياد أوكرانيا و أبرام التسوية السياسية مع أهل الدونباس ، و طالب حلف الناتو بضم اوكرانيا إليه فوراً ، و بنقل الأسلحة النووية لأراضي أوكرانيا بدون تأخير . كما أغرق شعبه بالأسلحة الغربية المجانية المتدفقة إليه من كل حدب و صوب ، حتى أصبح نصيب الفرد الاوكراني الواحد ثلاث قنابل يدوية و صاروخي ستنغر مضاد للطائرات . و هو الآن يجند المرتزقة من المجرمين بعد إخراجهم من السجون – مثلما فعل صدام من قبله و آل سعود و البنتاغون مع عصابات القاعدة و داعش .
و بالتنسيق مع مؤامرات المهرج الرعديد الهارب من ساحة المعركة زيلينسكي ، فقد أجبرت الادارة الامريكية كل دول أوربا الغربية و الشرقية الى فرض أشنع العقوبات الاقتصادية غير المعهودة من قبل على روسيا ، حتى لم يبق قانون تجاري أو دولي واحد لم يخرقه الغرب بهذا الصدد . حتى سويسرا المحايدة اضطرت لمجارات البربرية الغربية بالمشاركة في تلك العقوبات خوفاً من التهديد . يقول المحلل السياسي الروسي ألكسندر نزاروف على التليغرام اليوم :
"في الغرب، يُطرد الطلاب الروس من الجامعات في كل مكان، وتتعرض المطاعم الروسية والسكان الروس العاديون للهجوم. بشكل عام، اتخذت عمليات القمع في الغرب طابعاً شاملاً واسع النطاق ضد كل ما هو روسي، بمن فيهم المواطنون الروس العاديون. بل إن المذيعة الأمريكية، أوبرا وينفري، ألقت بكتاب "الحرب والسلام" لمؤلفه الروسي ليف تولستوي من مكتبتها الشخصية.
الغرب يشطب روسيا وكل الحضارة الروسية وكل ما هو روسي من التاريخ على أقل تقدير، وسيحاول محوها من تاريخ العالم.
يدور الحديث عن التدمير المادي لكل شيء روسي في العالم، كما قام الرومان القدماء برش الأرض بالملح، بعد استيلائهم على قرطاج، حتى لا ينمو أي شيء آخر هناك. تلك هي معركة النهاية.
ومع ذلك، فإن روسيا تمر بمثل معارك النهاية تلك، عندما يتعلق الأمر بالتدمير الكامل للحضارة الروسية، مرة كل قرن، وأحياناً أكثر من ذلك في القرن الواحد. وأخشى أن ذلك سوف يتكرر في المستقبل أيضاً. "

و لكن على الباغي تدور الدوائر . منذ هذا اليوم – السادس منذ بدء الهجوم الروسي – حسم الجيش الروسي الحرب في أوكرانيا لصالحة على نحو لا يقبل الشك و لا التغيير . فبدلاً من دخول المدن الاوكرانية الكبيرة – بضمنها كييف – حرص الجيش الروسي على الاكتفاء بمحاصرتها و من ثم فتح الممرات الآمنة لسكانها ، دون الدخول إليها . كما سيطر على سماء اوكرانيا كليا ، و تم طرد الجيش الاوكراني من بحر آزوف و من منطقة الدونباس ذات الأغلبية الروسية ، و فرض الروس سيطرتهم على الموانئ البحرية الاوكرانية ، و حيدوا ماكنة الحرب الأوكرانية بضربات صاروخية عالية الدقة . لقد خسر الجرذ الصهيوني الهارب زيلينسكي الحرب التي جاهد و عمل كل شيء لإشعالها بمنتهى الاستهتار بحيوات و مصائر و مستقبل الشعب الاوكراني ممن بات الآن يستغل أفراده دروعا بشرية ، ناهيك عن ضرب مرتزقته للعمارات السكنية للمدنيين الاوكرانيين بصواريخ ستنغر الأمريكية لإلقاء اللوم على الجيش الروسي بضرب مساكن المدنيين . هذا هو مصير كل عملاء الامبريالية و الصهيونية بالضد مصالح شعوبهم في التاريخ : من صدام إلى الجرذ الهارب زيلينسكي .