-الوعد الحق- ضربة معلم ضد الكيان الصهيوني النازي


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7949 - 2024 / 4 / 16 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل يوم السبت المصادف 13 نيسان 2024 الجاري، وأطلقت عليه تسمية "الوعد الحق". وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في بيان متلفز السبت الماضي : "ردا على جريمة الكيان الصهيوني وهجومه على القنصلية التابعة للسفارة الإيرانية في دمشق، قصف سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني أهدافا معينة في أراضي الكيان الصهيوني بعشرات المسيرات والصواريخ".
وتفيد المعلومات المنشورة عن هذا الهجوم أنه:
• استمر الهجوم خمس ساعات.
• استغرق وصول المسيرات الإيرانية إلى الكيان الصهيوني النازي الإرهابي ما بين 7 و9 ساعات.
• تم إطلاق 170 طائرة مسيرة و36 صاروخ كروز و أكثر من 120 صاروخاً بالستياً.
• تم اعتراض 99% من القذائف والمسيرات والصواريخ حسب المصادر الأمريكية. بضمنها 80 طائرة هجومية أحادية الاتجاه و6 صواريخ بالستية اعترضتها القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية المتمركزة في قواعدها بالأردن وسوريا والكيان الصهيوني الداعشي العنصري.
• تكبد الكيان الصهيوني النازي خسائر تقدر بـ (1.08- 1.35 مليار دولار) في صد الهجوم الذي لم يكلف إيران أكثر من 100 مليون دولار.
• حققت الصواريخ البالستية الايرانية الموجهة أهدافها المرسومة في ضرب قاعدتي نيفاتيم (خمسة صواريخ "خيبر" البالستية، دمرت كذلك طائرة من طراز سي- 130 حسب سكاي نيوز) ورامون (أربعة صواريخ) .
وكان الجانب الايراني قد أبلغ كلاً من العراق وتركيا والامارات والسعودية ومصر وادارة بايدن الفاشية الشمولية بموعد هذا الهجوم مسبقاً. وهذا يعني أن خطة هذا الهجوم لم تعتمد عنصر المفاجأة الستراتيجي، بل بالعكس. حيث تؤكد كل هذه المعطيات المنشورة أن ايران قصدت من اعلانها المسبق عن هذا الهجوم تحدي التحالف النازي الارهابي الصهيوني الغربي بالقول: سننفذ هجومنا وسنحقق كل أهدافه رغم أنف حلفكم الارهابي.
لم يستهدف الهجوم الايراني المنشآت المدنية ولا الطاقة ولا مفاعل ديمونا ولا مراكز ومقار ادارة الدولة ولا البنية التحتية ولا المدنيين، ولم ينجم عنه سوى جرح طفلة بدوية فلسطينية واحدة في النقب بشظايا صواريخ القبة الحديدية الصهيونية الداعشية. ويعتقد بحصول حالات مشابه لنفس السبب في الأردن تم التكتم عليها رسمياً.
وقد تولت قاعدة الرادارات الأمريكية المتخصصة والمتمركزة في "حار قيرين" بصحراء النقب الفلسطينية المحتلة – المجهزة بأقوى الرادارت تطورا في العالم من طراز (AN/TPY-2 Xband) – رصد الطائرات والصواريخ الهجومية الإيرانية والقفل عليها وتزويد منظومات الدفاع الصاروخي الصهيونية الداعشية ( منضومات آرو، مقلاع داوود، وثاد) بإحداثياتها اولاً بأول. وهذا يعني – حسب مفتش أسلحة الدمار الشامل السابق في العراق: سكوت ريتر – أن أفضل رادار في العالم يشتغل بالتناغم مع أقوى نظام دفاع جوي صاروخي متعدد الأذرع في العالم قد فشل كل الفشل في منع الصواريخ البالستية الايرانية من ضرب هدفيها الحقيقيين في القاعدتين الجويتين الصهيونيتين: نيفاتيم ورامون.
كيف استطاعت ايران تحقيق هذا الخرق لأقوى نظام دفاع جوي في العالم؟ الجواب لاعتمادها خطة مدروسة تشتمل على مزامنة ضرب صواريخها البالستية الفرط صوتية لأهدافها في القاعدتين أعلاه مع هجوم حشد من صواريخ كروز والمسيرات كطعم مخصص للتضحية به بغية مشاغلة الدفاعات الجوية المضادة وإنهاكها وإلهائها عن ضرب الصواريخ البالستية لأهدافها المرسومة، وقد حققت هذه الخطة أهدافها المرسومة.
وبعيداً عن أبواق الدعاية الغربية والصهيونية والعربية المتصهينة التي تحاول جاهدة تصوير هذا الهجوم كعملية عسكرية فاشلة أو ما شاكل، فإن من شأن تحقيقه لأهدافه – رغم عدم استخدام ايران لأكثر صواريخها تطوراً فيه – أن يجعل الارهابي الأرعن نتنياهو يفكر مرتين قبل الرد عليه، مثلما يتبجح كل يوم كعادته. في حين أعلنت ادارة بايدن الفاشية الشمولية الارهابية رسمياً أنها لن تشارك في الهجوم مستقبلاً على ايران مع الكيان الصهيوني النازي الارهابي الشمولي العنصري، خصوصاً وأن احتجاز ايران لسفينة صهيونية قبل ضربتها هذه بيومين وذلك داخل المياه الاقليمية الاماراتية كان المقصود به ارسال رسالة واضحة مفادها أن أي عدوان مستقبلي على ايران سيعني اغلاق مضيق هرمز لقطع أقوى شريان لتصدير النفط والغاز في العالم. ومن المعلوم أن الكيان الصهيوني النازي الارهابي لا قدرة له على مواجهة الجيش الايراني بمفرده؛ مثلما أن الناتو لا يريد توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط في الوقت الراهن، خصوصا بعد فشله الذريع ضد الحوثيين لفتح البحر الأحمر أمام السفن المتجهة للكيان الصهيوني النازي الارهابي الداعشي العنصري.