السوداني في واشنطن: لا في العير ولا النفير


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7946 - 2024 / 4 / 13 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أدناه عنوان ونص ببان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن زيارته الجارية لواشنطن:
"أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني السبت ان هدف زيارته الى الولايات المتحدة الأمريكية هو الانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة.
وقال مكتبه الاعلامي في بيان ان السوداني أدلى، تصريحاً صحفياً، قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، صباح اليوم، أكد فيه أن هذه الزيارة تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من جرائم تجاه الأبرياء، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع.
وبين السوداني أن هدف الزيارة هو الانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتضمن تفعيل بنود اتفاقية الإطار الستراتيجي، التي تتماشى مع برنامج حكومتنا الذي يركز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية وفي سائر المجالات المهمة، وكذلك الشراكات المنتجة مع مختلف دول العالم.
وأكد أن اللقاء بالرئيس بايدن سيتناول البحث في ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر على مجمل الاستقرار في العالم، كما يستعرض اللقاء عمل اللجنة العسكرية العليا بين العراق والتحالف الدولي، الهادفة للوصول إلى جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف والانتقال إلى علاقات ثنائية مع الدول المشاركة في التحالف.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الزيارة ستشهد لقاءات مع وزراء الخارجية والدفاع والخزانة الأمريكيين، فضلاً عن مستشار الأمن القومي، وغرفة التجارة الأمريكية وكبار المسؤولين في الشركات النفطية والصناعية.
وجدد الإشارة إلى أن الزيارة تحمل الرغبة في بناء شراكة ستراتيجة مستدامة، قائمة على الاحترام المتبادل، وحفظ أمن العراق وسيادته ووحدة أراضيه.
ويرافق السوداني في زيارته الرسمية إلى واشنطن وفد حكومي ونيابي يضم عدداً من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والمستشارين، بالإضافة إلى ممثلين من القطاع الخاص من رجال الأعمال والصناعيين المتخصصين في مختلف القطاعات، حيث سيجري مباحثات موسعة مع المسؤولين الأمريكيين تخصّ العلاقات الثنائية، ومناقشة مجموعة من الملفات الاقتصادية والمالية والتجارية والأمنية، فضلاً عن ملفات تخصّ التعليم والثقافة وغيرها، كما تتضمن الزيارة توقيع عدد من العقود الاستثمارية مع كبريات الشركات الأمريكية.
وستشهد الزيارة عقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية العليا (HCC) المشتركة، بهدف المضي في تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي، في محاور الطاقة، والتعاون المصرفي والمالي، والنقل، ومكافحة الفساد، واسترداد الأموال العراقية، وقطاع الأعمال، إضافة إلى التعليم والثقافة، بحسب البيان."
انتهى نص البيان.
ويلاحظ عن هذه الزيارة ما يلي:
1. سوء توقيتها على نحو فاضح في ضوء أصرار الارهابي النازي نتنياهو على مواصلة أولى الإبادات الجماعية في التاريخ ضد الفلسطينيين بغزة عبر الذكاء الاصطناعي (برنامج "لافندر" و"غوسبل" و"أين أبي") الذي أباد لحد الآن حوالي خمسين ألف فلسطيني لكي يبقى لازقاً بكرسي الحكم؛ وكذلك في ضوء وشوك تنفيذ أيران لردها العسكري على ضرب الكيان الصهيوني الارهابي الشمولي للقنصليتها في دمشق. ومن المعلوم أن الفاشي بايدن هو الذي يوجه لوحده نتنياهو في حرب غزة، حيث يتفقان كل يوم على أماكن وعدد الفلسطينيين العزل الذين يجب قتلهم وعلى ما سيصرح به بايدن في اليوم التالي وعلى رد نتنياهو عليه بعدئذ.
2. إن تصريح السوداني بأنه سيطالب بوقف العدوان الداعشي الصهيوني على أهل غزة هو من قبيل الضحك على الذقون لأن بايدن مستعد لمحاربة كل العالم كي يضمن مواصلة الكيان الصهيوني الارهابي النازي العنصري حرب ابادته الجماعية ضد شعب غزة الأعزل والمحاصر والمجوّع. وهو لا يشتري لا رأي السوداني ولا غيره من القادة العرب بالفلسين في هذا الصدد. ويلاحظ أن هذه الزيارة تصب كلياً المياه في طاحونة إدارة بايدن التي تقف وحيدة معزولة ضد دول العالم أجمع في تسليحها ومشاركتها الفعالة يوميا في هذه الحرب الجبانة القذرة والمقززة التي يندى لها جبين الانسانية جمعاء، وليس في طاحونة مصلحة العراق.
3. سيفشل السوداني فشلاً تاماً على حمل الادارة الأمريكية على سحب قواتها من العراق وفق قرار البرلمان العراقي، كما سيفشل في انتزاع استقلال السياسة المالية والعسكرية العراقية من الهيمنة الامريكية الأحادية الجانب لسبب بسيط هو أن حكومة بغداد هي تابع لواشنطن، وليست نداً أبداً. الكلام عن "الشراكة" هنا هو تلفيق لأن التابع يبقى تابعا وليس شريكاً حراً ونداً لشركائه.
4. كما سيفشل السوداني في الاستجابة للمطالب الأمريكية بلجم فصائل المقاومة العراقية عن ضرب القوات الصهيونية والأمريكية لأن لهذه الفصائل أجنداتها الخاصة المستقلة عن حكومة السوداني.
5. كما سيفشل السوداني في حمل أي شركة أمريكية على التنفيذ السريع وغير المنقوص لأي مشروع ستراتيجي في العراق، ولا تحميلها أي عقوبات جراء جرجراتها المحسومة مسبقاً في التنفيذ.
وفي ضوء وضوح كل نقاط الفشل أعلاه، فقد كان الأجدر بالسوداني تأجيل هذه الزيارة على الأقل في الوقت العصيب الحالي، باعتباره لا في العير ولا في النفير.