ساحة باريس السورية


ناهد بدوي
الحوار المتمدن - العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تعتبر ساحة باريس من أهم الساحات السورية في العالم، وتزداد أهميتها بالنسبة للسورييين كلما ازداد ت محاولات تحطيم وتفتيت سورية وتهجير شعبها والغاء هويتها. لذلك هي جديرة بالعناية والدراسة من أجل استبعاد كل ماهو معيق لتطور نشاطاتها واهميتها. وأدعو الجميع لمناقشة وضع هذه الساحة السورية الهامة.
تكمن أهمية هذه الساحة في :
1- كونها أصلا من أهم عواصم العالم على الصعيد الثقافي والاعلامي
2- كونها تضم جالية سورية كبيرة وتضم نخب ثقافية وإعلامية سورية هامة ومتنوعة
3- كونها شهدت فعاليات سورية هامة ومميزة منذ بدء الثورة في عام 2011 وحتى الآن. يشكر كل من قام بها وتعب من أجلها.
أما بالنسبة للإعاقات :
أدعو هنا لوضع اليد على الإعاقات والأسباب الموضوعية للسلبيات التي يتلمسها الجميع ويعاني منها الجميع، كمساهمة أولية في دراسة واقع هذه الساحة لنصل بعد ذلك إلى الحلول التي من الممكن أن تخفف من هذه السلبيات، ولن تلغيها بالتأكيد طالما هي أسباب موضوعية قائمة دائما ومولدة للسلبيات في العلاقات دائما. ولكن معرفتها وإدراكها يمكن أن يوصلنا للوسائل التي من الممكن عبرها محاصرة نتائجها التفتيتية.
أؤكد على الأسباب الموضوعية لأني أتردد على هذه الساحة منذ عام 2002 ولاحظت أن الأشخاص يتغيرون وتبقى الظاهرة السلبية نفسها فالمشكلة ليس بالاشخاص على ماأعتقد. ولكن يمكننا بشيء من الدراسة والجهد محاصرة النتائج السلبية الناتجة عن هذا الواقع الموضوعي.
أعتقد أن انفصال الواقع اليومي والهموم المعاشية اليومية عن الهم السوري في البلد البعيد هو أحد العوامل الأولى التي يمكننا أن نلحظها .. ومنذ اليوم الأول منذ الثورة السورية تراكبت على نحو كبير هموم البلد ككل وهموم كل فرد عن عائلته وأصدقائه مع الهموم اليومية التي تنتمي إلى ساحة أخرى مختلفة تماما، الأمر الذي شكل إرهاقا شخصياً لكل سوري.. لذلك شهدنا كيف تزداد الحاجة للراحة الشخصية وللعوامل الشخصية في التعاطي مع أي نشاط وأي فعاليات سورية محتملة، ولذلك تزداد الشخصنة وعدم الموضوعية في النقد. وقد أدى ذلك بالكثيرين الى الانكفاء والانزواء.
أعتقد أن الأسباب كثيرة ومتشابكة وفيها ماهو ذاتي أيضا، ولكني قدمت هنا مساهمة بسيطة وأولية أطلقها كدعوة لدراسة هذه الساحة السورية الهامة وذلك من أجل الوصول إلى حمايتها وتفعيلها كما يليق بها، ولكن إذا كنا نستطيع تفسير كل الأسباب التي من الممكن أن تكون وراء الظواهر السلبية إلا أننا لايمكننا تبرير أي سلوك سلبي يمكن أن يؤدي الى إعاقة أوتعطيل هذه الساحة الهامة في هذا الوقت السوري العصيب.