سعاد الشمري!


اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن - العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 14:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية     

هكذا ارتبط اسمها بالقبيلة (...) وهي ليبرالية تدعو الى المدنية والتحديث ومساواة المرأة.. وترى: أن الرجال والنساء هم شركاء بالتساوي في الحقوق والواجبات وأن عدم العدل في ذلك ما يُناقض قول النبي: «الناس سواسية كأسنان المشط»، وهي داعية متألقة شجاعة تدعو الى الاختلاط بين النساء والرجال في ضوء النهوض بالوطن بأيدي وعقول النساء والرجال على حدٍ سواء (!) وإن أشدّ ما يغيض (البعض) من المتأسلمين والمتحذلقين بدين الله وفقه شرعه ان تتصدى لهم امرأة نازعة الغطاء عن وجهها وهي تناقضهم الحجة بالحجة وبشرع الله وقول رسوله، فهي خريجة جامعة الشريعة ومتمكنة في دح هي تناقضهم الحجة بالحجة وبشرع الله وقول رسوله ض وتفنيد مُجمل أباطيل الحجج الفقهيّة التي تدعو الى احتقار المرأة وتكريس عبوديتها وانتهاك كرامتها وتوثيق دونيتها في المجتمع (!) وترفض سعاد الشمري بقامة وعي انسانيتها قيم المجتمع الذكوري وتجلياته في انتهاك حقوق المرأة وترى سعاد الشمري وهي على حق لماذا يكون المجتمع مجتمعاً ذكورياً ونحن معشر النساء شركاء أصلاء مجتمعياً في النمو والتكاثر والتطور، فلا نمو ولا تطور ولا تكاثر إلا بالنساء والرجال ولا قيمة لرجل بدون امرأة ولا قيمة لامرأة بدون رجل.. إن الرجال ناقصو الرجولة دون النساء، وإن النساء ناقصات الانوثة والانجاب دون رجال المجتمع الذكوري مرفوض لأنه يُشرّع عبودية المرأة في استيلاء الرجل على حقوقها وواجباتها في الحياة (!) أيمكن أن ينادي رجل دين وداعية إسلام: إن المجتمع الذكوري من شرع الله (!) وهو ما دعا سعاد الشمري ان تقول لرجل دين اتقِ الله في شرع الله وما كان الا ان هاج وماج في نوبة غضب عارمة كأن في ذلك ما خدش شيئًا من ذات تقواه (...) إذ كيف لامرأة: ناقصة عقل ودين ان تقول لرجل دين: اتقِ الله في شرعه (!)، ولكن ألسنا نحن المسلمين نُذّكر بعضنا البعض بتقوى الله في شؤون دُنيانا وديننا (!). سعاد الشمري تعيش تمرد إيمانية وعيها من خلال معناة تجربة مأساتها: في زواجها الاول شهدت بؤس حياتها وعبودية اضطهادها من رجل تزوّجها وعندما طلبت الطلاق وذهبت لمن هو يحكم بشرع الله كان شرطه ان تتزوجه بعد أن يفصُلها شرعاً من زوجها (...). وافقت سعاد الشمري مضطرة لعلّ هذا القاضي الشرعي يكون خيراً لها إلا انه لا فرق بين هذا الرجل وذاك، أليسا يعيشان في ذات المجتمع الذكوري البغيض (...) وما كان لها الا ان تطلب الطلاق منه، فالرّجل في المجتمع الذكوري على حدٍ سواء الا ما شاء ربك (!)، ولذا علينا نحن معشر النساء والرجال المتنورين ان نتضامن نساء ورجالاً ضد هذا المجتمع الذكوري البغيض (!) وفي تنادٍ كيدي بغيض من ثُلة من اهل التأسلم الكارهين الباغضين لحرّية وليبرالية نساء الوطن دُفعت سعاد الشمري الى سجن النساء (ريمان) بجدّة بحجّة انها تدعو من على شاشة الفضائيات بالاختلاط والمساواة في الحقوق والواجبات لنساء الوطن (!) وكان الشيخ بن منيّع يطالب بمقاضاة سعاد الشمري لتطاولها على الرسول (ص)، ويُذكر ان التهَم الكيدية من رجال دين متشددين ضد سعاد الشمري هي: إثارة التمرد في المجتمع، وتصنيف المجتمع بأنه ذكوري، والتهكم على النصوص الدينية، والتهكم على العلماء ومشايخ الدين. حقاً ان الغلو والتطرف والتشدد في الدين من زمر بعض رجال الدِّين الساعين عبثاً ضد الحداثة والتحديث في الفكر الديني وتجديده وفق مصلحة الناس، ولا يمكن ترك الأمور الفقهية على عواهل ماضيها وإنما العمل على إقصاء المتشددين والمتطرفين من رجال الدن وزمر المتأسلمين المعادين للمرأة من الساحة الاجتماعية والاعلامية والثقافية والاشادية والدعوية وإن هذه التهم الكيدية التي ما نزل الله بها من سلطان في حق المناهضة ضد ظلم المرأة سعاد الشمري، على المسؤولين في هذا الميدان دفعها في مهبِّ ريح سلّة المهملات وعدم الاخذ بها (!). إن كل الحريصين على الحرية والعدل والمساواة إنما كان عليهم ان يرتفعوا الى مسؤوليتهم الانسانيّة في المطالبة بإطلاق سراح سعاد الشمري (!)