أقلت كفرا؟!


اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن - العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 23:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

وكنت أدري وانا بينهم.. ان هناك عدّة عوامل فكرية ومادية تحرك نواياهم... وكان البعض ضمن هذه النوايا... والبعض الآخر خارجها!!
وكنت احرّك ظواهر هذه النوايا لأقف على بواطنها!! وكنت اقول بيني وبين نفسي أوراء الأكمة ما وراءها؟!
وكنت اجيب نفسي بلى: ان وراء الأكمة ما وراءها... وان الذي في الفخ اكبر من العصفور كما يقول المثل!!
يا لوجع هذا الوطن الكل يريد وصله... تماماً ويا لوجع (جبهة التحرير الوطني) الكل يريد وصلها!!
وكان الحديث يتسرب احيانا ان جهة على استعدادٍ للتموين... وكان البعض يتساءل من موّل حفل جبهة التحرير؟!
وكانت عيون البعض وليست كل العيون تتراقص في نظراتها تحذر الغفلة من الانزلاق الى محذور الحديث وكشف الجهة المحذورة...
ها: اذن هناك جهة محذور الحديث عنها.. وكان إلحاف التطير يُلحف لحفاً لدى البعض... وكلما اردت لهم التأني والموضوعية وعدم العجلة كلما ازدادت الفجوة... حتى ان البعض راح يتلفت في نفسه ليعرف نفسه!!
وكانت المصيبة بعينها ان تخطو خطوات لا تعرف مسار حقيقتها: ايخطو احد دون ان يعرف اين يخطو؟!
الا تباً لخطوات لا تعرف خطواتها!!
كل من يخطو يعرف الى اين خطواته تاخذ به... وكنت ادري وهم في اول الطريق... واشواك الطائفية تُدمي خطواتهم!!
وكنت اقول لهم وعلى رؤوس الاشهاد تريدون ان تبنوا حزبا كل اعضائه وقياداته من الطائفة السنية فكيف يمكن ان تنفوا عنكم الطائفية؟!
(لا يهم) على ذات مسار الخطوات الطائفية النقابية يأخد ايقاع بناء حزب سياسي طائفي سني تحت اسم (التغيير الديمقراطي) أهذا تغيير يا (...) ولماذا تختفي وراء اسم (...)!!
أقلت كفراً يوم ان حذّرت من التلون الطائفي... في الخروج من طائفة للدخول في طائفة اخرى؟!
أقلت كفراً: يوم ان دعوت الى فكر يساري ماركسي تُذهِّب شعاراته شواكيش العمال ومناجل الفلاحين؟!
أقلت كفراً: يوم ان ذكرت بان الطائفي لا يستطيع ان يُخفي نفسه خلف شعارات وطنية؟!
اقلت كفراً: يوم ان حذّرت من رعاية جهات سمعتها مضروبة والبعض منكم ينحني امامها وقوراً ذليلا... حتى ان البعض عض الاصابع حسرة يوم نالها عقاب قضاء عادل...
اقلت كفراً يوم ان قلت تحسسوا عيوبكم واستروا عوراتكم لا بل اغسلوها سبع مرات احداهن بالتراب...
اقلت كفراً يوم ان دعوت الى تفقد الطائفية في مخزون الباطن لان حقيقة الباطن تعكس حقيقة الظاهر...
ولكن ما خطبك يا عزيزي (....) حفظك الله.. ألست انت الذي كنت تصرخ ضد السمعة المضروبة وكنت تقول وأمامنا: اذا كانت تلك الجهة تريد ان تشتريني عبر توظيف ابنتي فانا لا اباع ولا اشترى فرزقي ورزق ابنتي وعائلتي على الله.. وقد ارتفعت في عيني ايما ارتفاعة وطنية خالصة!! وحسبت ذلك اشارة موعظة للآخرين... وكنت اشد على اعصابي تجاه من احب واكرر بيني وبين نفسي المثل المعروف «الغريق...»
اعرف انك ستراجع نفسك تجاهي وتلعن شياطين الحاجة: الحاجة التي دعتك ان تشتمني فشكراً فمازال املي في دواخلك الوطنية والعمالية التي ستخرج على حقيقتها في شجب العهر الطائفي بشقية السني والشيعي.. ولن يطول مكوثك في دائرة سمعتها مضروبة السمعة... والسمعة الطائفية... بل ولن يطول للمضروبة طول!!