ناصر السماوي!


اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن - العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


ايها السماوي الجميل الذي انضجته حياة (الحزب) كما انصبح الصيف تمر السماوه...
ادري ان الوجع ما برح يجذر نبضك الحزبي خارج حزبك... ادري انك من طينة جميلة تتوهج في وعي الحرية من اجل عراق يتناضج بالحرية... أتأملك اقف على الحروف فيك وانت تضعها امامي حروفاً تطوي نزيف الاوجاع عندك في نزيف اوجاع العراق... العراق الذي كان «سلام عادل» يحلم يوماً ان يجعله طريقاً للحرية لكل رواد الحرية في العالم العربي وفي كل مكان«!»
تقول شيئاً عن الخيبات... حتى اخذت ذاكرتها تتمطى في ذاكرتي: وكنت اسأل من يدفع الخيبات إلينا... من يسوّقها بيننا من ينثر انكساراتها فينا من يعضّد وعيها في وعينا؟!
ولكن ما الخيبة؟! اهي مكتسبة ام هي فينا تتمطى في النفوس عندنا...
الخيبة اذا استقوتنا كسرتنا... واذا استقويناها كسرناها فينا وفي الآخرين منا... انها الحياة في عالمنا الرأسمالي الجميل والمقيت معاً: كسر وانكسار... في ابدية مساراتها الى ان يرث الله الارض ومن عليها كما هو شائع في الأثر...
الحياة مسار اوجاع كاعوجاج الاشجار... وكنت اقول بيني وبين نفسي وانا اتأمل الاشجار الشاهقات في برلين بدون اعوجاج... فاسأل أحياتهم هنا في برلين خارج اوجاع الاعوجاج فأعود الى حاضر وماضي برلين فأراها تتمطى في وعي وجع الاعوجاج... فقد قال لي صديقي البرليني الهر هانس: الوجع عليك ان تعيه فإن وعيته خفّ وجعه عندك... وهو ما اردت ان اهمس به في اذنيك النابهتين: بان الخيبة اذا وعيناها استطعنا ان نجهز عليها... أكانت فينا ام كانت بيننا ام كانت في الآخره...
تودرجيفكوف الزعيم الشيوعي البلغاري الشامخ قال يوماً في مقال له في «مجلة السلم والاشتراكية» نحن مع الاتحاد السوفياتي أكان على صواب ام كان على خطأ... يوم ان كانت البيروقراطية والدغمائية تذرع افكارنا وتسيطر على احزابنا وكنا نتسابق مبتهجين بالتلويح بها...
« اذا كان على صواب فنحن معه واذا كان على خطأ فانه الطليعي الاكثر سرعة في الاجهاز على اخطائه وتصحيحها «
وكانت الخيبة بعينها التي كنا نتمثلها دون ان نغربلها ونفصفص وعيها وعياً في وعينا...
حزب الطبقة العاملة «الحزب الشيوعي» العراقي لم يكن حزب الخيبات وان عَلَقَت في بعض أعضائه شيئاً منها التي ذكرتها محزوناً في تعليقك الجميل على مقالي: «عراقيون في برلين» ادري انك تراه كما أراه: حزب التضحيات الجسام في الارواح من اجل عراق شامخ بمجد الحرية...
الذي يعتدي على حرية الآخرين ليبني حريته على حساب حرية الآخر... انها الخيبة بعينها التي علينا ان نحررها من خيبتها... ما أصعب البناء الفكري في تحرير الخيبة من الخيبة «!»
ان البناء الفكري قائم بذاته ما دامت الافكار تتضافر من اجل الخروج من نفق الخيبة...
لا شيء غير الاخلاص ثم الاخلاص ثم الاخلاص في بناء عمل فكري يأخذ طريقه في اجتثاث الخيبة وتحرير النفوس منها...
وعلى إمتداد تاريخنا «!» لماذا لا نرى الا الخيبات فينا لماذا نساكنها في وعينا لماذا نتخذ منها وعياً في وعينا كأنها قدرنا...
الحرية لا تُقاضَى... الحرية تقاضي لانها العدل... فالعدل يقاضي ولا يقاضى... العدل الذي يقاضي نفسه ليس عدلاً... انه الاستحالة بعينها في مقاضاة الحرية «!»
أيمكن للحرية ان تُقاضي حريتها؟! أيمكن لأحدٍ ان يحاكم نفسه ويُقاضي حريته؟! الحرية ارادة عدل وظلم... عدل الحرية يقضي على ظلمها... الا ان ظلمها لا يستطيع ان يقضي على عدلها...
انها الحقيفة أيها السماوي الجميل فيما تقول: «ان الخيبات اللاحقة التي حفرت بصماتها على صفحات تاريخ كل شيوعي رفض ان يُقاضي حريته وانسانيته بشروط الجدران المغلقة «حزب الطبقة العاملة لا يقر الجدران الموصودة فالجدران اذا وصدت تجاوزت اوصادها وخرجت للحياة حرّة طليقة... في انتماء حرية انتماءتها الطبقية... ولكن أليست الحرية ترتبط بالمسؤولية؟! المسؤولية تتسيّد الحرية ام الحرية تتسيد المسؤولية؟ من يتسيّد من؟! الحرية مسؤولية وليست المسؤولية حرية... اتخاذ المسؤولية اداة في قمع الحرية واقع يُفقد الحرية مسؤوليتها... المسؤولية متحركة والحرية ثابتة الا ان الحرية تحدد مسؤوليتها وليس العكس «...» فالمسؤولية لدى بعض قيادات احزاب الطبقة العاملة يفاضلونها على الحرية متجاوزينها بالمسؤولية في قمع حرية الآخر الفكرية في ذات الحزب الواحد... علاقة الجدل بين الحرية والمسؤولية علاقة تعزيز المسؤولية بالحرية اي تماهي المسؤولية في الحرية بحيث تصبح المسؤولية حرية والحرية مسؤولية...