تحرير رهائن أم قتل رهائن؟


ارا خاجادور
الحوار المتمدن - العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

فجع العراقيون بقيام مجموعة إرهابية مسلحة بإحتجاز رهائن في كنسية سيدة النجاة. وتعمقت فجيعتهم برد فعل الحكومة العميلة وأسيادها المحتلين حيث شنت هجوماً أرعن على الرهائن والخاطفين معاً. ولما كان المتنفذون في حكومة الدمى في ذروة خيبتهم وتنافرهم وخوفهم من الغد فقد قاموا بعمل هو أسوء من فعل الخاطفين الإجرامي في محاولة بائسة منهم لإثبات أنهم أقوياء. وتصرفوا على عاداتهم الإجرامية في القتل والترويع، وهو إسلوب كل المرعوبين واليائسين. ومما عجل في إرتكاب جريمتهم هذه أنهم يعيشون تحت وطأة القلق من نتائج فضيحة نشر بعض وثائق جرائمهم في موقع ويكيليكس الذي أظهر جزءً من جرائمهم بمستوى ما يطفو من كتلة ثلج في ماء.

إن مصدر قلق حكومة المنطقة الخضراء الأساسي هو الخوف مما تقصده الحكومة الأمريكية من تسريب الوثائق التي نُشرت مؤخراً، وبات يُطرح بين صفوفهم: هل يعني ذلك إشارة على إنتهاء دورهم أم مجرد قرصة إذن؟ لأنهم يعرفون بأن أسيادهم قدموا لهم كل الدعم للإيغال في الإجرام والإنتقام الى الحد الذي يساعد الأسياد لإستغلال ذلك الإجرام عند الضرورة أو عند حلول موعد نهاية اللعبة معهم. إن ما وقع في كنيسة السريان الكاثوليك هو عملية قتل للرهان والمختطفين في الوقت ذاته من جانب القوات الحكومية في حين كان الموقف يتطلب الحكمة، كما تفعل جميع الدول المتحضرة وحتى غير المتحضرة. وقع الهجوم الأرعن على الرغم من مطالبات جهات دينية مثل دعوة بابا الفاتيكان إلى "حل سريع وبدون عنف" لقضية الرهائن، ودعوات دولية عديدة للتعامل مع الحدث بمرونة وحكمة.

قامت قوات الحكومة التي لا تملك الشرعية حتى ضمن معاييرها المبتذلة التي صاغها لها الإحتلال وكل أعداء شعب العراق بكل ألوانهم وأشكالهم بهجوم غادر أودى بحياة أكثر من نصف عدد الرهائن وجرح بقية الرهائن. إنها نهاية مأساوية لمحنة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد الأسيرة، وإنها عملية إبادة للرهائن ليس إلا، ولا تخرج إلا من حكومة ترى نهايتها واضحة وضوح الشمس.

إن قتل 52 رهينة وجرح 56 آخرين على الأقل حسب أرقام وزارة الداخلية العراقية من نحو 120 رهينة من رهائن الكنيسة ماذا يعني؟. يعني القتل العمد. ويعني أيضاً أن "الحكومة" عاجزة ومشلولة بعد نحو 7 أعوام من الحكم وفي ظل الدعم غير المحدود من المحتل ووضع كل خيرات العراق تحت تصرف تلك حكومة. ويعني أنها حكومة بلا إرادة وبلا ضمير. إن هذه "الحكومة" لم تعجز عن إيقاف مثل هذا القتل العلني فقط أو الكشف عمن يقف خلفه على الأقل خلال كل الفترة المنصرمة فهذا يعني انها شريكة في كل الجرائم الحالية والماضية. يجب على هذه "الحكومة" أن ترحل مع قوات الإحتلال، وهذا هو خيارها الفعلي، وهي تخطط له كما يعلم الجميع. ولكن ذلك سوف يتحقق حينما يتمكن الشعب من فرض الكنس الكامل لقوات الإحتلال وملحقاته المحلية والأجنبية و"الحكومة" من بينها.

إن شريككم في "العملية السياسية" "يونادم كنا" الذي شغل منصب عضو مجلس الحكم العراقي المعين من قبل مجرم الحرب السفير الأمريكي "باول بريمر" المدير الإداري لسلطة الإحتلال في 13 تموز 2003. صرح قائلاً: "إن دور العبادة أصبحت أهدافاً سهلة للمسلحين في ظل تعثر تشكيل الحكومة وإستمرار حالة الفلتان السياسي". وأضاف: "إن إستهداف كنيسة سيدة النجاة "مؤشر على هشاشة الوضع الأمني وعدم السيطرة عليه مشيراً إلى أنها أظهرت أن العناصر المسلحة تستطيع خرق العملية السياسية وإستهدافها موضحاً أن المسيحيين وكنائسهم أصبحوا أهدافاً سهلة للمسلحين في ظل تعثر تشكيل الحكومة وإستمرار حالة الفلتان السياسي". إذا كان هذا ما يقوله شريككم فماذا يقول الأحرار؟.

سوف تظل المقاومة الوطنية العراقية بكل أساليبها السياسية منها والعسكرية هي مصدر الأمل لكل الشعب العراقي، ولن تزعزع الأعمال الإجرامية للأطراف المجهولة ثقة الشعب بها. إن حكومة الإحتلال لم تكشف حتى عن واحدة من تلك الجرائم منذ بداية الإحتلال حتى اللحظة الراهنة. وهذا بحد ذاته سؤال كبير تطرحه الأوساط الشعبية المختلفة، خاصة بعد أن فشل الإحتلال وخدامه في إلصاق الأعمال الإرهابية بالمقاومة الشعبية العراقية الباسلة والسائرة الى الظفر النهائي مهما طال الدرب.

المجد لكل شهداء شعبنا الأبرار والأبرياء.
المجد للمقاومة التي لا تلين والتي باتت تغطي الوطن كله.
الإندحار نصيبكم غداً يا أعداء الشعب العراقي والغد ليس ببعيد.