أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الاتحاد الأوروبي وحلم الجيش الموحّد















المزيد.....

الاتحاد الأوروبي وحلم الجيش الموحّد


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أثناء حديثه في فعالية مخصصة لأوكرانيا على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي انعقد في دافوس في يناير الماضي، صرح الأمين العام لحلف الناتو مارك روتا قائلاً: «إذا خسرت أوكرانيا، فلن يحتاج الناتو إلى مليارات إضافية، بل إلى تريليونات إضافية من الدولارات. في هذه الحالة، ستكلف الردع الغربي لحف الناتو ثمنًا أعلى بكثير من ما نناقشه الآن».

وفي تلك الفعالية، دعا روتا إلى التحدث بشكل أقلّ عن الهدنة وتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة، كما حثّ على عدم السماح بوقف إطلاق النار بشروط روسيا.

وبعبارة أخرى، طالب بمواصلة الحرب، محفزًا الأوكرانيين على أن يستمروا بالموت، رغم أن البلاد لم تعد تملك مقابر تكفي للجنود القتلى. هذا ما تطرق إليه الباحث الروسي نيكولاي بيتروف، في مقال عنوانه «طموح الاتحاد الأوروبي العسكري... واقعية أم استنزاف اقتصادي؟»، ترجمة قاسيون.

ولكن السؤال الأهم الذي يناقشه بيتروف هو: لماذا هذا الحماس العسكري المفرط؟ ما الذي جعل روتا يعتقد أن روسيا تعتزم غزو أوروبا ويجب «التصدي» لها؟

الجواب، بحسب رأيه، لم يصرح أي سياسي روسي بمثل هذا الشيء على الإطلاق. حتى ستالين نفسه، الذي يسوّق الغرب له بأنه «طاغية»، عندما دمر «رايخ» هتلر، لم يجتحْ باريس أو هولندا بآلاف الدبابات، رغم أن الجيش السوفييتي المنتصر كان يمكنه فعل ذلك بسهولة في ذلك الوقت. فلماذا الآن يدعو الأوروبيين إلى التسلح حتى الأسنان والاستعداد لإنفاق تريليونات على سباق التسلح؟

ووفقًا لتصوره، أنه استمرار لمحاولات شيطنة روسيا وإظهارها أنها المعتدية التي هاجمت الأوكرانيين المساكين المحبيّن للحرية دون استفزازها! هذا ما يردده ليس روتا فقط، بل أيضًا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو. أم أن واشنطن لا تعلم أن الحرب في أوكرانيا لم تبدأ في عام 2022، بل منذ عام 2014، عندما بدأ «البنديريون» (أوكرانيون متطرفون قوميًا يحملون عقيدة فاشية) في كييف بقصف المدن السلمية في دونباس، وقتل النساء والشيوخ والأطفال؟ ألا يعرفون أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، واصل الناتو التقدم تدريجيًا نحو حدود روسيا، رغم وعودهم بعدم القيام بذلك؟ ألا يدركون أنه في عام 2021، اقترحت روسيا على الغرب إنهاء هذه المجازر في دونباس واتخاذ تدابير لضمان أمن روسيا؟ ألا يعلمون أن واشنطن والناتو تجاهلاً هذا الطلب المشروع من روسيا؟

هم يعلمون بالطبع، كما أنهم يعرفون أيضًا أن كييف ودول الناتو لم تكن لديها نيّة لتنفيذ اتفاقيات مينسك لحل النزاع في أوكرانيا سلميًا، بل وصلوا إلى إغراق أوكرانيا بالأسلحة، ما جعل جيشها مستعدًا للحرب مع روسيا. لقد اعترف الغرب بنفسه أن اتفاقية مينسك كانت مجرد خدعة من طرفهم. إذن، من المسؤول عن اضطرار روسيا إلى تأمين أمنها بوسائل عسكرية وتقنية؟

ولكن اليوم، كما يقول، لا تهيمن الهواجس العدوانية على الأمين العام لحلف الناتو روتا وحدة، الذي يعتبر هذا جزءًا من مهامه الرسمية. فقد صرّح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني مؤخرًا خلال مقابلة مع صحيفة Stamps، بأن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إنشاء جيش موحَّد خاص به.
ووفقًا لما قاله الوزير المذكور، فإن هذا يُفترض أن يكون ضروريًا لضمان حياة سليمة، ومنع المواجهات العسكرية، وتعزيز سياسات بروكسل الخارجية بشكل أكثر فعالية. وبرأيه، أن الحاجة إلى ذلك تنبع من تزايد نفوذ عدد من القوى الكبرى على الساحة الدولية، بما في ذلك روسيا والصين والهند، إلى جانب ازدياد عدد النزاعات المسلحة. وبناءً عليه، يحتاج سكان الاتحاد الأوروبي إلى حماية أكثر موثوقة، والحل يكمن في تشكيل قوات أوروبية موحدة.

وبحسب وجهة نظر الوزير الإيطالي، فإن مثل هذه البنية التحتية العسكرية ستتيح لدول الاتحاد الأوروبي مراقبة التهديدات بشكل افضل، والاستجابة لها بسرعة أكبر بشكل جماعى، وإنفاق الأموال المخصصة للدفاع بشكل أكثر كفاءة.

ويضيف إلى ذلك، قائلاً: «لا يمكننا تأجيل هذا!»، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل الجيش الأوروبي، ويبدو أنه نسى الدروس الحزينة في التاريخ، عندما حاولت إيطاليا خوض الحرب ضمن «الجيش الأوروبي» التابع لهتلر ضد الاتحاد السوفييتي، لكنها مُنيت بهزيمة ساحقة.
ومع ذلك، لا يتفق الجميع في أوروبا على ذلك، فهناك من يريد الناتو وحسب.

صرّحت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بأن الاتحاد الأوروبي ليس بحاجة إلى جيش خاص به؛ لأن 27 دولة عضو في «حلف شمال الأطلسي» هي جزء من المنظمة بالفعل. وترى أن الناتو والاتحاد الأوروبي يجب أن يعملا معًا بشكل وثيق.

بالطبع، هذا لا يعني أن كالاس على عكس روتا ووتاياني هي «حمامة سلام»، بل إن بروكسل أكثر براعة في حساب الأموال ولا تطلق تصريحات عشوائية عن تريليونات الدولارات في وقت تمر فيه العديد من دول القارة بأزمة اقتصادية حادة، ما يجعل زيادة ميزانياتها الدفاعية مهمة شبه مستحيلة.

في الوقت الحالي، لا يستطيع الاتحاد الأوروبي تزويد نظام كييف بما يكفي من الأسلحة، ويخشى بشدة من احتمال قيام الولايات المتحدة بتقليص مساعداتها أو حتى التخلي عنها بالكامل. وإذا حدث ذلك، فستقع كامل مسؤولية «ردع» روسيا على عاتق أوروبا التي تتجه نحو الفقر يومًا بعد يوم.
لذلك، تعاملت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بتشكيك تجاه قدرة الاتحاد الأوروبي على إنشاء جيش أوروبي موحد. ووفقًا لوجهة نظرها، فإن القوات المسلحة الأوروبية الموحدة لن تكون قادرة على العمل بسبب عدد من المشاكل. وأشارت إلى أن إحدى هذه المشاكل هو اعتماد الاتحاد الأوروبي على أسعار موارد الطاقة، ما قد يؤدي إلى تبعية الجيش الأوروبي لإرادة واشنطن.

وترى زاخاروفا أن بروكسل قد أظهرت بالفعل عدم قدرتها على التعامل مع التحديات العالمية مثل أزمة «كوفيد-19» وأزمة الهجرة، وينبغي على الاتحاد الأوروبي حل هذه القضايا أولاً «ثم التفكير في إنشاء جيش». كما أشارت إلى أن فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد تثير التساؤلات حول دور الناتو وقدرته على ضمان أمن الدول الأوروبية.

يقول رئيس اللجنة العسكرية التابعة للجنة الأطلسية الإيطالية جيورجيو باتيستي: «يبدو أن خلق جيش أوروبي، بحسب الرغبة التي عبّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارًا، هدف غير عملي في المدى المتوسط، إذ لا تلاقي الفكرة قبولاً من قبل جيوش الدول الأعضاء، إذ كل جيش يهمه الحفاظ على استقلاليته في عملياته وفي تطوير قدراته. وفوق ذلك فإن حلم الجيش الأوروبي لا يصادف هوى في نفوس معظم حكومات الدول الأعضاء، لأنه يعني التخلي عن قسط من السيادة. وما يزيد الأمر تعقيدًا غياب التهديد العام الذي يواجهه الجميع، فكل دولة من دول الاتحاد لها نظرتها الخاصة للتهديد المتوقع. وفي الواقع، فإن الدول الأوروبية لديها مفاهيم متباينة للتهديدات، وأولويات استراتيجية وطنية مختلفة».

في الولايات المتحدة تُقيَّم القدرات العسكرية لأوروبا بشكل متدنٍ للغاية. وبصدد ذلك، يقول أحد المعلقين في صحيفة Journal Street Wall، التي تُعبر عن أوساط الأعمال الأمريكية، فقد قام الاتحاد الأوروبي لسنوات بتقليص إنتاجه العسكري وزيادة اعتماده على الولايات المتحدة. ولذلك، فإن أوروبا اليوم، من الناحية العسكرية، لا تشكل أي قوة جدّية من دون دعم واشنطن. ولهذا، لا ينبغي للسيد روتا أن ينفخ صدره ويتباهى بالتريليونات، لأنه دونالد ترامب على كرسي الرئاسة، والذي وعد بفرض ضرائب على الاتحاد الأوروبي، لن تمنحه إيّاها على الأرجح.

ومع ذلك، ذكر الأمين العام السابق لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، خلال حديثه في «دافوس»، أن الولايات المتحدة، خلال الإدارة الأولى لدونالد ترامب، كانت أوّل من بدأ بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة ضمن الناتو، بما في ذلك أنظمة الصواريخ «جافلين». ولذلك أعرب عن شكوكه في أن تتوقف الولايات المتحدة الولايات المتحدة عن دعم كييف. وقال: «أتذكر جيدًا أنه بين عامي 2015 و 2016، بعد أزمة القرم، كان موقف دول الناتو آنذاك هو عدم تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة لتجنب استفزاز روسيا. لكن الرئيس ترامب هو من اتخذ قرار تزويدها بالأسلحة الفتاكة، بما في ذلك صواريخ جافلين»



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وسياسة «الغموض الاستراتيجي»
- مكونات العقل العربي
- القوى المعرقلة لنظام السوق العالمي
- د. أميرة حلمي مطر.. رائدة في الفلسفة في مصر والعالم العربي
- عن التديُّن والسياسة
- الأرجنتين تحت حكم ميلي
- الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية
- المرأة والخطاب الطائفي
- عالم اقتصاد أمريكي: سياسة ترامب أدخلت أمريكا في حروب تجارية ...
- محمد أركون وأهمية نقد الموروث
- لم أشعر يومًا بخوف على مستقبل الولايات المتحدة كما أشعر الآن
- عن معرض «إعادة تدوير الأشياء»
- آباي كونانباييف.. علامة مشرقة في تاريخ كازاخستان
- عصر الأنوار
- تهجير العرب من فلسطين فكرة صهيونية قديمة
- الهوية وحرّية الفكر والعمل
- اقتصاد أوكرانيا: بين خسائر الحرب والنهب
- الناتو وزيادة الإنفاق الدفاعي
- فاطمة حدّاد الشامخ.. أبرز القامات التونسية في مجال الفلسفة
- حلف الناتو.. هل يتفكك؟


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الاتحاد الأوروبي وحلم الجيش الموحّد