أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء مهدي - الشهيد – صدام حسين - !














المزيد.....

الشهيد – صدام حسين - !


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1863 - 2007 / 3 / 23 - 11:17
المحور: كتابات ساخرة
    



وأخيراً تحققت أمنيتي بزيارة مصر. الدولة التي طالما حلمت بزيارتها وتمنيت الوقوف على " شط النيل " في أمسياتها أو السهر في عواماتها أو زيارة قبور عظمائها بدءاً من قبور الفراعنة وانتهاءاً بقبور أم كلثوم ونجيب محفوظ وعباس محمود العقاد ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من عباقرة الأدب والفن ممن رفدوا الحضارة العربية الحديثة بمنجزات أدبية وفنية جعلت من مصر رائداة بين شقيقاتها الدول العربية خلال القرن الماضي..

لن أخفيكم سراً إن قلت بأن صدمة قد أصابتني منذ لحظة وصولي مطار القاهرة – الجديد – الذي أكتشفت أن مطارها القديم كان الأفضل من ناحية النظافة والترتيب وإن لم يكن هو الآخر بمستوى مطارات بعض دول العالم الثالث.

كنت في شوق للنزول إلى الشارع في اليوم الأول ، سرت في شوارع المدينة التي بدت لي أنها نائمة رغم أن الوقت كان قد شارف منتصف النهار، حيث خلت الشوارع من المارة فيما عدا بعض سيارات الأجرة التي بدت وكأنها خارجة من مرآب للسيارات المندثرة.

لفت نظري أسم طالما رأيته من خلال الأفلام المصرية وقرأته في كتبها وصحفها ، أنه " حلويات جروبي " ، المحل الذي أعتاد أن يجلس فيه الأديب الراحل " نجيب محفوظ " لسنوات طويلة. دخلت المحل ، ولم أجد فيه من البشر سوى عاملة صعب عليها أن ترد على تحيتي رغم أنني القيتها باللكنة المصرية. خرجت لأجد أسماً آخر كانت زميلة لي قد أقترحت علي زيارته فيما لو وددت أقتناء بعض الكتب. أنه " مكتبة مدبولي" ، المكتبة الأهلية الرئيسية في وسط المدينة حيث أشتهرت بقدمها وكونها ناشراً للعديد من الكتب المصرية والعربية.

سألت الشيخ الجليل إن كان لديه كتبً لمؤلفين عراقيين أو دواوين لشعراء عراقيين. كنت أتوقع أن يدلني الرجل إلى قسم خاص بالكتب العراقية لكنه نفى معقباً أن لديه كتبا عن العراق لمؤلفين غير عراقيين! مثلاً ؟ أجبته مستفسراً. قال بعد أن أختار كتاباً من واجهة المكتبة ، هذا كتاب حديث لمؤلفه أنيس الدغيدي عن العراق. أستغربت أن تكون المخرجة السينمائية المصرية - رغم أنني لم أكن متأكداً من الأسم - مؤلفة لكتاب عن العراق حيث أن معلوماتي عنها أنها مخرجة سينمائية متحررة ليس لها أهتمامات سياسية أو تأريخية ، لكن الرجل أستدرك تعجبي وأخبرني أن أنيس الدغيدي هو صحفي مصري. عقب الرجل قائلاً : هذا الكتاب ذو قيمة تأريخية ، فللمؤلف أثباتات تؤكد أن الرئيس صدام حسين لم يعدم وأن ولديه مازالا أحياء . . ونحن هنا في مصر نؤمن بهذه الحقيقة التي ستظهر للعالم قريباً وسيكتشف أنهم لا زالوا أحياء ! قال ذلك معقباً. ودعت الرجل واعداً اياه بزيارة لاحقة رغم أنني كنت قد وعدت نفسي بعدم زيارة الشارع الذي تقع فيه المكتبة وليس المكتبة فقط!

في منظقة سكنية خارج حدود القاهرة يكثر فيها العراقيون الذين هجرهم العنف أو االهاربون من جحيم النار الطائفية و السياسية ، لم ألاحظ فقط التواجد العراقي من خلال المقاهي والمحلات العراقية بل لم ينس البعض منهم أن يلصق صوراً لصدام حسين على سياراتهم حاملة شعار – عاش بطلاً ومات شهيداً - ! كما وضعت بعض المحال التجارية المصرية صوراً لأبطال – الأمة العربية – . . عبد الناصر وياسر عرفات وصدام حسين !



الأسكندرية هي الأخرى تأثرت بالظاهرة نفسها ، وعلى الرغم من نظافة المدينة وأبنيتها مقارنة بالقاهرة القديمة والجديدة إلا أن بعض حيطان أبنيتها قد حملت شعارات تحمل أسم شهيد العروبة – صدام حسين !

تذكرت أيام النضال السلبي والليالي التي كنا نشق سكونها ونختلس ظلماتها لنخط الشعارات المناهضة للأنظمة الديكتاتورية في العراق ، وودت لو كان بإمكاني أن أنزل ليلتها لأستبدل شعار – الشهيد صدام حسين بشعار عراقي متميز: البول للحمير فقط !



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالد ...
- طراطير
- البحث عن الوطن !
- تَعَلَّمْ كيف تَقْتُلْ
- أما آن لليل العراق أن ينجلي؟
- أستعراض بالبكيني
- يا عيشه عيب
- المشكلة الضّاريه
- نحن ورامسفيلد
- عيد الضحايا
- لحم حلال ، لحم حرام
- الموتُ عضاً !
- ديمقراطية -القندرة- !
- الولاء لمن؟
- الشعب العراقي هو صاحب القرار
- جسرٌ ثقافي بين السَماوة وأديلايد
- الإرهاب الفلسطيني في العراق
- جان دمو تربية الصعاليك بدل تربية الشعر
- بين زمنيين عن علاء اللامي والباججي و الجادرجي والجلبي ومكية
- الكويت تستقبل الحريري بالبيض الفاسد والباججي والمجلس يتسولون ...


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء مهدي - الشهيد – صدام حسين - !