أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - حول دراسة الاقتصاد السياسي والصراع الطبقي















المزيد.....

حول دراسة الاقتصاد السياسي والصراع الطبقي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 14:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ارسلت لي جماعة من القراء، كانت قد استشارتني سابقا في موضوع دراسة المادية الديالكتيكية وابديت لهم رأيي في ذلك في مقال سابق، رسالة جديدة جاءت بها العبارة التالية:
"نود استشارتكم بشأن الأدبيات بخصوص المحاور الأخرى و بذات في محوري الاقتصاد السياسي و الصراع الطبقي"
قرائي الاعزاء سررت جدا لانكم اتبعتم نصيحتي وقررتم دراسة المادية الديالكتيكية بكراس ستالين عن المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية وكراس ماو تسي تونغ حول التناقض. واعتقد ان من المفيد جدا ان تحاولوا دراسة الاقتصاد السياسي.
ان الادب الماركسي الى حد علمي خال من كتاب دراسي موثوق به للاقتصاد السياسي. في ايام شبابنا حين بدأنا بدراسة الاقتصاد السياسي كان هناك كتاب يبحث الاقتصاد السياسي بصورة مبسطة ويمكن اعتباره كتابا دراسيا اوليا للموضوع. كان الكتاب بقلم الكاتب السوفييتي ليون تييف وترجم الى العربية في مصر واصبح كتابا اساسيا لدراسة الاقتصاد السياسي في ايامنا. ولا ادري ان كان هذا الكتاب موجودا حاليا في الاسواق.
وقد شعر الحزب البلشفي تحت قيادة ستالين بهذا النقص الشديد في الادب الماركسي وقررت اللجنة المركزية للحزب وضع كتاب دراسي للاقتصاد السياسي يكون كتابا دراسيا للشبيبة السوفييتية وكذلك لشيوعيي العالم كله. وفعلا عينت اللجنة المركزية لجنة من خيرة علماء الاتحاد السوفييتي بكافة المواضيع لوضع مسودة لمثل هذا الكتاب. قامت هذه اللجنة بوضع مسودة للكتاب وعقد مؤتمر واسع من العلماء السوفييت في جميع الميادين لمناقشة هذه المسودة اثيرت فيه اراء مختلفة ومتناقضة احيانا في مفاهيم شتى من الاقتصاد السياسي. واحيلت المسودة ومحاضر النقاشات في المؤتمر الى ستالين لابداء رأيه فيها فكتب كراسه الشهير واخر كتاباته النظرية المعروفة "القضايا الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفييتي" ناقش فيها الاراء المختلفة والمتعارضة في نقاشات المؤتمر وفي مسودة الكتاب واقترح تكوين لجنة متفرغة لتعديل بعض القضايا وتنقيح الناحية اللغوية في الكتاب ومنحهم مهلة سنة لانجاز المهمة ونشر الكتاب. وفعلا تم اعداد الكتاب ونشر في سنة ۱٩٥٤بعد وفاة ستالين. ولكن هذا الكتاب اقلق القيادة الخروشوفية التحريفية فسحبته من الاسواق واحرقته. واعدت نسخة منقحة منه ونشرت بعد سنتين ونشرت في بريطانيا مترجمة الى اللغة الانجليزية من قبل لورانس اند ويشارت ولكن القيادة الخروشوفية لم تتحمله حتى بعد تنقيحه فسحبته ثانية من الاسواق بكل اللغات ومن جميع البلدان واحرقته. ولم يبق لذلك الكتاب اثر سوى ترجمته الانجليزية التي اعدتها مكتبة الكونغريس الاميركي وطبعتها بالالة الطابعة وباعداد ضئيلة وزعتها على الكواد الاميركية المختصة بالشؤون السوفييتية. وتوجد نسخة من هذه الترجمة في المكتبة البريطانية. وبذلك حرم الادب الماركسي من كتاب دراسي موثوق به للاقتصاد السياسي.
ما استطيع ان انصحكم به هو دراسة الجزء الاول من الراسمال لانه اعظم بحث للاقتصاد السياسي للمرحلة الراسمالية لحد يومنا هذا. ولكن دراسته تتطلب مواضبة وصبرا ودراسة جدية مثابرة تفوق في جديتها الدراسة العلمية في الجامعات. وان استطعتم تحقيق ذلك في مجموعتكم فان ذلك يمكنكم من فهم الاقتصاد السياسي فهما عميقا ودقيقا وتحتاجون بعده الى ايجاد بعض الادبيات التي تبحث قوانين النظام الاشتراكي الاقتصادية كدراسة كراس ستالين الانف الذكر وغيره من ادبيات الحزب البلشفي.
واضافة الى كتاب الراسمال يمكنكم دراسة كتاب لينين "الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية" لانه يبحث بطريقة فذة الاقتصاد السياسي لهذه المرحلة ويحدد قوانينها التي تختلف احيانا عن قوانين الاقتصاد السياسي لمرحلة الراسمالية التنافسية التي درسها وشرحها كارل ماركس في كتاب الراسمال.
ولكن الدراسة النظرية للاقتصاد السياسي وحدها غير كافية اذ يجب استكمالها بدراسة المجتمع الذي نعيش فيه وتمييز القضايا الاقتصادية المحيطة بنا مستفيدين من دراستنا النظرية في التطبيق العملي في نضالنا الاقتصادي في مجتمعنا. وبدون ذلك تصبح الدراسة النظرية مجرد نزوة بتي برجوازية شائعة لدى المراتب الثقافية او حب العلم من اجل العلم كما يسمونها. ان الاساس في دراسة الاقتصاد السياسي هو التطبيق العملي للنضال الاقتصادي اليومي تطبيقا علميا صحيحا.
اما ما تطلبونه اضافة الى دراسة الاقتصاد السياسي دراسة الصراع الطبقي فهذا شيء مختلف. لم اسمع ولا اعرف عن طريقة لدراسة الصراع الطبقي. فالصراع الطبقي صراع دائم نمارسه منذ طفولتنا كل يوم وفي كل حياتنا بصورة تلقائية بدون ان نعرفه. فاذا شعرنا في مدارسنا الابتدائية بوجود فرق بين ابناء الاغنياء وابناء الفقراء في ملابسهم وفي استنكاف ابناء الاغنياء من الاتصال بابناء الفقراء لان ملابسهم قديمة وتذمر ابناء الفقراء من ذلك فهذا صراع طبقي. وحين تتذمر الام لان زوجها عجز عن الحصول على ما يكفي لشراء ما يسد رمق اطفالها وتعلن تذمرها من ذلك هو صراع طبقي. واذا خرج الاب على باب الله للحصول على ما يكفي لسد رمق اطفاله ولكن عمله اليومي لم يوفر له ذلك مما يدعوه الى الغضب والتذمر وحتى الى السب او الكفر فهو صراع طبقي. واذا قارنا ولاحظنا الفرق بين قصور الاغنياء واكواخ الفقراء وعجبنا لها وتذمرنا بسببها فهذا صراع طبقي. واذا رغب الراسمالي في خفض اجور عماله رغبة منه في زيادة ارباحه وثرواته فهو صراع طبقي. والامثلة كثيرة ومتعددة يمكن ان يلاحظها الانسان كل يوم في الحياة الجارية. وهو صراع ثنائي الجانب يجري بين نقيضين متلازمين لا ينفصل احدهما عن الثاني ويعتمد تطور اي منهما على تطور النقيض الثاني هما النقيضان المكونان للمجتمع عموما، النقيض الاول هو الطبقات المالكة لوسائل الانتاج وثانيهما هو النقيض الخالي من الملكية الذي يعتمد على عمله الجسماني للحصول على رزقه ورزق اطفاله. ولكن هذا الصراع الطبقي تلقائي وغير منظم. وما نسميه صراعا طبقيا في مجتمعاتنا هو حين يتحول هذا الصراع الطبقي التلقائي الى صراع واع منظم كتشكيل نقابة للعمال تعمل على مقاومة جشع الراسمالي وعلى تحسين حياة عمال المهنة التي تمثلها. او تشكيل منظمة اجتماعية نسائية او منظمة شبيبة او اتحاد طلبة تكون لها برامجها واهدافها ونضالاتها في سبيل تحقيق هذه الاهداف. والشكل الاعلى للصراع الطبقي هو تشكيل الاحزاب الثورية التي لا تهدف الى تحسين حياة المجتمع ورفع مستواه الثقافي والاجتماعي والاقتصادي مع بقاء النظام القائم على الاستغلال وحسب بل تتعدى ذلك الى هدف الاستيلاء على السلطة والقضاء على السلطة القائمة لازالة ظلمها وتحقيق نظام افضل للمجتمع. وبلغت هذه الاحزاب قمتها حين وعت الانسانية الماركسية وتشكلت احزاب تؤمن بالماركسية وتتخذها سلاحا لها في تطوير صراعها الطبقي وتوصلت هذه الاحزاب الى ضرورة القضاء على المجتمع الطبقي وتحويله الى مجتمع لا طبقي خال من استغلال الانسان للانسان.
ان مدرسة الصراع الطبقي هي الحياة. وكل ما يستطيع المناضلون الثوريون عمله هو تحويل الصراع الطبقي التلقائي الى صراع طبقي واع ومنظم وله اهداف واضحة يعملون من اجل تحقيقها.
ارجو قرائي الاعزاء ان اكون بهذا قد اسديت لكم نصيحة مفيدة في مواصلة دراساتكم النظرية للماركسية واشارة عملية الى تطبيقها.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشاف قانون الحركة في ظرف معين
- هل نستطيع تكييف الماركسية لتلائم مجتمعاتنا الشرقية؟
- انتقاد ملطف لمقالي حول-مستلزمات بناء حكومة علمانية ديمقراطية
- مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
- هل استبدل لينين شعار يا عمال العالم اتحدوا؟
- الى الاخ كاظم حبيب - ملاحظات حول كتاب اليهود والمواطنة العرا ...
- هل النظام الفرعوني نظام عبودي ام راسمالي؟
- الماركسية اللينينية والماوية
- دراسة المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا - اخيرة
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 6
- بيكر بطل المصالحة الوطنية الاميركية في العراق
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 4
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 3
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 2
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 1
- علاقة المقاومة اللبنانية بالماركسية
- الحزب الماركسي الحقيقي هو حزب الطبقة العاملة
- هل مهمة حزب العمال ان يدافع عن مصالح الطبقة العاملة؟
- التعددية ليست شعارا عماليا


المزيد.....




- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - حول دراسة الاقتصاد السياسي والصراع الطبقي