أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاءَ من أقصى الأطرافِ ، يُلقي على عمَّانَ السَّلامَ :














المزيد.....

رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاءَ من أقصى الأطرافِ ، يُلقي على عمَّانَ السَّلامَ :


عاطف الدرابسة

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 16:34
المحور: الادب والفن
    


رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاءَ من أقصى الأطرافِ ، يُلقي على عمَّانَ السَّلامَ :

مولاي .. بعد تحيَّةِ الوجعِ ، وسلامِ المقهورِ :

أكتبُ لكم قبلَ أن تنطفىءَ الشَّمسُ بيومينِ ، ويتوقَّفُ النَّهارُ عن زيارةِ عمَّان ، ويلوذُ الفجرُ بالفرارِ ، ويُعلنُ الضُّحى الصَّمتَ ، لأُخبرَكم عن حالِ المعلِّمينَ قبل أن يجفَّ الماءُ في العروقِ ، ويمضي الظمأُ يجتاحُ البلدَ ، كأنَّه الجرادُ القادمُ من جفافِ الصَّحراءِ .

مولاي :

ما جاؤوا لعمَّانَ مُعتصِمينَ ، ولا جاؤوا إلى عمَّانَ متظاهرِين ، جاؤوا يلقونَ السَّلامَ على عينيكَ ، ويغادرونَ ، ولسانُهم يقولُ : إنَّ الإشارةَ بين يديِّ العظماءِ أبلغُ من الكلامِ .

مولاي :

أخافُ أن يخرسَ البيانُ في صدرِ البلدِ ، وتموتُ المعاني في النُّفوسِ ، وتُغادرُ سنابلُ القمحِ تربتَها ، وتنحني جبالُ عمَّانَ للهواءِ الفاسدِ ، ونُصبحُ خارجَ الإيقاعِ ، وخارجَ الضُّوءِ ، كالرُّوحِ حين تصيرُ بلا مأوى أو وطنٍ .

مولاي :

أخافُ أن يأتيَ يومٌ ، تموتُ فيها الشُّموعُ على الرَّصيفِ ، وتستوي عند الجُهلاءِ الأشياءُ ، أخافُ أن يأتيَ يومٌ ، نختارُ فيه الموتَ سِتراً ، من ظلمِ الحياةِ ، ونشتهي القبرَ بيتاً ، ووطناً .

مولاي :

عمَّانُ يومَ الخميسِ كانت كالعروسِ ، ترقصُ على إيقاعِ العلمِ والنُّورِ ، وبلحظةٍ غابَ فيها الضَّميرُ ، خرجَ المُتسلِّقونَ والطُّفيليِّون ليلاً يُشوِّهونَ الحقائقَ ، ويصرخونَ صرخةَ النِّفاقِ : خنقوا عمَّانَ ، لوَّثوا عمَّانَ ، مَن قالَ لهم إنَّ عمَّانَ تختنقُ بالنُّورِ ؟

مولاي :

هل يعلمونَ مَن الذي يعصِمُ عمَّانَ من الغرقِ أو الطُّوفان ؟ هل يعلمونَ مَن الذي يُعلِّمُ عمَّانَ كيف تُغنِّي الطُّيورُ ؟ هل يعلمونَ مَن الذي يسقي عمَّانَ ماءً فراتاً ، فتُزهرُ الغصونُ ؟

مولاي :

مَن جعلَ عمَّانَ تُعلنُ الحربَ على النُّورِ ؟ مَن أمرَها أن تعتقلَ صوتَ الحريَّةِ من العقولِ ؟ مَن علَّمها أن تتصدَّى للقلمِ بالهراواتِ ، وقنابلِ الدُّخانِ ؟ كيف لعمَّانَ أن تنامَ كالعروسِ ، والمعلِّمونَ معتقلونَ في السُّجونِ ؟ كيف لعمَّانَ أن تحلمَ بالحبِّ والجمالِ ، وهم يُشوِّهونَ صورةَ المُعلِّمِ في عقولِ الأطفالِ ؟ كيف لعمَّانَ أن تكونَ عمَّان ، والمُعلِّمُ في أحضانِها يُهانُ ؟

مولاي :

لا تتأخرْ كثيراً عن موعدِكَ ، إنَّهم ينصُبونَ الفخَّ ، لاغتيالِ الهلالِ .

مولاي :

لا تتأخرْ كثيراً ، إنَّهم يردمُونَ البئرَ ، ويأسرونَ الماءَ .

مولاي :

لا تتأخرْ كثيراً ، إنَّهم يسرقونَ من جوفِ الأرضِ البذورَ .

مولاي :

لا تتأخرْ كثيراً إنَّهم يجتمعونَ على كلِّ شيءٍ ، إلَّا على حبِّ هذا الوطنِ ، والولاءِ .

مولاي :

هؤلاءِ الذين يديرون شؤون البلدَ اليومَ ، لم نكنْ لهم يوماً مُعلِّمينَ ، بل علَّمَهُم الغرباءُ .

سلمتَ لعائلتكَ الهاشميَّةِ التي ما انَّفكت ترعى العلمَ ، وعشتَ راعياً كريماً لهذا الوطنِ .

الدكتور عاطف الدرابسة .



#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة واحدة لا تكفي !
- أنتِ .. والبلد !
- العمر المجنون
- نصٌّ للكهولِ فقط !
- للعاشقينَ فقط !
- شعبٌ مُصابٌ بارتفاعِ الضغط
- سلالةُ البحار
- سجونٌ .. لا تنتهي !
- صدى الظمأ
- عقولٌ .. حديثةُ الولادة
- حين يعانقُ الشَّوكُ الياسمينَ !
- زمنُ الكلاب
- الصَّوتُ المُسافرُ في الرُّوح ..
- الفسادُ في أوطاننا .. مشروعٌ نهضوِّي
- أملٌ .. بزمنٍ جديد
- أبناء الظلام
- أين مفتاحُ الوطن ؟
- آخرُ قطرةِ ضوء ..
- حلمٌ في خريفِ الليل ..
- حيث البداياتِ .. كان الوصول


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاطف الدرابسة - رسالةٌ إلى جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثَّاني ، من مُعلِّمٍ جاءَ من أقصى الأطرافِ ، يُلقي على عمَّانَ السَّلامَ :