أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الملك السنوسي والخطأ القاتل !؟















المزيد.....

الملك السنوسي والخطأ القاتل !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الملك ادريس السنوسي والخطأ السياسي الكبير والقاتل !!؟
(قرار الغاء الصيغة الاتحادية الفيدرالية للدولة الليبية عام 1963 وما جره من كوارث على ليبيا !)
*************************************
رحم الله الملك الطيب الكريم (إدريس السنوسي) وغفر له ، رمز دولة الاتحاد والاستقلال وقبلها امير برقة المحبوب ، فلا شك ان لكل حاكم وقائد سياسي مزايا وعيوب وقرارات صائبة ومفيدة وقرارات خاطئة واحيانا مدمرة خصوصا تلك التي قد يبدو ظاهرها جميلا ونبيلا بينما يحمل في باطنه ونتائجه الغاما وقنابل موقوتة ! ، ولكن بلا شك ان ادريس ، رحمه الله ، كانت مزاياه وحسناته قد غلبت على عيوبه وسيئاته ، ولكن لأن (الرجل الجليل والقائد الكبير) تكون احيانا اخطاؤه السياسية كبيرة وجليلة ايضا ، فالخطأ الكبير الذي وقع فيه امير برقة وملك ليبيا المتحدة وقبل سقوط عرشه بست سنوات فقط ، هو بلا شك الغاء الصيغة الاتحادية لليبيا !!، ذلك القرار السياسي الحماسي العاطفي غير السديد الذي زينه له بعض الساسة بنزعات جهوية او اطماع تجارية شخصية او نوايا عاطفية حسنة لكنها غير رشيدة ، ذلك القرار السياسي المفصلي الذي دفعنا نحن الليبيين ، خصوصا في برقة ، ثمنه غاليا بل كان اول ضحاياه هو ادريس السنوسي نفسه ونظامه الملكي بعد 5 سنوات فقط من تنفيذ ذلك القرار القاضي بالغاء الصيغة الاتحادية والنظام الفيدرالي لدولة ليبيا المركبة من القطريين العربيين الشقيقيين والجارين طرابلس وبرقة ، فبعد 5 سنوات من احساس البرقاويين بالغبن والظلم لحرمانهم من نصيبهم الشرعي في نفطهم (30%) ، 5 سنين من دبيب الفوضى الادارية والسياسية والارتباك العام ، جاء الانقلابيون على ظهر دبابة مستندين على الغليان البرقاوي المتصاعد في اقليم برقة ضد الوضع القائم ! ، ذلك الوضع السياسي والاداري العام الذي بدأ البرقاويون يشعرون بشكل عميق ، ودون ادراك واع دقيق لاسباب هذا الشعور ! ، بأنه وضع غير طبيعي وغير مريح وغير عادل (!!؟؟) ، حيث ارتكز اولئك الضباط المغامرون الصغار في تنفيذ مؤامرتهم ومغامرتهم العسكرية ونجاح انقلابهم وللاطاحة بما تبقى من دولة الاستقلال على ذلك التململ والتذمر البرقاوي المتنامي!.


وهكذا نجح ذلك الانقلاب بتلك السهولة انطلاقا من برقة الغاضبة وليعيد هؤلاء الانقلابيون ليبيا من جديد الى مشروع (ليبيا الايطالية) كما اسسها الطليان الفاشست واعلنوا عنها وكما اسموها عام 1934 ، دولة ليبيا المركزية وعاصمتها طرابلس ، هذا الكيان المهلهل والمصطنع وغير المتجانس الذي لازلنا نتخبط في جوفه العقيم والمظلم حتى يومنا هذا في فشل تام ومر وشلل عام ومستمر ! ، فدولة الاجداد هي دولة الاتحاد بصيغتها الفيدرالية كدولة عربية متحدة ومركبة من القطرين العربيين الجارين والشقيقيين القطر الطرابلسي والقطر البرقاوي ، فبرقة في الاصل قطر وطرابلس قطر تماما كما ان مصر قطر والسودان قطر ، هذه احدى الحقائق الغائبة والمغيبة والتي بدون الاعتراف بها اولا لن بنصلح اعوجاج هذه الدولة التي اصطنعها الطليان وسموها هم لا نحن دولة ليبيا ! ، اما قبل ذلك ، اي قبل عام 1911 فلا يوجد بلد عربي مسلم على الخريطة ، لا في الجغرافيا ولا في التاريخ ، اسمه (ليبيا) ولا توجد دولة اسمها (الدولة الليبية) على الاطلاق !!! ، بل هناك اسم قديم اطلقه الاغريق وتبعهم الرومان في حقبة ما قبل الناريخ الميلادي على الشمال الافريقي كله باستثناء مصر الفرعونية وهو اسم ليبيا ولم يكونوا يقصدون به ليبيا اليوم ، فهذه التسمية استدعاها المستعمر الايطالي عام 1911 من قلب الكتب القديمة واطلقها على مستعمرتيه في شمال افريقيا الولايتين العثمانيتين السابقتين (طرابلس الغرب) و (برقة) !! ، اما قبل هذا الناريخ فقد كانت هناك اقطارا عربية ، استعربت بالاسلام ، ظلت كبلدان متجاورة في شمال افريقيا هي ( مصر وبرقة وطرابلس وتونس والجزائر والمغرب ...) ، اقطارا عربية ومسلمة متجاورة تفصل بينها مفازات وحدود طبيعية تجمعها روابط الجوار والعروبة والاسلام والتي كانت طوال القرون الماضية تحت حكم الدولة المسلمة (الأموية/العباسية/الفاطمية/العثمانية) ثم جاء الطليان ليشكلوا من مستعمراتيهم الاثنتين طرابلس وبرقة مستعمرة واحدة وكيانا سياسيا موحدا و دولة (وطنية) واحدة تحت اسم دولة ليبيا الايطالية رسميا عام 1934 بعد ثلاثة أعوام فقط من شنق شيخ المجاهدين في برقة (عمر المختار) واخماد لهيب المقاومة البرقاوية الباسلة !! ، وقبل ذلك لا توجد دولة اسمها ليبيا ولا حتى بلدا عربيا واحدا في التاريخ والجغرافيا السياسية اسمه ليبيا او حتى لوبيا !.. فليبيا تسمية اغريقية رومانية قديمة لشمال افريقيا ، ولوبيا اسم لبلدة من بلدات سرينا او انتابولس او انطابلس اي البلاد البرقاوية ! .

هذه هي الحقيقة التاريخية والجغرافية التي يجب أن ننطلق منها سواء في فهم هويتنا الوطنية الليبية المركبة ، هذه الهوية المركبة التي لم تستكمل نموها ونضجها الطبيعي بعد حتى الآن بسبب الانقلاب على دولة الاتحاد الليبي بنظامها الفيدرالي والتاج السنوسي او وهي الحقيقة ذاتها التي يجب ان ننطلق منها في وضع دستورنا الوطني وفي بناء دولتنا الوطنية الليبية الجديدة على اسس سليمة واضحة وعادلة ومتوازنة وحرة ومستقرة ! .


فرحم الله الملك ادريس الذي لا أشك شخصيا ، ولو للحظة واحدة ، في انه اصدر ذلك المرسوم الملكي المشؤوم والملغوم القاضي بالغاء (الصيغة الاتحادية) اولا بحسن نية وروح وطنية رومانسية وثانيا نتيجة التزيين المستمر الذي مارسه بعض الساسة الليبيين المغرضين وبعض القوى او الشركات الاجنبية التي زينت له هذا القرار وزعمت انه سيخدم نظام حكمه الملكي ويقويه ويحميه ، وكل حاكم وملك بطبيعته ينزع الى الاخذ بكل ما يعزز ملكه ويقوي ويحمي سلطانه خصوصا ان الملك ادريس يومها ، أي عام 1963 ، كان قد تجاوز السبعين من عمره ولم يكن له ذرية كما ينبغي ان يكون للملوك لاستمرار ملكهم كما في الممالك العربية الاخرى ! ، واستثمر الخبثاء الماكرون هذه (النقطة) ولعبوا على هذا الوتر الحساس والخوف الطبيعي لدى الملك الطيب لتنفيذ مخططهم الانقلابي على الصيغة الاتحادية الرشيدة تحت ستار وشعار تحقيق الوحدة الوطنية والترابية لليبيا بينما الحقيقة التاريخية الموضوعية ان الوحدة السياسية والوطنية والترابية قد تمت بالفعل عام 1951 وانتهى الموضوع ! ، فليبيا يومها لم تكن دولة اتحادية كونفيدرالية يتمتع فيها كل قطر بدستور وسياسة خارجية بل كانت دولة اتحادية فيدرالية بدستور واحد وسياسة خارجية مركزية موحدة ! ، فكيف يزعمون ان الغاء الفيدرالية كان لتحقيق الوحدة الترابية والوطنية والسياسية !!؟؟ ، إنه التضليل الاعلامي والخداع السياسي الماكر او هو الجهل المركب بحقائق الامور !! ، كما لا يخامرني اي شك ان ادريس السنوسي في عزلته الطويلة والمريرة في مصر بعد انقلاب القذافي وبعد ان راجع وسلسل في عقله اسباب سقوط المملكة الليبية وسلطانه الملكي قد ادرك الحقيقة المرة بعد فوات الأوان وهي ان قرار الغاء الصيغة الاتحادية للدولة الليبية كان المسمار الاكبر في نعش دولة الاستقلال وأنه كان قرارا خاطئا بل قاتلا بل كان هو ما فتح الباب واسعا امام الانقلابيين للاطاحة بالنظام الملكي بكل تلك السهولة وبالتالي اعادة استنساخ دولة ليبيا الايطالية الفاشية على يد العقيد الفاشي معمر القذافي ، هذه الدولة الايطالية المستنسخة التي مركزها اقليم ومدينة طرابلس ولكن بوجه جديد !! .. وهو ما نتخبط في جحيمه حتى يومنا هذا !!.. وهو ما يراد تمريره ايضا في مسودة الدستور الملغوم الذي ليس سوى استمرارا لمسلسل الدولة المشوهة والفاشلة التي ما ان تقوم لعدة اعوام حتى تتنتكس وتعود تتخبط كالمصروع على الارض !! ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي الحكيم !.
*************
سليم الرقعي
19 مايو 2016 م








#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفرق بين الآداب والأخلاق!؟
- نحو دولة حرة مستقرة في ليبيا!؟
- حورية المسحور !؟
- متى سينتهي اعصار الارهاب!؟
- هل نحن عرب بريطانيا بريطانيون !؟
- عندما تخونك الذاكرة !؟
- تطبيق الشريعة وقميص عثمان !!؟
- توقعاتي بفشل حكومة الوفاق ولماذا !؟
- الإنسان قبل الأوطان وقبل الأديان!؟
- الخلافة الاسلامية! ،محاولة لفهم عصري!؟
- الصراع بين الليبرالية والاصولية في الغرب اليوم!؟
- هل للغربيين سلطان مطلق علينا !؟؟
- من لا يستحقون الحرية!؟
- طبقات ومكونات النفس البشرية !؟
- هل يولد الناس احرارا بالفعل !؟
- هل انت فضولي بما يكفي !؟
- الفلسفة الاسلامية والايمان بالله !؟
- العلمانية ليست هي الحل !؟
- الفرق بين المفكر السياسي والمتخصص في العلوم السياسية!؟
- فتش عن الاقتصاد !؟


المزيد.....




- بعد ظهوره بفيديو يركل ويجر صديقته.. هل ستوجه التهم للمغني شو ...
- الجيش الكونغولي يحبط محاولة انقلاب ضد الرئيس ويعتقل عددا من ...
- تعرض مروحية ضمن موكب الرئيس الإيراني لحادث إثر -هبوط صعب-
- أنباء عن تعرض مروحية رئاسية لـ-حادث- وغموض حول تواجد رئيسي ع ...
- وسائل إعلام إيرانية: -هبوط صعب- لمروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ...
- لافروف يرد على مزاعم سوناك وشولتس بأن روسيا أوقفت إمدادات ال ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل -عنصر بارز- في -حماس- في غزة وينش ...
- الرئيس الجزائري يؤكد أن سنة 2027 ستكون حاسمة بالنسبة للبلاد ...
- جنرال بريطاني يسرد معلومات صادمة عن جيش بلاده
- لافروف: حان الوقت كي يدرك نظام كييف الحقائق على الأرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الملك السنوسي والخطأ القاتل !؟