أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم الجندي - وسائل الاعلام..الازمة والحل














المزيد.....

وسائل الاعلام..الازمة والحل


ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)


الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 08:30
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصحف " القومية " تطالب الدولة بدفع اثنى عشر مليار جنيه لسداد ديونها وانقاذها من الهاوية قبل افلاسها واغلاق ابوابها ، التليفزيون المصري به عمالة (أربعون ألف موظف ) وديونه " عشرون مليار جنيه" ويطالب الدولة أيضا بسداد ديونه ، الصحف الحزبية معظمها أغلقت ابوابها وعلى رأسها الاحرار والبديل والشعب وشباب مصر وغيرها بسبب توقف الدولة عن تمويل تلك الاحزاب " الصحف " بمبلغ مائة ألف جنيه سنويا دعم من الدولة لكل حزب معارض ، الصحف الخاصة معظمها صدر بتمويل قوى من رجال .. المصري اليوم ، الشروق ، الوطن ، اليوم السابع ، ما زالت مستمرة الا انها تعاني ايضا بسبب نقص الاعلانات وتراجع أرقام التوزيع بصورة ملحوظة ، حتى الصحف العالمية تعاني ، ودّعت مجلة النيوزويك العريقة نسختها المطبوعة والاكتفاء بالموقع الالكتروني أواخر العام قبل الماضي، كما اضطرت الواشنطن بوست الى اغلاق جميع مكاتبها داخل وخارج الولايات المتحدة والاستغناء عن ثلث الصحفيين ضغطا للانفاق بسبب تراجع التوزيع وعائد الاعلانات !!


المشكلة تكمن فى ظهور شبكة الانترنت الساحرة التى أثّرت بشكل كبير جدا على قطاعى الاتصالات والميديا فى العالم كله ، فقد استحوزت على ثلث كعكة الاعلانات خلال العشرين سنة الاخيرة والتى كانت مخصصة من قبل للاعلام المقروء والمسموع والمرئي ، وما زالت تكسب ارضا جديدة بسبب سرعة انتشارها وقوة تأثيرها مقارنة بالوسائل التقليدية ، بالاضافة الى ان الجيل الجديد لا يملك رفاهية الوقت ولا المال ليشترى صحفية ليتابع منها خبرا سيصدر نهاية اليوم او الاسبوع او الشهر أو حتى بعد ساعة على الفضائيات، بينما نشرته الشبكة العنكبوتية خلال ثانية وظهرعلى جهاز كمبيوتر صغير الحجم يحمله بيده فى العمل والمنزل ووسائل المواصلات !!


شبكة سى ان ان تابعت ما يحدث فى سوريا بالصوت والصورة من خلال احد برامج الشات الشهيرة " سكايب " عن طريق المواطنين العاديين دون الحاجة الى صحفيين متخصصين فى المهنة ، بل وكانت تحصل منهم على صور يستحيل على الصحفيين المتمرسين الحصول عليها ، لانها من قلب الحدث وتنقله مباشر فى التو واللحظة ، مع التعليق عليه من المقاتلين على الارض دون الحاجة الى خبراء الفضائيات ، الصراع اصبح محموما لدرجة ان الوسائل التقليدية لم تجد بدا من اللحاق بالثورة المعلوماتية الجديدة وصنعت لنفسها مواقع نشرت عليها محتوى نسختها الورقية ذاته حتى تحتفظ بالقارئ الذى سينصرف عنها لا محالة اذا ما تأخرت فى تقديم وجبة اعلامية مجانية له وتوصيلها اليه دليفرى حتى اطراف انامله !!


الأخطر من ذلك كله ان المؤسسات السياسية والاقتصادية نفسها انشأت لنفسها مواقع تعرض نشاطاتها بالصوت والصورة ، فلا هى فى حاجة الى صحفى ينقل عنها ولا الصحفى مضطر للاتصال بها للحصول على الاخبار ونشرها ، بالعكس الاخبار تنشر حية ثانية بثانية .. مواقع البيت الابيض والخارجية الامريكية مثالا حيا على ما ذكرت ، مؤخرا اضطرت المواقع الى انشاء ما يسمى بصحافة المواطن والذى يصوّر حادثة أو مواطنا يذبح كلبا بالفيديو عن طريق تليفونه المحمول ، وهو يقود سيارته ، ثم يرسله الى اى موقع ليبثه خلال ثوانى دون الحاجة الى صحفى يصل الى موقع الحدث بعد تغيير معالمه تماما ، بل ان المواطن نفسه طوّر من ادواته واصبح ينشر على صفته بوسائل التواصل الاجتماعى تجربته الشخصية ومشاكله مع مديره فى العمل ، بل ويعرض شكواه على الشرطة او النيابة التى تسارع الى القبض على المتهم وحبسه بناء على ما تم نشره !!


القصد هو ان هناك نقلة نوعية كبيرة فى الاعلام اصبح الكل طرف فيها ، فالكثير من المبدعين بدأوا مشروعاتهم الاعلامية على يوتيوب و تابعها الملايين وحققت مبالغ طائلة من الاعلانات بعيدا عن الصحف والفضائيات .. باسم يوسف وعشرات غيره مثالا حيا على ما اقول ، الجيل الجديد مفتون بالتجربة وليس لديه صبر على قراءة تقارير مطولة بل مجرد افكار خاطفة ، الدليل على ذلك هو نجاح موقع تويتر الذى حدد مائة واربعون حرفا فقط للمشارك فيه للتعبير عن كامل أفكاره .. وكان محقا فى ذلك ، التكنولوجيا الجديدة تزحف يوميا على الوسائل القديمة وتكسب ارضا مع الاجيال الجديدة لأنها تعطى الشباب فرصة للمشاركة فى صناعتها ، ولا تتبع اسلوب الفضائيات التى تخلق منهم مجرد " تابعين " مجبرين على تلقى الدروس من الاخرين !!

الحل الوحيد امام الدولة هو التخلص بالكامل من جميع وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وبيعها فورا للقطاع الخاص لتتخلص من عبئها المالى من جهة ، وحتى تتخلص وسائل الاعلام نفسها من رقابة الدولة من جهة تانية ، طلاق وتسريح باحسان بدلا من نفقة تدفعها الدولة لزوجة عاقر لا تنجب الا الديون .

أما عن سؤال .. من يدافع عن الدولة امام وسائل الاعلام المدعومة بالمال ؟
فالاجابة بسيطة .. التجارب امامنا فى العالم المتحضر كله ، الدولة لا يصح ان تملك وسيلة اعلام واحدة لأنه ليس من المنطق ان توظف صحفيا يقبض منها راتبا شهريا ، وتقول له انتقدنى من فضلك لو تكرمت ، بالاضافة الى ان انجازات الدولة على ارض الواقع هى التى تدافع عنها وتتحدث باسمها ، وطالما ان الواقع متردي فلن يصلح منه الاعلام ولكم فى احمد سعيد " صوت العرب " اثناء نكسة سبعة وستون ، ومحمد سعيد الصحاف اثناء احتلال قوات التحالف الدولى للعراق عام واحد وتسعون مثالا حيا يرحمكم الله .

تبقى اشارة لابد منها وهى ان بدل التدريب والتكنولوجيا "ألف واربعمائة جنيه شهريا " المخصص لكل عضو بنقابة الصحفيين باجمالى "مائة مليون جنيه سنويا" تدفعها وزارة المالية من جيب دافع الضرائب المصري لهو مأساة ملهاة لم تشهد مثلها دولة بالعالم سوى مصر !!
فاذا كان لابد من بدل لتدريب الصحفيين على التكنولوجيا لتنمية مهاراتهم .. فلماذا لا يصرف ذات البدل للمحامين والمحاسبين والاطباء والمهندسين وباقى المهن لتطوير انفسهم فى مجالاتهم ايضا ؟
انها رشوة مقنعة لاخراس الألسنة واعطاء ضمائرهم اجازة ان كانت ضمائرهم ما زالت موجودة أصلا !



#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى فرج فودة
- تطوير العشوائيات .. وهم !
- المصالحة مع الاخوان
- تناقضات خطاب الاسلام السياسي
- الفضائيات .. تخون مصر!!
- العلمانية فى افغانستان!!
- هل القضاء نزيه وشامخ؟
- توحيد مناهج التعليم .. هو الحل!!
- الاعلاميون يخرقون الدستور !!
- رائف بدوي ..والالحاد فى السعودية
- قبل سقوط مصر!!
- الحوار المتمدن .. وقواعد الكتابة
- ثورة لتطوير التعليم .. مجانا !!
- اعدام ملحد سعودي !!
- زيارة .. الى افغانستان
- تفسير جديد للقرآن !
- ردا على د. صبحي منصور .. دولة الرسول لم تكن دولة
- تقسيم سوريا .. وقريبا مصر !!
- الاسلام السياسي .. انتهى
- هل الثورة .. ارادة الله !!


المزيد.....




- شاهد.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا
- حلوى بريطانية كلاسيكية تواجه حالة من عدم اليقين بسبب الواردا ...
- البنتاغون يواجه تحديات غير متوقعة بسبب أوكرانيا.. موردون لا ...
- العلماء الروس يضعون قاعدة بيانات لدلافين مهددة بالانقراض
- تربة تقاوم الجفاف في العراق
- تصريح صحفي صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن ...
- خامنئي يعلق على قمع الاعتصامات المناصرة لفلسطين في الولايات ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة عملياته وسط غزة (فيديو)
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 34568 قتيلا ...
- تزامنا مع سيول عارمة.. حبات برد بأحجام كبيرة تخترق الخيام في ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم الجندي - وسائل الاعلام..الازمة والحل