أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رحيل الفنان المبدع خليل شوقي في بلد الأغتراب














المزيد.....

رحيل الفنان المبدع خليل شوقي في بلد الأغتراب


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحيل مبدع ...؟
رحيل الفنان المبدع خليل شوقي في بلد الأغتراب .
بألم وحزن عميقين تلقينا نبأ رحيل المبدع والفنان والمثقف خليل شوقي ...عملاق المسرح العراقي ورائد التجديد والثقافة ومن أبرز مؤسسي فرقة الفن الحديث مع الفنان الكبير أطال الله في عمره ..يوسف العاني . رحيله هذا ...يشكل خسارة كبيرة للمسرح العراقي والعربي والعالمي ...ولا يسعني بهذه الفاجعة الأليمة ألا أن أعبر عن جميل المواسات لعائلته ...من أبناء وبنات الفقيد... ولجميع ذوي الراحل ، وأعزي الوسط الفني والثقافي العراقي بهذا المصاب الجلل . أن رحيل هذه الأعلام والهامات ...الثقافية والفنية والأدبية وهم في الغربة وبعيدا عن بلاد ما بين النهرين ...له دلالات محزنة وكارثية على حاضر ومستقبل الثقافة والفن والأدب ، وتعكس مشاهد تراجيدية مشوشة وظلامية ، وهي تكريس لثقافة اللاوعي وتخلفه وتراجعه المريع ...نتيجة لتراكمات كمية ولفترات زمنية طويلة ، أفرزت واقع مريرا يؤشر الى الزمن الرديئ ، وأنحسار لأجواء الحرية والتقدم والديمقراطية وعبر عقود عديدة مما أدى الى أفرازات وتراكمات مأساوية ...بدئا من مصادرة الحريات وفقدان وغياب مبدء المواطنة ، والتي تشكل العلامة الفارقة في التعايش بين مكونات المجتمع من عدمه ، وتدهور صروح الثقافة والمعرفة وبشكل تدريجي وأنهيار الوضع الأقتصادي وغياب الخدمات وتراجع التعليم ، هذه كلها مقدمات ومسببات لأنهيار الدولة والمجتمع ، مما أضطر الألاف من المثقفين والأدباء والفنانين وأصحابي الكفائات العلمية والفنية والأدبية والمهنية للهروب من جحيم هذا الواقع المدمر للشخصية العراقية ، وأفراغ العراق من أدوات البناء السليم والواعي للدولة والمجتمع... وسبل تطوره ومواكبنه للحضارة الأنسانية ، والذي أفرز نتائج مريعة في تدني الوعي الأجتماعي وتخلفه عن ركب الحضارة أسوة بباقي الملل والشعوب . وللأسف الشديد فمازلنا نعيش أزمات هائلة ومعوقة للدولة والمجتمع !؟ بالرغم من انهيار النظام الدكتاتوري الرجعي والمعادي لتطلعات وأماني شعبنا وكادحيه ، وبالرغم من مرور أثنتا عشرة سنتا على سقوط فاشية ودموية هذا النظام ، فلن يتمكن شعبنا وقواه الديمقراطية والتقدمية من أعادة التوازن لحركة الدولة والمجتمع وبما يأهله لأرساء دعائم الدولة المدنية والديمقراطية ، والقائمين على أدارة هذه المؤسسات ( للدولة والمجتمع) يتخبطون في نهجهم وفلسفة تفكيرهم وفي متاهات مهلكة ومدمرة لهذه المؤسسات ...وينخر في جسد العراق نتيجتا للنهج الطائفي والأثني والمناطقي، والحزبية والعشائرية ، أضافة الى الفساد المالي والأداري والسياسي ، وهذه هي العلامات الممييزة للنظام السياسي الحالي ، وهو أبعد ما يكون من نهج الديمقراطية والعدل والمساوات والمواطنة والتعددية ، والأرهاب يستنزف قدرات البلاد والعباد المادية والبشرية ويقض مضاجع العراقيين في الأمن والخدمات والعمل والتعليم والصحة وغيرها ، والتدخلات الأقليمية والعربية والدولية وحدودنا المشرعة لكل من هب ودب ، وهذه مجتمعتا تشكل الخطر المحدق بحاضر ومستقبل العراق والعراقيين . قد لا يدرك البعض لتأثير هذا الواقع ورحيل المبدعين وهم في بلدان الشتات الأجباري ؟!...وعدم تهيأة الضروف المناسبة وتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة لعودتهم الى ربوع هذا الوطن ، للمساهمة في أعادة دورة الحياة ولتزهر شتى المعارف والفنون من جديد ولتنموا في أجواء صحية سليمة ورحبة ، قد يعتقد البعض بأن تأثير هؤلاء على حركة المجتمع هوشئ نسبي وضأيل ؟...ولكن السؤال هنا يطرح نفسه ؟...كم مرة في المائة عام ينتج المجتمع مبدعون أمثال الجواهري ؟...وكم مرة ينتج العراق أمثال علي الوردي ..أو أمثال يوسف العاني ..وخليل شوقي أو سليم البصري أو النواب ، أنا أعتقد كل مائة أو مائتان عام ؟..يظهر لنا على الساحة عباقرة ممييزون يتركون بصماتهم في حياة الشعوب ، فمن الواجب حماية هؤلاء ودعمهم وتمكينهم للأبداع والعطاء والأستمرار ، ليعيشوا أطول فترة ممكنة فيزدادوا تألقا وأبداعا وفائدة . ولن نتركهم في وسط تقلبات الحياة وقساوتها ونوائبها !...كمن نتركه وسط غابة لتفترسه وحوشها وكواسرها ، وبعد ذلك نقيم لهم مجالس التأبين والعزاء ..ونبحث في بطون المعاجم اللغوية ونجزل عليهم من المواضيع الأنشائية أجمل وأرصن الخطابات المؤثرة والحزينة ؟!...ونخرج بأجمل القصائد للرثاء والنحيب . هؤلاء لا يريدون منكم هذه البهرجات الأعلامية الفارغة ، بل يريدون أن تدفعوا بأنتاجاتهم المعرفية ولأستمرارية أنبعاث الحياة في هذه المنتجات الأبداعية ، وبعثها من جديد لكي يستقي وينهل من معينها الأجيال حاضرا ومستقبلا ، ولتكون وسائل ترفع من مكانة ورفعة وسمو المجتمع وبشتى المعارف . رحمالله المبدع الغائب الحاضر أبدا ...في نفوس وعقول كل الخييرين والمهتمين بالثقافة والمعرفة والجماهير التواقة الى الفن الرصين ...ولا نتمنى أن نفجع بمبدع أخر يموت في بلدان الأغتراب بعد الأن ؟!...مثل ما مات الجواهري وهادي العلوي وبلند الحيدري والبياتي ومصطفى جمال الدين وراسم الجميلي واليوم خليل شوقي ومئات غيرهم لم تتسع الصفحات اليهم ، فقد رحلوا عنا ووروا الثرى في بلدان الشتات والأغتراب ، فلهم الذكر الطيب والرحمة ، وللذين مازالوا على قيد الحياة طول البقاء وقليل من المعانات ، وتمنى للعراق الرخاء والأمان والسلام والتعايش بين مكوناته وتوجهاتهم وثقافاتهم وفلسفاتهم ، وليشكلوا باقة ورد بألوانها المختلفة ...وهكذا كان العراق !...وسيبقى على مدى الأيام والسنين . صادق محمد عبد الكريم الدبش .
10/4/2015م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لذكراك نشعل الشموع
- سلام لهدات السلام ...ورمز الرجولة والفداء
- السفر الخالد للشيوعيين العراقيين وحزبهم المجيد
- مهملت قوى شعبنا الملحة
- لذكراك سيدي يا أبا ظافر / أكرم قدوري حاج أبراهيم
- الهند ....والمهاتما غاندي / الجزء الرابع
- تعليق على المشهد العام في العراق .
- هل اصبحت بغداد عاصمة جمهورية أيران الأسلامية ؟
- كيف السبيل للخروج من أزمات شعبنا ووطننا
- باقة أمل وورود للمرأة في عيدها .
- الهند ...اوالمهاتما غاندي - الجزء الثالث
- لجمال الكون وسرمديته وللوجود
- للجمال ...وللعشق والهيام ...لنسائنا .
- الثامن من اذار ...عيد لملائكة الرحمة
- الخلاص طوع أيديكم ...أيتها الصامتات .
- الهند....والمهاتما غاندي - الجزء الثاني
- أن الذكرى تنفع الملحدين ؟!
- الهند ...والمهاتما غاندي - الجزء الأول
- الهند ...والمهاتما غاندي
- داعش ؟....أشف من الجيش ومن القوى الأمنية !!!


المزيد.....




- الحوثي: ديون إسرائيل بلغت مستوى غير مسبوق بفعل صمود غزة وجبه ...
- اليابان: التحقيقات تكشف مصير المروحيتين العسكريتين المفقودتي ...
- هل يمكن أن يجعلنا العيش مع الغرباء أكثر سعادة؟
- تحقيق لبي بي سي يُظهر ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب محتملة بقتل ...
- قدّاس الخميس العظيم ومراسم -غسل الأرجل- في كنيسة القيامة بال ...
- ماكرون: لا استبعد إرسال قوات إلى كييف إذا تجاوزت روسيا الحدو ...
- ماليزيا تطالب -أسترازينيكا- بتوضيح الآثار الجانبية للقاح كور ...
- لم دمّر الروس والسوريون والليبيون والعراقيون وغيرهم بلدانهم؟ ...
- قلق في تل أبيب من توقف مصر عن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أور ...
- هنية عقب مكالمة مع رئيس وزراء قطر: اتفقنا على استكمال المباح ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رحيل الفنان المبدع خليل شوقي في بلد الأغتراب