أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - هؤلاء بدون حياء














المزيد.....

هؤلاء بدون حياء


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 15:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




لقد نضجتُ و أنا أشعر بمسئولية كبيرة تجاه جسدي و روحي، و أنا ألاحظ سوء التربية- قبل أن يكون لديّ الوعي الكافي لادراك كوارث القوانين و عدم تطبيقها- الذي يتصف به غالبية الرجال" الذكور" من حولي. أجد أنه بالكاد يضحكني أن أُسمّي بعض الرجال الذين لا أخلاق لديهم، بأنهم: ذكوريين، و أنا أصلاً لا أرى فرقاً كبيراً بينهم و بين من هم في محل المسئولية بفعل المجتمع أو الوظيفة.

إنه من الصعب عليّ أن أتخيل ذاتي تحاول ايضاح مشكلة ما أو كارثة فيما يتعلق بالحقوق و الانتهاكات - و إن كنت هذه المرة أتوخى الحذر و الهدوء- مع من يعطون لأنفسهم الأهمية لغش و خداع الناس، الأسوأ من ذلك أنه في مجتمعاتنا الشرقي- بلا حياد أو تغيير عن الموضوع- نجد أنه كارثة تجر بعدها مجموعة من الكوارث.. من مجتمع لا يخجل من التواضع أمام نفسه لكي يعترف بالحقيقة، من مؤسسات و مسئولين حكوميين، سواء كان أو غيرهم، و هم يلقون التهم و يوزعون المصائب لتصب فوق رؤوس غيرهم، ليحملوهم بنفس الساعة نتيجة أخطاءهم- هم- و ليس أخطاء المذنبين..

أجد أنني اطلعت على كافة المراجع الأجنبية عبر الانترنت؛ للبحث أكثر عن الأمراض النفسية التي تعاني منها كافة المجتمعات التي تتكتم على العنف ضد المرأة، أو تمر بالكوارث أو الصدمات المفاجئة: سواء بالحروب أو القمع أو انتهاك حقوق أو حرية الآخر.. و للأسف هذه كانت من أحد المواضيع التي يجب علينا نحن جيل الشباب و الفضولين أن نخاف من أن نطرحها لكي لا يساعدوننا على ايجاد الوقت الكافي لتوجيه الأسئلة و التهم إليهم..
أكرر إنه من غير الطبيعي أن تكون أعلى نسبة للعنف الأسري في الشرق الأوسط هي في اسرائيل؛ لأن باقي الدول العربية لا يوجد فيها احصائيات أصلاً، و لا مرجع واحد يمكن اللجوء إليه، و هذا يبرر الخوف الشديد الذي تحاول السلطات في الدول العربية التكتم عليه، أو جعل المجتمع يتكيف معه، في سبيل انكار جميع من ظُلِموا أو تعرضوا للخطر في حياتهم، اذا حاولوا الكشف عن ذلك؛ فما بالكم و الحكومات و ممثليها أنفسهم غارقين بذلك..

أجد أنني مضطرة أن أقول انه مهما زاد عمق و ايمان بعض الافراد الذين يحملون الوعي و الفكر الكافي لكشف المستور في المجتمع الفلسطيني، إلا أنهم يشعورن بالشلل تجاه ما تخبئه عنهم كافة السلطات و بتكليف من الجهات العليا.. إنني في نهاية الأمر، و لشدة تأثري بإهتمام حول الموضوع: جرائم الاغتصاب، و العنف الأسري في الشرق الأوسط اضطريتُ أن ألجا إلى مواقع أجنبية، تتحدث عن الصدمة النفسية، و تشرح البعد السيكولوجي لآثار الصدمة النفسية و بعض الأمور الأخرى التي يخجل المواطن العربي من التطرق اليها أو الافصاح عنها.. و وجدتُ أنهم على سبيل المثال؛ لديهم خريطة الولايات المتحدة، و عليها نقاط تحذر من وجود متحرشين، و منحرفين متواجدين حول كل منطقة؛ مما يزيد من حرص و انتباه الوالدين- في حال لم يكونا- من هذه الكارثة المخيفة! أعتقد أن الكارثة قد تصبح مأزقاً لأنه- بعضكم بات يعلم جيداً- المقارنة بين مجتمعين، و بلدين، و ثقافتين- أحدهما: تنشر الوعي و تتحمل المسئولية، و الأخرى تعيش في صراع للعودة إلى الوراء- تكاد تكون معدومة، إلم تكون تهكمية مخجلة!
لا يكفيني اليوم أن أدّعي أو أن أقول أنه في ظل كل هذه الكوارث التي ما زالت تحدث، و على الرغم من جهود بعض مؤسسات المجتمع المدني التي تعترف بهدوء عن شللها في ايضاح أو وضع حد لإنهاء الأمر، لم يخرج لدينا أي مسئول أو نائب أو ممثل شرعي- أين هي يا ترى في شرقنا الغريب- لكي يتحدث بصدق عن كل الانتهاكات التي تحصل حتى هذه اللحظة.. إنكم تعيشون في زمن يقل فيه الرجال، من معانٍ تتعلق بالنخوة و الشهامة و الصدق، لأنه على ما يبدو خلقوا صم بكم عميان في مجتمع يحق فيه للجميع أن يمارس الدعارة الفكرية، و العهر اللاأخلاقي على مزاجه دون أن يكون هناك هوية أو عنوان لفضح ذلك.. صمت المسئولين ، قمعهم و عزلهم لضحايا الاعتداء أو العنف الأسري، اختزال المواضيع التي تُطرح و تُناقش دوماً- باستخفافٍ ملهم- في الاعلام طيلة الوقت على السياسة و الاقتصاد، و الخوف من فضح الجرائم التي يقوم بها أفراد المجتمع، في حين أن المجرمين- بفعل غياب وعي المجتمع و قمع و تسلط المسئولين؛ أو من يسمون أنفسهم بذلك- قادرين على العيش و التنفس بحرية.. و هُم مِن حولكم قد يكونوا جيراناً .. قد يكونوا من أفراد أسرتكم- كما في حالتي الشخصية التي أعتبرها إلى حد ما لم تعد خاصة!

حتى يتم اطلاق العنان، و السماح بفضح كل المجرمين، السارقين، المغتصبين أو المتحرشين و نشر صورهم و تعرية حقيقتهم أمام الجميع فلينفتح على مرأى الجميع باب من جهنم، تعيشون فيه و لا يوجد من حولكم طريقة تختبرون فيها الأمان، لأن غيركم صار يعلم- و هو يشعر بجحم ورطته الكبرى الآن- و لا يكترث بأن يحرك ساكناً من أجل التضحية أو الدفاع عن ذلك! أكاد أن أقول أنه حتى لو كان النظام فاسداً أو قمعياً أو منتهكاً، أو نظام الحكم أو السلطة هو نفسه من يرتكب الجرائم تجاه المضطهدين من أفراد شعبه، فإننا يجب أن نعيش منذ الآن فطالعاً دون حياء.. لأنهم نقلوا العدوى إلينا! ما هي الفائدة و هم يقولون المرأة الفلسطينية شريكة الرجل في النضال، و نحن لا نشعر بالأمان لا من وجود قوانين يفعلونها، و لا من وجود رجال شرطة يخترقونها، كما كان يقول المخبر لي: ماذا يعني لي لو ضربك أو شتمكِ؟ أنا افعل أسوأ من هذا لأهذّب زوجتي و ابنتي! هل هذا هو معنى النضال الذي تريدوننا أن نشارككم به؟ خسئتم!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آباؤنا الخ(راء)
- حماس عدوة الحياة
- الطمع مشكلة العالم من جديد
- الكتابة في المستقبل
- البكاء
- الجريمة الكبرى - الصمت-
- قوليها دون أن تخافي:و يا -;---;-----;---لكَ من وغد خ ...
- الكراهية المُكتَسَبة
- لماذا لا يُحاكموا؟؟
- عندما لا نعلم
- الشعور بالحب و الحياة
- الحب و الوباء
- غزة.. جحيم من نوع آخر للنساء، و الأطفال
- هل يحتاج الرجل العربي لإعادة تعليم؟
- الثواب و العقاب من منظور ديني
- مدينة يحكمها الشيطان
- قسوة الأم
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة – 2-؟
- هل تكره بعض النساء الفلسطينيات أنفسهن؟
- عزيزي أيها الرجل الخائن


المزيد.....




- هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟ ...
- السعودية.. الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللا ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. تعرف على الشروط وكيفية ا ...
- بريق الذهب يُغري المُقبلات على الزواج في الأردن والشباب يستد ...
- حقوق المرأة المطلقة عربيا
- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - هؤلاء بدون حياء