أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي شايع - وحشة الفضاء!














المزيد.....

وحشة الفضاء!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعلّ، أتم الصفات؛ تلك الواضحة، في شخص، يقول ما يفعل، وهو مكتف بفعله، كرسالة، لا يريد منها مجداً، أو وجاهة، لأن نعيمه الشخصي ليس فيها، بل بحسن خلق وتمام مناقب حسنة، وهي حسبه، وحسابه، وحياته وجنته. صفات كم ذا نتمناها لرجل الدين، فالطموح الآن بوجود رجل تقوى وعلم وصاحب دين، في زمن فشل ديني واسع عبر كل وسائل الإيصال البشري، حيث تعم ظواهر بث الفتن، ضجيجاً بين الأرض والسماء، وبفوضى عارمة تحتاج أن يميز الخبيث من الطيب فيها، حتى لا تكون للناس حجة على أهل الدين الحق؛ ممن يعبدون ربهم، ويكسبون الخلق إليه بفضائل لا سبيل إليها إلا بالاستقامة، وعنوانها الامثل لديهم؛ الإيمان.

يوم أمس اطلعت على محاضرة للمرجع الديني السيد كمال الحديري تستحق كل ثناء العارفين، ولا محل هنا لإطراء لن يحتاجه هذا السيد صاحب الأتباع والمنهج، وإذ أشهد له بمصداق فعل وقول، فلست من المادحين لهواً أو طمعاً، لأن الرجل لا يحب اللاهين، و ليس فيه من مقصد للطامعين بغير المعرفة والاستشراف والفائدة.
أحييه على كثير من طروحاته، وأحييه على وجه الخصوص، وهو لا يستثني في لوم صنّاع الفتنة بين الشيعة والسنة، من الطرفين، عبر قنوات فضائية عنونها بمحرضات الجهل. وكم كان هذا الرجل مثالاً رائعاً على الاعتدال وهو يشير بعمق ووضوح لقضية نبذ الفتنة، ويحيل كل متابع لمحاضراته وتوصياته وكتبه، إلى سيرة الأئمة الخالدين في ذم ونبذ التساب والتشاتم، أو إهانة مقدسات الآخرين والحط منها. وكم أعجبني هذا الرجل المتيقن الجليل، مرشداً، من يوجه لهم الكلام، من شباب (الشيعة) تحديداً، ليحثهم على أن يكونون دقيقين في النظر إلى وصايا إمامهم السادس( الصادق)، لحظة يأمرهم بها، فيقول أحدهم كنا نعلقها في مساجدنا حتى إذا انتهينا من الصلاة عكفنا على مراجعتها. الحيدري يقول عن تلك الوصايا كما لو إنها خارطة طريق في الحياة والسلوك، يتمناها اليوم كل مسالم محب للخير، ويقرأ بعضاً من تلك الوصايا ممعناً بتفسيرها، وبشكل دقيق ومنهجي، مبيناً، قيمتها، وميزانها، في التطبيق لدى الناس، ساعة يلحّ الإمام بمتاركة حتى الأعداء وعدم مواجتهم باللعن والشتم. فيتسائل الحيدري: من ذا يجد الآن حرمة سب العدو، حتى وإن بدأ هو بالسباب والشتم، فالدعوة إلى الرب مشروطة بالحكمة والموعظة الحسنة؟. من ذا يتّبع إمامه؟. ومن ذا سيسمع كلمات المقاتل العادل علي بن أبي طالب، في طريقه إلى معركة صفين، مستنكراً على قوم من أهل العراق يسبون أهل الشام (وهو ذاهب لمواجهة جيش معاوية -من الشاميين- وقتالهم، مكرهاً)، قائلاً لهم: "إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبِّكم إياهم: اللهم أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغيِّ والعدوان من لهج به"؟!.

اعتراضات وأسئلة يسوقها السيد الحيدري كمرجعية دينية رشيدة، تنقّي التراث، وتبحث في أدق التفاصيل الإنسانية، وبموقف يحتاج إلى كلمة عرفان وإنصاف. موقف يكشف سرّ الأقنية المبثوثة في فضاء مشحون بالعسف الطائفي والشتم، كل قناة فضائية من هذا الطرف يواجهها قناة من الطرف الآخر، لا هم لها سوى الترامي باللعنات، والتنابز بالتهم. قنوات تصرف لها الملايين، وتستهلك عقولاً وأزمنة. موقف الحيدري المسؤول يدلّ على إن الوعي الحقيقي سيبقى منفياً، ومطروداً، القابض فيه على حقيقة التزامه، كالقابض على الجمر، والسائر فيه مستوحش الأمل، لأنه قليل مع السالكين. موقف يأتي في زمن موحش بمدّ ديني مكروه القسوة والإجحاف، ومدد إعلامي، وسيلته العنف، لفظاً، وفكراً، وسلوكاً، يزيد من وحشة الفضاء!.

=======================
الموقف من سب واهانة مقدسات الآخرين!
http://www.youtube.com/watch?v=f6rkvKnQ29k&feature=youtube_gdata_player



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاوى تافهة!
- ملامات برلمانية
- الحاقد الثائر!
- خوف المثقف
- مليون عام سوري..في خطر!
- تجاوز حكومي!
- عقود الوهم
- سرير المومياء
- جمعة أوسلو الحزينة
- طين ودين..بين مدرستين
- منهومان لا يشبعان!
- الصحة والأمان
- تعارض وطني
- جحيم الحياد
- قصف الخضراء!
- أرأيت الهجّة؛ يوم حجّ الطغاة إلى جدّة؟!
- رفقاً بالمساكين!
- رسالة إلى العم فيدل
- وزارة الوزير!
- إرهاب المرور!


المزيد.....




- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...
- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...
- مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد ال ...
- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي شايع - وحشة الفضاء!