أخبار العراق
نشرة أخبارية يصدرها الحزب الشيوعي العراقي – أعلام الخارج
BM Al-Tarik. London, WC1N 3XX, UK. Fax: 020 7419 2552
Internet: www.iraqcp.org e-mail: [email protected] |
العدد: 193 السبت 10/8/2002
نشرت "طريق الشعب"، الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في عدد آب (اغسطس) 2002 التقرير التالي:
قلق في صفوف اهالي المغيبين
اكتشاف قبر جماعي كبير في المحاويل
والسلطة تجهد لاخفاء آثار الجريمة
الحلة – "طريق الشعب"
ــــــــــــ
كشف في قضاء المحاويل عن قبر جماعي يضم رفاة اشخاص كثيرين, يعتقد انهم من ضحايا المجازر المروعة التي نفذتها عصابات النظام الهمجي, خلال قمعها الدموي لانتفاضة اذار 1991.
واكتشف القبر الجماعي اوائل حزيران الماضي بمحض الصدفة, حين كان عمال معمل طابوق المحاويل يقومون بتحميل التراب, في المنطقة الواقعة خلف المعمل. ففيما كانت الشفلات تحفر في الارض, وترفع ترابها الى الشاحنات لتنقله الى المعمل, تناثرت عظام الضحايا في جميع الاتجاهات.
وافاد شهود عيان ان القبر كبير جدا , وان السلطات في القضاء هرعت الى الموقع لتطويقه, واتخذت الاجراءات للتعتيم على خبر الكشف عنه. وقامت وحدات من سرية الهندسة العسكرية التابعة للواء 14 من قوات المدينة المنورة - الحرس الجمهوري, بمحاصرة المكان, وإجلاء شفلات معمل الطابوق وآلياته الاخرى, واخفاء ما انكشف من اشلاء المواطنين المغدورين.
غير ان محاولات التستر على نبأ اكتشاف القبر باءت بالفشل, حيث تناقل المواطنون المعلومات على نطاق واسع في مركز قضاء المحاويل والمعسكر ومن ثم في عموم المحافظة.
ومعلوم ان بعضا من اتباع المدعو عنيفص, المنصب في حينه شيخا لعشيرة البوعلوان, اسهموا بدور فاعل في تقتيل المواطنين الثائرين واخماد الانتفاضة في ريف المحاويل. وذكر انهم قاموا, سوية مع جلاوزة السلطة الغاشمة, بدفن كثير من المنتفضين احياء في الموقع الذي اكتشف فيه القبر الجماعي, خلف معمل طابوق المحاويل.
وقام الطاغية لاحقا بزيارة عنيفص المذكور في بيته بقرية البوعلوان, وكافأه على وحشيته وتفانيه في خدمة النظام والاجرام بحق ابطال الانتفاضة.
وافادت معلومات من معسكر المحاويل ان عربات سرية الهندسة العسكرية للواء 14, قامت بنقل رفات الضحايا المدفونين في القبر الجماعي, الى المعسكر نفسه بغية اتلافها, فيما قامت آليات اخرى بتسوية المكان ومحو آثار القبر.
وأضافت المعلومات ان مسؤولين في الامن والمخابرات بمحافظة بابل وفي أمن المحاويل, اشرفوا على عمل وحدات السرية, الذي جرى تحت جنح الظلام.
واحدث شيوع اخبار القبر الجماعي, موجة من القلق البالغ في اوساط عوائل المفقودين والمغيبين من ابناء الشعب, الذين اختفت آثارهم منذ قبضت عليهم زمرة القمع والقتل التابعة للنظام ايام انتفاضة اذار. فقد يكون ابناؤها من بين الضحايا المدفونين في القبر المذكور, رغم ان سلطات النظام تنكر وجودهم لديها في يوم من الايام.
وكان اغلب عمليات الاعدام بالجملة للمشاركين في انتفاضة اذار في محافظة بابل, قد جرى في معسكر المحاويل نفسه, وباشراف الاخوين المقبورين حسين وصدام كامل.
وكان الضحايا يربطون الى بعضهم بالحبال, ويلقى بهم سوية في حفر مهيئة, ليطلق الرصاص عليهم بكثافة. ثم تقوم الآليات بردم الحفر المليئة بجثثهم ودمائهم, وتخنق تحت التراب كثيرين منهم, ممن كانوا لايزالون احياء يتنفسون!
انتهى