أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد الرديني - رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير














المزيد.....

رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 02:45
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


صديقي الاعز جاسم المطير
قرأت رسائلك الثلاث التي بعثتها الى كل من القاضي مدحت المحمود وعمار الحكيم وعلي اللامي.
ولاني محكوم بعدد من الكلمات في خانة التعليق في هذا الموقع فقد آثرت ان "اخذ" حريتي لاكتب لك عما يؤرقني هذه الايام بسبب رسائلك اياها التي قرأتها يامعان اكثر من مرة.
المشكلة التي تؤرقني هي بايجاز" فقدان العمل الجماعي" ورغم انك تفهم ما أعني الا اني سوف اشرح قصدي منها بشيء من التفصيل الممل.
سأعيد الى ذاكرتك – رغم يقيني انك لم تنسها- اضاءات جميلة في عملنا الاعلامي. كانت تجربة الانتاج البرامجي المشترك الذي تاسست في الكويت في نهاية سبعينات القرن الماضي من اروع التجارب التي انشد اليها الكبار قبل الصغار.. لقد كان عملا مشرفا ومضيئا وحاز اعجاب حتى الكارهين للعمل الابداعي ، لماذا؟ لانه ببساطة كان عملا جماعيا تضافرت فيه الجهود لتأسيس ثقافة جديدة تخاطب المشاهد بغض النظر عن عمره، كانت تقدم له الطبق الثقافي المنوع بطريقة لم يستطع الفكاك منها وقد ذاعت شهرته في ارجاء البلاد العربية واعتقد انه حاز على جوائز قيمة لم تصل الى ايفائه حقه في الابداع. لم يكن الكثيرين يعرفون زهير الدجيلي ولا جاسم المطير ولا ابو فارس ولا المرحوم جعفر السعدي ولا الانسة قواعد ولكنه – اي المشاهد – كان يتحين الفرصة لعدم تفويت اي حلقة من حلقات هذا العمل الجبار.
اكرر، لماذا..؟ لانه كان عملا جماعيا اشترك فيه الجميع دون الشعور بان ذاك بطل العمل او تلك غطت بتمثيلها على الاخرين.
حين انجزنا انا وانت ذات يوم تحقيقا صحافيا نشرناه في مجلة الف باء العراقية في السبعينات واثرنا فيه ضجة كبيرة حول ازمة السكن المفتعلة في بغداد، لم نرجو ان نكافأ عليه وقد كتب لهذا التحقيق ان يحقق بعض غرضه.. لماذا..؟ لانه عمل جماعي.
حين عملنا معا في مجلة الاذاعة والتلفزيون مع طيب الذكر كامل الشرقي وكنت انت مديرا للتحرير كسرنا الحواجز بين خصوصية المجلة في اطار توجهاتها الفنية البحتة وبين قرائها حتى اصبحت تنافس مجلة الف باء ذائعة الصيت في ذلك الوقت ، لماذا؟ لانه كان عملا جماعيا.
هل احيل ذاكرتك الفتية الى انجازات اخرى ام اكتفي بذلك؟
اعتقد اني سأميل الى الخيار الثاني لانها رسالة شخصية لاتحتمل التفاصيل الكثيرة. ولكني اعيد الى بداية الرسالة لاقول ان الساحة العراقية افتقدت منذ سنوات طويلة روح العمل الجماعي. اللهم الا في الساحة الغنائية فمن منا لايطرب لسماع اغاني فرقة الانشاد.. كلها دون استثناء، لماذا ؟ لانها عمل جماعي.
اذا اتفقنا على حقيقة ان جميع القوى التقدمية او اليسارية انجزت لاعضائها خزينا من التراكم الثقافي مايزال يؤتي ثماره حتى هذه اللحظة ولكن هذا الجهد – واسمح لي بالتطاول قليلا- كان احادي الجانب فالشيوعي العراقي كان ومايزال محصنا بثقافته الذاتية ولكنه - مع الاستثناء- لايميل الى العمل الجماعي .. كل منا كان يغني على ليلاه وزادت من حدة ورواج هذا المثل مافعله جيل الستينات من المثقفين بنا. كانوا يريدونا لكي نصبح شعراء مثل رامبو ان ننام فوق الزبالة كما نام هوعلى زبالة باريس واذا اردنا ان نكتب نصا ابداعيا علينا ان نشرب العرق بدون مزة وحين تغلف الخمرة روؤسنا نهيم في الشوارع مثل الكلاب السائبة ولكن بعينين تنظر باحتقار الى المارة. لم نكن نعير اهتماما الا لذاتنا التي تضخمت واصبحت "الانا هي الكل بالكل".. فهمنا الوجودية من مؤخرتها ونصبنا خيما في ضواحي بغداد معلنين العزلة عن العالم لان سارتر رغب ذات يوم العيش في خيمة بعيدا عن الناس.
لا اريد الاطالة عليك فانت تعرف كل هذه الامراض التي سحقنا فيها والتي كبرت جراثيمها الان لتصبح الطائفية والمذهبية والركض سعيا الى مدينة كربلاء هي المعيار بينما نحن مازلنا نُنظر في صحة النظرية الماركسية او عدمها.
اقولها بشكل علني وليغضب مني البعض ان نسبة كبيرة جدا من المثقفين العراقيين مايزالوا حتى هذه اللحظة يعيشون انانية لامثيل لها في العالم وهي التي قادت شعبنا الى الهاوية التي يعيش فيها.
كلما احن الى مصطلح "العمل الجماعي" اشاهد مقطعا من ثورة شعب الفليبين العظيم الذين اطاحوا برئيسهم البغيض كارلوس سليل الديكتاتورية العالمية حين اضطجعوا على اسفلت الشوارع العامة ومنعوا دبابات الدولة من المرور.. هذا الشعب المعتق بالفقر هزم اكبر ديكتاتور في العالم، لماذا؟ لانه كان عملا جماعيا.
الفرصة – كما اعتقد – لم تفت بعد اذ يتوجب على قوى اليسار العراقي ان تختار احد امرين: اما ان الركض نحو ابناء الهور وسكان الصرائف في الناصرية والجبايش وسوق مريدي وعلاوي الحلة وابو الخصيب والحيانية وسوق الشيوخ صاعدا الى قرى الشمال ليقولوا لهم معتذرين: لقد اخطأت مسيرتنا في بعض اتجاهاتها ونعدكم بالعمل الجماعي بعيدا عن التنظير والمساجلات التي اخذت من عمرنا سنوات طويلة.. نعدكم ان نعمل جماعيا بدءا من القمة الى القاعدة في كل تفاصيل الحياة.
او يكسروا اقلامهم وينزووا في بيوتهم تماما كما يفعل اولئك الذين يحترمون انفسهم والاخرين.
هل اثقلت عليك يا أعز الاصدقاء؟ عذرا اذا كان كذلك ولكن من يكن اولئك الافراد الذين كتبت لهم.. ؟ انهم يغنون على ليلاهم ياجاسم المطير.
سلاما.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجتي ورانيا وانا
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام
- عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين
- حان وقت الجنون ايها السادة
- نتف الحواجب يانعيمة
- بن لادن وجيمس بوند
- كنت طفلا ذات يوم
- ممنون ل-بو نونة- ..ملحق اضافي
- انا ممنون ل-ابونونة-
- الله يلعن هذه القيلولة
- اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
- عصير -غيرة- للبيع
- راحت عليك يا افلاطون
- مقابلة منقطعة النظير
- العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟
- خسئت ايها الطيار العراقي
- -دير بالك- على معسكر اشرف ياشريف
- حتى الزبالة عزيزة
- هذيان
- برلمان ام حمام نسوان


المزيد.....




- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد الرديني - رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير