أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القتل بأثر رجعي














المزيد.....

القتل بأثر رجعي


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصواريخ التي اطلقتها طائرة عسكرية اسرائيلية ضد مقاومين فلسطينين ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي يوم الجمعة الماضي ،فقتلت منهم ثلاثة على الفور ،لا تغطيها التبريرات الاسرائيلية والتي قالت بان هؤلاء المقاومين تم استهدافهم لانهم كانوا قد اطلقوا قذائف هاون ضد اهداف اسرائيلية لذلك تم استهدافهم .
هذا المنطق الاسرائيلي غير مقنع ولامقبول ،لان القتل باثر رجعي لو استخدمته جميع الاطراف فسوف نصل الى فوضى عامة ، وتعود الجبهات الهادئة الى منطقة الصفر ، وسوف يجد كل طرف تحت عنوان هذا المنطق الاسرائيلي ابوابا مفتوحة ليعمل ما يريد ، وبالتالي تكون الجهود التي بذلت فلسطينيا واقليميا للوصول الى تهدئة ذهبت سدى ،واول ما يتبادر الى الاذهان ، ان اسرائيل باستهدافها للمقاومين الثلاثة من سرايا القدس ، وقتلهم بهذه الطريقة الباردة ، وتحت مبررات غير مقنعة ينطوي على نوايا سيئة ،لعل من اهمها احداث اضطراب في العلاقات الفلسطينية المضطربة اصلا ،لان هذا السلوك الاسرائيلي الاجرامي سوف يثير أسئلة ،وردود أفعال ،وربما لا تتصرف كل الأطراف في الساحة الفلسطينية بنسق واحد ،وخاصة أن المفهوم والأليات لا تدور على صيغة متفق عليها وطنيا حتى الان ، فما يلزم طرف من الاطراف ، لايلزم الأطراف الأخرى مع الاسف الشديد ،وإسرائيل نفسها لا تتعامل جديا مع التهدئة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية من طرف واحد ، لان مفهوم اسرائيل للتهدئة يختلف تماما عن المفهوم الفلسطيني ، لان اسرائيل تريد من الاطراف الفلسطينية في قطاع غزة ان تصدق وتصادق وتلتزم بان الانسحاب الاسرائيلي بصيغته وشكله الحالي من قطاع غزة يعفي اسرائيل من تحمل اي مسئولية ، وكأن إسرائيل بلد مجاور (جار) وليست احتلال ، كما ان اسرائيل تهدف منذ البداية اخراج قطاع غزة من سياقه الفلسطيني، أي عزله عما يجري في الضفة، وأن استمرار الاحتلال المباشر في الضفة لا يجب أن يعني للقوى في قطاع غزة اي شيء على الإطلاق، بل إن إسرائيل رفضت منذ انسحابها من القطاع في 2005 "" سيطرتها بالمطلق على الحدود البرية والبحرية والجوية، اي نوع من التهدئة المتبادلة، بل هي تريد تهدئة بمقاييسها هي التي لا يستطيع أي طرف فلسطيني القبول بها مهما بلغ من البراجماتية، وأهم هذه المقاييس الإسرائيلية أن تقبل القوى في قطاع غزة بفكرة الانقسام والانفصال بشكل كامل، وأن لا يكون هناك أي ربط بين المقاومة في غزة والمقاومة في الضفة.
وهنا يبرز سؤال كيف ستتصرف الأطراف الفلسطينية أمام هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي وقع يوم الجمعة الماضي؟
نتمنى لو أن ردود الأفعال الكلامية المتسرعة قد يتم ضبطها والسيطرة عليها، وخاصة كلام حركة الجهاد والتي قالت فيه بأن اسرائيل استفادت من استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لتنفيذ هذا العدوان، طبعا هذا كلام غير معقول، وخارج عن نطاق السياسة وهو يندرج تحت بند الهروب إلى الأسهل في تفسير الأمور، فالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم تستأنف، وسبب عدم استئنافها من جانب القيادة الفلسطينية أعمق ألف مرة من هذه التفسيرات السطحية، ونحن نريد من القوى الفلسطينية التاني في ردود أفعالها، وأن تتعمق في فهم العوامل المحيطة بهذا العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف ثلاثة من المقاومين الفلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي، لنتعرف أكثر على الأهداف الحقيقية لهذا العدوان، وصلة هذا العدوان بالعناصر السياسية داخل الساحة الفلسطينية، والتقاطعات الجارية في الساحة الإقليمية والدولية.
دعونا نعض على الجرح لكي نقرأ خارطة الأحداث قراءة معمقة، وأن يكون الفعل الصائب هو طريقنا وليس الانفعالات والمزايدات السريعة.
دماء شهدائنا أكبر من توظيفها في انفعالات داخلية، او إحراج بعضنا، دعونا نعطي فرصة للحوار الفلسطيني في فرصته الأخيرة، وأن نداوي هذا الجرح النازف الخطير الذي هو الانقسام، الذي تأكد بشكل قاطع أن السرائيليين يريدونه أن يستمر، واغتيال ثلاثة مقاومين أبطال من سرايا القدس في وضح النهار هو مثال واضح جدا، كيف أن الإسرائيليين يريدون لهذا الانقسام الفلسطيني أن يبقى، لأن بقاء الانقسام معناه أننا كفلسطينيين نستمر تحت حالة الطوارئ، تحت حالة العجز، تحت حالة الحد الأدنى، حيث حقوقنا الوطنية الفلسطينية تتراجع لصالح التفاصيل والمصالح الآنية الصغيرة.
التحية لأرواح الشهداء الأبطال الثلاثة، ولتكن دمائهم مشعلا يضيء الطريق نحو استعادة الوحدة الوطنية.





#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتيل في قفص الاتهام
- فتح بين خيارات متعددة
- الانتخابات الفلسطينية من مأزق الى حل
- الحوار إلى التأجيل والانتخابات نحو التفعيل
- ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها
- اهلا رمضان
- من ينقذ هذه الشريحة المظلومة ؟
- هل انتهى زمن المعجزات ؟
- محمود درويش قريب جدا ..بعيد جدا
- الدكتور سمير غوشة قائد وطني مبدع بصمت
- د.سيد القمني شجاعة الحقيقة امام دهاليز الخرافة
- الذاهبون للمؤتمر
- الانقسام الفلسطيني حل من الداخل او حل من الخارج
- خالي ابو معاوية رحل مع زهر البرتقال
- هو..وهي وانتصار البوح
- اقتحام روح الأنسانية
- إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال
- الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل
- أطفال العالم أمل للمستقبل وضحية للطغيان
- الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القتل بأثر رجعي