أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ييلماز جاويد - حُقوقُ الشّعبِ















المزيد.....

حُقوقُ الشّعبِ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الأكرادُ والتركمان قوميتان أصيلتان متميزتان ، سكنوا العراق من قرون عديدة رغم تبادل الأمبراطوريات في السيطرة على مساحات البلاد التي يسكنونها . فلطالما كانت هذه البلاد تحت سيطرة الفرس ثم بعد حرب أخرى تكون تحت سيطرة العثمانيين . وهكذا كان الحال في فترة حكم المناذرة والغساسنة وما تلاهما من دولة الإسلام . الكردي لا يعرفُ اللغة التركمانية إلاّ بالتعلم في ظروف التعايش ، وكذا التركماني لا يعرف اللغة الكردية . ولكلّ قوم تراثه المتميز في اللغة والأدب والشعر والأساطير ، في الملابس واسلوب الحياة وفن البناء . وأبناء الكرد والتركمان لا يعرفون اللغة العربية إلاّ بالتعلمّ بسبب أنها لغة القرآن من جهة أوما كانت تفرضه على بعضهم ظروف التجارة والتداول والوظائف في ظل سيطرة الحكومات العربية سواء في العهدين الأموي والعباسي أو في العهد الحديث بعد تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي .

إن تحليل الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والنفسية في بلد متعدد القوميات يعدّ من الصعوبة على الباحثين الخوض فيه ، وبالتالي فإن مثل هذا التحليل لا يمكن تناوله في مثل هذه المقالة ، ولذلك فإننا سنقتصر على تحليل بعض الجوانب غير المنظورة في العلاقة بين هاتين القوميتين والتي تمّ أستغلالها من قبل أصحاب المصالح المغايرة لهما ، والنفاذ من شقوق التناقضات الصغيرة لخلق هوة بينهما لتمرير ما يسعون إليه .

إندمج التركمان بالزيجات بالأكراد عبر القرون ، وكذا إندمج الأكراد بالتركمان بنفس السبب ولكن دون أن يذوب احدهم بالآخر ، فليس غريباً أن ترى زوجاً كردياً لزوجة تركمانية يعيشان عشرات السنين حياة سعيدة دون أن يتعلّم واحدهم لغة الثاني ، ولا عجييباً أن ترى أولاد مثل هذه الزيجات يختلفون في إدعائهم الإنتساب لواحدة من القوميتين ، واحد منهم يدعي أنه كردي والآخر يدعي أنه تركماني . قد يعجب البعض أن بعض الأخوة يتحادثون فيما بينهم باللغتين . إن إندماج أبناء القوميتين ببعضهما وعدم ذوبانهما عبر القرون مسألة تعدّ فريدة . ويتميّز تركمان وأكراد العراق بتعايشهم سوية عبر القرون .

يتوزّع أبناء القوميتين على مساحات مختلفة في العراق ، وذلك لأسباب تتعلق بالسيطرة الحكومية . فلا شك أن أبناء التركمان في عهد السيطرة العثمانية ولكون لغتهم قريبة من اللغة التركية للعثمانيين ، فإن هؤلاءِ إستخدموهم في الوظائف ومنحوهم المناصب والرتب العسكرية وتم تقريبهم من مراكز الحكم في الولايات فأصبحوا بصورة عامة من أبناء الذوات والحضر وإشتغلوا بالإضافة إلى الوظائف الرسمية في التجارة والمهن المختلفة داخل المدن ، بينما بقي الأكراد مهملين طوال الخمس قرون من العهد العثماني يتحكّم فيهم أمراء وشيوخ أكراد موالون للسلطان ، يمارسون الزراعة في الريف منقطعين عن المدينة .

إنّ النهضة الحديثة التي بدأت بتأسيس الدولة العراقية ، ثم سقوط الإقطاع في العهد الجمهوري وما تخلل صدور قانون الإصلاح الزراعي وملابسات تطبيقه قد دفع الكثير من الفلاحين الأكراد للهجرة إلى المدن . ولما يتميز به أبناء هاتين القوميتين من الذكاء الفطري فقد أثبتوا الجدارة في الوصول إلى أعلى المناصب الحكومية كالوزارات والقيادات العسكرية وكذا برزوا في العلوم والفنون والآداب في كلا العهدين . فكم من وزير تركماني أو كردي أو قائد عسكريّ أو شاعر أو عالم يشار لهم بالبنان ، ويُعَدّون من مفاخر الشعب العراقي كله .

لقد كان لأصابع شركات النفط ومن ورائها المخابرات البريطانية الشوط الأول لدقّ إسفين الفرقة بين القوميتين لإستغلالها لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بعد ثورة الرابع عشر من تموز . وقد إنزلق بعض السياسيين التركمان بوعود أزلام شركات النفط وإنخدعوا بانّ الثورة لم تأت لمصلحتهم ، وعلى الخصوص الغلاة منهم في التعصب القومي الذين كانت لهم إرتباطات مع حكومة تركية ( عضوة حلف بغداد الإستعماري سيء الصيت ) . وأخذ مثل هؤلاء السياسيين موقفاً مناوئاً للثورة وجمعوا حولهم الأتباع من البسطاء أو المخدوعين . وقد ساعدت عنجهية بعض القيادات السياسية الكردية من العنصريين على توسيع رقعة الخلافات بإنحيازها في البداية إلى جانب الثورة وإرتكابها الكثير من التجاوزات ضد المواطنين التركمان ثم إعلانها العصيان المسلح الذي لم تخلُ نشاطاته من إلحاق الأذى بهم .

إن بذرة الشقاق بين القوميتين كانت من صنع البريطانيين ، ولكن تأجيج أوارها حديثاً قد تمّ على يدِ القوميين والبعثيين الذي حكموا العراق بعنجهية عنصرية القومية العربية وإلحاحم على أن العراق وشعبه جزء من الأمة العربية دون إعتبار للقوميات المختلفة المتواجدة فيه من عصور قديمة ولا إعتبار لجغرافية العراق وإختلافه عن البلاد العربية الأخرى وتركيبته السكانية التي حاولوا تغييرها بإسكان العرب في مناطقهم من جهة وتسفير مجموعات منهم إلى مناطق أخرى بالإضافة إلى منعهم من إمتلاك العقار في مناطقهم .

إستبشر شعب العراق بسقوط الصنم وسقوط فكر القومية العربية العنصري ، وكان يأمل في الإسراع في منحه حقوقه كإنسان يعيش في القرن الحادي والعشرين . ولكن مرّت ست سنوات ، وحقوق الشعب بصورة عامة وحقوق الأكراد والتركمان وبقية الإنتماءات الأثنية والدينية مسألة فيها نظر . مسألة تتجاذبها قوى دينية طائفية من جهة وعنصرية عربية أو كردية في ساحة تمارس فيها لعبة لوي الذراع .

حقوق الشعب سواء بأكثريته أو أقلياته تتمثل في الحرية ، في الأعتراف بحقه بممارستها بموجب الدستور و القوانين . والدراسات العلمية والتطبيقات العملية الناجحة في كثير من البلدان في العالم ، صغيرها وكبيرها ، قد حددت أطراً متعددة تتناسب مع كل قومية وحجمها وموقعها ، فمنها من تكون أهلاً للتمتع بالحكم على أسس الفدرالية ، وغيرها يكون مؤهلاً لتكوين منطقة حكم ذاتي ، وأخرى مؤهلة لممارسة حق الحكم الذاتي . هذه التجارب العالمية أثبتت إمكانية ضمان حقوق أبناء الشعب بحيث يكون كل فرد راضياً ومكتفياً بما تمنحه تلك الدساتير والقوانين ، فالإتحاد السويسري بصغره والإتحاد الكندي بكبره يعطيان البرهان على أن حقوق الشعب يمكن ضمانها فقط إذا آمن ولاة الأمور فعلاً بحق الشعب بالحرية وضمّنوها في دستورالبلاد وقوانينه وطبقوها بأمانة .






#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس المعلم الأول
- دروسٌ ... للفائدة
- صناعةُ المستقبل
- المثقّفُ مسؤولٌ
- التقدّميةُ هيَ الأصل
- العملُ السياسيّ رسالةٌ
- سَرَقوا العيدَ
- صَرحُ الوحدةِ الوطنيةَ
- في الوحدةِ الوطنيةِ
- بِناءُ الوحدةِ الوطنية
- الإنتقائيةُ في الدينِ كُفرٌ
- الهويّة والإرادة المستقلّة
- الماضي والحداثة
- في الليلة الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
- التوافُق وما أدراكَ ما التوافُق
- عَجَبي منَ المشعوذين
- جليسٌ طائفي
- نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري
- لعنةُ الفُرقة
- ما العمل ؟


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ييلماز جاويد - حُقوقُ الشّعبِ