أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسن الفواز - عتمة الوعي وخفة الخرافة














المزيد.....

عتمة الوعي وخفة الخرافة


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 01:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العتمة الثقافية وازمة وجود المكان والعمران الثقافيين،والطبيعة الغامضة للسلطة المؤسسة على القمع والاقصاء وتهويمات المثيولوجيا والوعي الشعبي،هي التي تنتج اغلب الاشكال القهرية للثقافة المهيمنة، وربما تسهم في انتاج اشكال ضاغطة للوعي الاجتماعي الشعبي/المثيولوجي والخرافي المعبّرة عن جينالوجيا الهويات الشعبية، وحتى ملامح صراعاتها، ولعل طروحات البعض من اصحاب هذه الاتجاهات وهي تسعى الى تكريس البنيات التقليدية المرتبطة بالسلطة المفترضة للهويات وتأـثير ازماتها داخل المجتمع، تلك التي تعمد الى ربط هذه البنيات ومظاهرها بالمصالح مثلما هي مرتبطة بالاشكال البدائية للوعي، وهذا ما يجعل اصحاب هذه الطروحات يصطنعون غوايات او استعرضات تستثمرمصادر الثقافة العامة كالكتاب ومصادر(الميديا) كالتلفزيون والراديو والصحف والمجلات لطرح وتسويق افكارهم التي تعتمد اولا على طبيعة الوسط الذي تصاغ من اجله الرسالة والذي يستهلك الكثير من المعلومات والافكار، وتعتمد ثانيا على الطريقة التي تكتب بها الرسالة، وتعتمد ثالثا على طبيعة القوى المهيمنة (صاحبة القرار)او صاحبة الاستثماراجتماعية/ مالية او سياسية ام دينية، والتي تجد في شيوع هذا النمط من الافكار هو الذي يخدم مصالحها ويكرس سلطتها. واحسب ان تاريخ الدولة العراقية حافل بالكثير من الشواهد التي تجعل من الكثير من الثقافات الشعبية وعبر مستوياتها المتعددة،او(الخرافات السياسية والايديولوجية) فضاء محركا وحاضنا لها،بدءا من اشاعة خرافة السلطة وقوتها الطاغية وصولا الى خرافة السيطرة على الوجدان الشعبي وتخليق العديد من الموانع التي تحدّ من فوة الوعي الانساني النبيل وقدرته على التعاطي العلمي والموضوعي مع قيم ومفاهيم المدنية والتنوير والمعارف والفنون والجماليات من منطلق ان هذا القيم هي مصدر من مصادر العمران الانساني الثقافي والاخلاقي والجمالي.
ان ظاهرة صناعة الخرافة ليست ظاهرةشعبية فقط ارتبطت بظواهر الخوف المثيولوجي والفقر الاجتماعي والاقتصادي او في جغرافيا(ديموغرافية)معينة كما يحلو للبعض تصويرها وتسويقها ،او انها مرتبطة ببلد او مكان معينيين في العالم الواسع ، بقدر ماهي ظاهرة واسعة اكتسبت خطابها الوهج والسحر والغواية التي تشيعها دائما من خلال حاجة الانسان الى كشف المجهول دائما والسيطرة على الطبيعة ربط الظواهر الكونية باتجاهات ما ورائية، لكن ما يجعل هذه الصناعة رائجة بين اوساط اجتماعية وثقافية معينة،ودفعها باتجاه ان تكون شكلا من اشكال تكريسات العتمة وتعويق نمو الوعي المنتج ومفاهيم التنميات الثقافية،هي تعقيدات الحياة واتساع ازماتها وكثرة مظاهر الفقر والحرمان والتجهيل وفقدان العدالة الاجتماعية ومنطق السلم الاهلي ،فضلا عن طبيعة الوسط الذي ينتج ومصادر دعمه، والوسط الذي يتلقى هذه الرسائل والخطابات ومصادر اخصائه،وطبعا هذه الثنائية تمارس سلطتها وانتاجها دونما متابعة او رقابة قانونية او اخلاقية..
اعتقد ان الطروحات التي روّج لها (الفلكاني)ثابت الالوسي عبر العديد من الفضائيات والصحف العربية تأتي ضمن هذا السياق الاشكالي ،اذ ان يؤسس هذه الطروحات عبر انتمائه لوسط غامض(ثقافيا واجتماعيا) ،وانه يسوقها ايضا لوسط له قناعات معينة بالخرافات .ولاشك ان طروحاته حول هوس الحياة العراقية بالعنف وطبيعة الحروب التي تعيشها بغداد، تكتسب بعدا سسيولوجيا له مرجعيات ايديولوجية وسياسية ،لانه لايتحدث عن تهويمات عامة ،بقدر ما يتحدث عن حالة مخصوصة ترتبط بمدينة تاريخية وسياسية ،وعن شخص يمثل جزءا من وعي هذه المدينة وذاكرتها وتاريخها وطبيعة ثقافتها الحية، فهو يعزي كل مصائب وهموم هذه المدينة الى وجود جدارية(نصب الحرية)للخالد جواد سليم في وسطها ،لما تحمله من شفرات سحرية تنتمي الى خرافة الموت والعنف،وكأن الالوسي يقدم لنا فليما من افلام الخرافات الهوليودية، يجرد هذه الجدارية من قيمتها الفنية/الجمالية والتاريخية الراقية، مقابل تجريده السلطات المهيمنة من كل آثامها التي اسهمت في صناعة هذا الموت والخراب والحروب المتواصلة.
ان الوعي بقيمة الفن في حياتنا ودوره في تنمية الوعي الحسي والجمالي وخلق المشاعر العالية،ينبغي ان يكون اساسا في برامج التنمية الثقافية والتعليمية والعلمية، اذ ان التوافر على الشروط الاجرائية والمادية لهذه البرامج وبما يسهم في توسيع مجالات الثقافة العملياتية المضادة لثقافة الخرافة وثقافة الوهم، تلك التي تصنع وعيا مشوشا،مستلبا، مقهورا، سلبيا، خائفا، يلجأ للخرافة لاصطناع المزيد من الاوهام والخدع التي تضلل وعيه وقدرته على الانتماء الى المستقبل..
من كل هذا اجد ان صنّاع الخرافة يواصلون لعبتهم في تشويش الفكرة، وتفتيت قوة الوعي، وايجاد هوامش مضللة تشرعن كل ماهو نكوصي، وتشرعن قباله كل اشكال الهيمنات تلك التي تمنح السلطات الاستبدادية ورموزها وايقوناتها التي صنعت مصائبنا واحزاننا الطويلة، تبريرا لانتاج المزيد من العنف، اذ ان مسؤولية هذا الخراب تأتي من اشباح خارج دورتنا الانسانية والسياسية، وان هؤلاء المستبدين هم ابناء الدم الازرق الذين ينامون بين ظهرانيا يمارسون الطيران واشعال الحرائق في جلودنا وبيوتنا ودفاترنا المدرسية..
فكم هو بائس ان يواصل البعض الايغال في هذه اللعبة خاصة في وسائل الاعلام عبر انتاج المزيد من جرعات الوهم والتضليل وامكانية تزويدنا بالمزيد من الخرائط السرية لتخليصنا من غوايات الشيطان وغوايات العدو المجهول وغوايات النساء صانعات البهجة باعتبارهن من فصيلة الضلع المكسور،وان فنوننا هي شياطين عالقة على حيطان شوارعنا وربما هي رموز لقوى غيبية يمكن ان تباغتنا بالمنجنيقات ان اخطأنا في ممارسة النعاس جيدا والتهليل لصاحب الحاكمية..



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة العين الباصرة
- اخطاء ثقافية
- الثقافة الديمقراطية///الحقائق والشروط والمسؤوليات
- انثربولوجيا الكلاشنكوف/ عقدة اللغة وعقدة السلاح!!!
- مراثي المواطن الاخير
- ما قبل الدولة //مابعد الدولة
- ازمة السياسي والثقافي
- المجلس الاعلى للثقافة النوايا والاسئلة !!!!
- حقوق الانسان وثقافة التسامج
- من يصنع محنة المثقف العراقي؟ من يغسل وحدته بالموت؟
- ملتقى القاهرة الشعري //ثمة اسئلة دائما
- التجربة النووية الكورية الشمالية/نهاية الشرق القديم أم بداية ...
- حقوق المرأة..وعي في الحرية/اسئلة في الضرورة...............مل ...
- ثقافة الوعي الخائف
- الشعرية الكوردية
- خطاب الليبرالية/قراءة في اشكالية المركز/مواجهة في اشكالية ال ...
- العربفونية
- هشاشة المعرفة وعولمة القوة
- امال عواد///الكتابة بشرط الاستعادة
- المحترف الحضاري ...اسئلة في صراع الحضارات ام السياسات


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسن الفواز - عتمة الوعي وخفة الخرافة