أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟















المزيد.....

ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك على الأرض ومنذ أمد طويل عبر مسارات التاريخ الحديث شعبا عانى وضحى كما هي حال الشعب الفلسطيني، ومازال يقدم الضحايا دون أن يصل لبر الأمان ودون أن يحمل المواطن المنتمي لأرض سميت بأرض الميعاد أو أرض الأنبياء ..أو الأرض المقدسة...لكن الواقع الحي يجعلنا نرى التسمية الأقرب هي الأرض ( الملعونة )....
إمكانية حل أي عقدة وأي قضية تظل قائمة ..لو ترك الفلسطينيون وحدهم دون تدخلات وتأثيرات خارجية ، سواء منها العربية أو العالمية، كلي يقين أن شعب بهذا العطاء وهذه القدرة على المواجهة والاستمرار ...شعب حافظ على هويته من الاندثار وحافظ على وجوده رغم كل محاولات التشويه التاريخي والتزييف ، رغم القتل والتمزيق ، بل الفناء..لكنه ظل واقفاً ..حتى وصلت أيدي التأثير والعبث والخراب لأعماقه ونخر السوس العربي جوانب هامة تنذر بنهاية القضية..طالت ضمير أبنائه...ولعبت برؤوسهم مصالح بعيدة عن الوطن وقضيته...تصب في صالح مناصب ومكاسب سياسية مؤقتة قصيرة النظر والمدى..
(إن أهل مكة أدرى بشعابها)..فلماذا يحشر الجميع أنوفهم فيها؟ ..هل هو فعلا الحرص والخوف عليها؟..هل أثبت التاريخ والأحداث التي مرت على الشعب الفلسطيني المُهَجر خارج أرضه ، وخلال نضالا ته في أرض الشتات( لبنان، سورية ، العراق، الأردن)...أن العرب بكل حكوماتهم وعبر أنظمتهم منذ قيام دولة إسرائيل..قدموا للشعب الفلسطيني ..ما يخدم قضيتهم ، أو سارع في حلها؟ بل نرى أن تدخلا تهم ومصالحاتهم الفردية ...جاءت جميعها على حساب شعب فلسطين وقيام دولتهم القابلة للحياة في خضم تلاطم المصالح العالمية والعربية في المنطقة الأكثر اشتعالا ، لأنها الأكثر غنى في الطاقة وفي تمركز حروب الكر والفر بين الشرق والغرب.

أن يقوم بوش بمبادرة لعقد مؤتمر دولي على نمط مؤتمر مدريد ربما!!!، ويختار هذا الوقت بالذات بعد أن أحس بخطورة وعبث سياسته الهوجاء العقيمة في المنطقة وخسارته في حل مشاكل الكون عن طريق الحروب والقوة، وقد منيت هذه السياسة بفشل ذريع في أفغانستان والعراق، وهاهو يبحث عن طريق لحفظ ماء الوجه وفترة بقائه في البيت الأبيض تشارف على النهاية، ويريد أن يسجل بعض نقاط الضوء في صفحة تاريخية هي الأكثر عتمة في صفحات الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام وصفحة جونسون المشابهة، فباعتقادي أنها جاءت كنوع من التحريك للماء الراكدة وليس البحث عن حل حقيقي للأزمة والقضية الفلسطينية، لأن بوش ومنذ توليه الرئاسة في دورته الأولى لم يبادر ولم يحاول حتى تفعيل ما قام به سابقه السيد كلينتون.
هذا جانب...أما الجانب الثاني، ويتعلق بإسرائيل الطرف الأهم...وباعتقادي أن حكم أولمرت غير مؤهل للسلام...ولا يبحث عنه ضمن المعطيات العربية والعالمية، ولأن أي سلام اليوم لا تراه إسرائيل يخدم تطلعاتها ومصلحتها ولا مخططاتها...فلماذا تسعى إليه إذن؟
الفلسطينيون...يقدمون لها في تشرذمهم وتوزع جهودهم بين دويلتي حماس في غزة وفتح في الضفة كل ما تطمح إليه، يعمل على دفن القضية ويساهم بشكل فاعل في تكريس الاحتلال وخدمة الأجندة الأميركو ــ إسرائيلية...فلا عجب إذن أن تأتي المبادرة الأمير كية اليوم!
الأنظمة العربية وليست الشعوب العربية...لم تقدم ولا تستطيع ضمن أوضاعها المزرية سياسيا واقتصاديا، أن تقدم ما يذكر من أجل حل القضية بشكل عادل ومقبول، فهي من الضعف بشكل يدعو للشفقة ويبعث على السخرية، وهم كل منها وسعيه الحثيث هو( البقـــــــاء في الســـلطـــة)
ناهيك عن أنها قتلت من الشعب الفلسطيني ما يعادل ما قتله الإسرائيليون
وبفضل أصابعها الخفية تقوض العلاقات الفلسطينية ــ الفلسطينية وتزيد من حدة الخلاف بين طرفي الصراع الحماسي الفتحاوي مستخدمة القضية (قميص عثمان).. متاجرة بها في مزوداتها بين مؤتمرات القمة والجامعة العربية وعمليات الشد والجذب بين الأطراف ...سورية وإيران من جهة...ومصر والأردن والسعودية من جهة أخرى...هنا يقيم خالد مشعل وقيادات فتح الانتفاضة والشعبية والديمقراطية....وهناك تتلقى فتح الدعم اللوجستي وغيره ..مع مباركة أمريكية تطفو على السطح اليوم ....رغم أنها كانت موسومة بالإرهاب البارحة أيام عرفات ـــ !!!
نستخلص من هذه المقدمة...أن الحل ممكن لو ترك الفلسطينيون وشأنهم يحلون قضيتهم كما يرون مع إسرائيل دون خربطات وخزعبلات عربية كاذبة بكل معنى الكلمة ومضمون الفعل المعروف والمقروء والواضح لكل عين ثاقبة على مر ما ينيف عن نصف قرن من الصراع العربي الإسرائيلي....
دعوا الفلسطينيون وشأنهم ...دعوهم يقررون بمعزل عن تأثيراتكم وتدخلاتكم ومصالحكم، التي لا تتقاطع مع مصالح الشعوب العربية والفلسطينية ، بل مع مصالحكم السيادية السلطوية ونزاعاتكم الإقليمية الخاصة بكم لا بنا...وباعتقادي أن شعب فلسطين لو ترك وشأنه ، فإنه سوف يتغلب على صعوباته الذاتية وسيجد الحل المعقول مع إسرائيل ...لو تركت هي الأخرى ...فالشعب الإسرائيلي والفلسطيني ذاقا ذرعا بحروب طويلة ومريرة... ويسعيا للسلام ويرغبان فيه...لكن المشكلة لا تتعلق بالشعوب وحلها ليس بأيدي شعوب المنطقة....الشعوب دفعت وما زالت تدفع ثمن هذا الصراع، الذي منعها حتى اليوم من تطوير نفسها وتحسين أوضاعها الاقتصادية والسياسية، وأدى إلى انعدام الحرية والديمقراطية وابتليت بأنظمة قمع وقهر لا تبحث عن السلام ولا عن عودة الأرض المختلة واستقلال البلاد...بل تعيش وتعتاش على الإبقاء على حالة اللاسلم واللاحرب...وخير مثال على ما أقول
قرأته منذ أكثر من أسبوع في مجلة أسبوعية فرنسية تدعى ( كورييه أنترناسيونال) ، نقلت المقال عن صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية...ويقول العنوان:" الأسد لن يكتفي بالجولان ،..." (وتتساءل الصحيفة عما ستجنيه إسرائيل من سلامها مع سورية، فيما لو أعادت الجولان، وتؤكد أن هذا النظام يريد ثمنا باهظا ولا يكتفي فقط باستعادة الجولان، والأهم بالنسبة له هو استعادة نفوذه في لبنان!!!!...ولا تعتقد إسرائيل ...أن إقامة السلام مع هذا النظام سيجعل العلاقات مستقبليا طبيعية وقابلة للحياة كما هي الحال مع مصر والأردن....لأن النظام يعتمد أساسا على دولته الأمنية...وأن المخابرات السورية ...لن تكون مسرورة من رؤية مواطني إسرائيل يتجولون في سوق الحميدية وكيفية مراقبتهم، وستكون إمكانية الحصول على فيزا محدودة بل معدومة، وأن أي مسعى نحو دمقرطة البلاد يعني نهاية للنظام القائم في سورية!!")....انتهى حديث الصحيفة....
عماًأننا سمعنا البارحة الرئيس بشار الأسد ، يعلن ترحيبه بالسلام المشروط بقبول خطي من إسرائيل أنها تنوي فعلا إعادة الجولان قبل البدء بالتفاوض معها!!!...وبصفتي عربية وسورية، وأعرف كما قالت المرحومة أمي ....البير
وغطاه...أتساءل:ـــ
على أي أساس نفرض شروطنا؟ ...أهي قوتنا النووية الرادعة؟...أهي انتصاراتنا السابقة على إسرائيل؟...أم هو تسليحنا الحديث ، والذي يفوق في تدريب جيشه وعتاده بما يوازي أو يتساوى على الأقل مع الجيش الإسرائيلي الأقوى من كل الجيوش العربية مجتمعة؟...رغم أني سأسمع الكثير من تعليقات البعض ، والتي تقول أن حزب الله انتصر على هذا الجيش!!
وبرأيي أن حزب الله صمد ولم ينتصر ....وخراب لبنان ودماره مازال شاهدا حيا ونتائج حرب تموز تجر مخلفاتها في نهر البارد وتبشر بانهيار دولة لبنان بكامله.
باعتقادي أن هذه اللغة لا تحمل الرغبة بالسلام ، كما لا تحمل الجدية نحو السلام ولا تملك القدرة على قيامه...ومثلها لغة أولمرت أيضاً وبوش من ورائه.
ولا أعتقد أيضا ...أن استمرار حرب الشوارع وصواريخ القسام ...أو الكاتيوشا قادرة على التحرير، أو محو دولة إسرائيل ـــ كما يحلو للبعض بعد أن يقول ــ
علينا أن ندرك واقعنا المهلهل ، وأن ندرك مواطن الضعف والقوة لدينا ولدى عدونا...وأن ندرك المعطيات والتوازنات الدولية ونقرأها بصدق ووضوح، ونعمل من خلالها على إيجاد تقاطع المصالح والمنافذ الممكنة من خلالها لإيجاد حل عادل وشامل وقيام دولة فلسطينية يقبل بها أهلها ويعيشون بسلام وأمان ويعملون على تطوير المنطقة، وأن الزمن المستقبلي قادر على تغيير الجغرافية والتاريخ...لأنه يقوم على أساس صناعة سياسة عقلانية وبعيدة النظر .
إذن، الحل الآن غير ممكن ضمن قراءة واقعية للنظام العربي ككل ، والوضع الفلسطيني بشكل خاص والإسرائيلي من ورائه، ووضع المنطقة ومصالح الدول الكبرى فيها أيضاً...وكل المبادرات ..من مبادة الملك عبدالله في بيروت عام 2002 ، إلى المؤتمر المطروح من بوش، وما سبقه من كامب ديفيد وأوسلو ...والرباعية العربية والعالمية...كلها لن يؤتي أؤكله، إن لم تتغير الصور السياسية القائمة والقائمين عليها...وهذا مازال بعيد المنال...وكل ما يمكننا أن نأمله...هو عدم تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه....عدم الدخول بمفازة خراب أكثر مما نحن فيه....وأن نعمل كشعوب على الخروج من محننا ـــ وما أكثرها ــ....لنبني اللبنات الأولى نحو حرية واستقلال وتأسيس لسلام ولهذا شروط غير متوفرة اليوم...

باريس 18/07/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين (جنة الله )على الأرض البارحة، وهبة البترول اليوم نقرأ ال ...
- كيف تكون ضد أمريكا ومعها على الطريقة السورية؟
- إرهاب وأطباء..... لماذا؟
- لبنانان، فلسطينيتان، وثلاث عراقات!
- كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟
- كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟
- لا مكان لي بينكم
- مسرح الدمى السياسي في المشرق العربي
- العقل العربي في إجازة
- ما الذي ينتظرك بعد يا وطني؟
- لماذا ترتفع نسبة الجرائم في وطننا العربي، وما هي أنواعها وأس ...
- لماذا تعتبر بلداننا بؤرة للإرهاب، ومن يمارس علينا الإرهاب؟
- ليس دفاعا عن رجاء بن سلامة، ولا انتصاراً لوفاء سلطان، وإنما ...
- إلى سيف الحق أنور البني
- من صنع الإرهاب؟ من دعم وأسس الحركات السلفية في العالم العربي ...
- دعوة
- بغداد مدينة الأشباح
- تعال اتفرج يا سلام على الانتخابات السورية...يا حرام !
- كنت مسلماً ذات يوم!
- مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!


المزيد.....




- شاهد كيف بدت خوذة جندي روماني عمرها 2000 عام بعد ترميمها
- بكل هدوء.. كاميرا توثق لحظة انتحار رجل أعمال باكستاني (فيديو ...
- -حماس- ترد على اتهامات بلينكن بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار
- اشتباكات بين الطلاب المؤيدين لفلسطين والمؤيدين لإسرائيل في ج ...
- من مصر إلى غزة.. قافلة بيت الزكاة والصدقات السابعة تدخل معبر ...
- أكاديمية علوم روسية تعد برنامجا لاستصلاح القمر
- وزيرة إسرائيلية: صفقة الرهائن تلقي بأهداف الحرب في -سلة المه ...
- لابيد: لا أعذار سياسية لنتنياهو تبرر رفضه صفقة الرهائن
- أوكرانيا.. محاكمة 10 أطباء زوروا مصدّقات طبية لأشخاص للتهرب ...
- جنرال إسرائيلي: مصر ضاعفت قوتها المدرعة وتسعى لتقزيم قدرات إ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟