|
الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي ... ذنب لم يقترفه الطفل
لبنى الجادري
الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:48
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
التبول اللاإرادي : هو عملية عدم سيطرة عضلات المثانة على الأدرار الذي تحتويه وتفريغه في الوقت والمكان المناسبين . ويحدث عندما تكون عضلات المثانة غير قادرة على القيام بعملها بصورة طبيعية ، وهي مشكلة يعاني منها عدد كبير من الأطفال في فترات معينة من طفولتهم ، وقد تستمر الى ما بعد مرحلة المراهقة . تكمن مشكلة التبول اللاإرادي في الناحية الأجتماعية .. عندما يسبب إحراجا للطفل وللأم وللعائلة بشكل عام ، وقد تخجل الأم من تصرف طفلها ، وقد يشعر الطفل بغضب والدته ، إلا أنها تتحمل عبء غسل ملابسه وغسل فراشه دون أن تتحمل عبء معالجته ، خاصة بعدما نتعرف على أسباب هذه المشكلة وهي : (1) مشكلة فسيولوجية / يعاني بعض الأطفال من التبول اللاإرادي بسبب عيوب خلقية ، إذ تعاني عضلات المثانة من ضعف في أدائها الطبيعي ، يزداد خطورة وصعوبة عندما يترك دون علاج ، تاركين علاجه للزمن والتقدم في العمر والنضج ، وهذا أعتقاد خاطيء، إذ أن معالجة ضعف عضلات المثانة يتم في الصغر وعند أكتشاف الحالة ، حيث يتم تشخيص المرض ومعالجة المشكلة ، وهذا النوع من الأسباب ، سهل المعالجة بالنسبة للأسباب الأخرى ( كالحالات النفسية ) . (2) مشكلة أجتماعية / عندما يتعرض الأطفال الى مواقف حادة مؤلمة ، لا تستطيع عقولهم الصغيرة أستيعاب أغلب الأحداث فيها ، فأنهم يتركونها الى عقلهم الباطن الذي يخزنها ويعيد أرسالها على شكل موجات دماغية تعرف ب ( الأحلام والكوابيس ) ، فأثناء النوم ينشط العقل الباطن ليترجم هذه الأحداث التي لم يجد لها تفسيرا في عقله الظاهر وتصبح شبحا يثير فيه المخاوف والتساؤلات ، فيصاب بحالة من الفزع تدفعه الى التبول دون سابق إنذار ، فالفزع الشديد ، والخلافات الحادة بين الوالدين ، والضغوط الأجتماعية العامة ، وضغط التعليم وضغط التقيد بالعادات والتقاليد وحبس الطفل وتقييد حركته وعدم فسح المجال الكافي له للتنفيس وإشباع تساؤلاته اللامحدودة ، كلها أمور تجعل من عملية التبول اللاإرادي واردة في أية لحظة ممكنة . (3) مشكلة نفسية / يعاني بعض الأطفال ، دون علمهم أو علم ذويهم من حالات نفسية يصابون بها جراء مواقف يمرون بها في تجارب حياتهم الصغيرة ، فالطفل الذي يتخاصم مع زميله ويتشاجر معه ، تشكل له عملية رد فعل ، متمثلة بخوفه من ضرب هذا الطفل له ، وعدم قدرته على رد الضربة وخوفه من التعرض للأذى، كل هذه التساؤلات تشكل له مخاوف تسهم في إبراز مشكلة التبول اللاإرادي ، كذلك الأطفال الخجولين ، يصابون بهذا السلوك الغير طبيعي أكثر من أقرانهم ، إذ يمنعهم خجلهم من التعبير بصراحة عما يدور في نفوسهم ، ويحاولون تجنب كل ما يثير خجلهم ، بالضغط على مشاعرهم وعلى عضلاتهم الصغيرة ، فيفقدون السيطرة فيما بعد ، ويستسلموا للتبول اللاإرادي . إن سخرية الأسرة من الطفل الذي يتبول بشكل لاإرادي ، هي من الأمور التي تزيد من تفاقم هذه المشكلة ، إذ أن الطفل بريء من هذا الذنب ، ويتمنى أن يتخلص من هذا الشبح الذي يطارده ، لذلك وجب على الأسرة تقديم كل العون والمساعدة للطفل ، وتؤطر ذلك بالمحبة والتفهم من خلال : أ- على الأهل أن يتحلوا بالصبر وسعة الحلم في فهم حالة الطفل المرضية ( سواء كانت نفسية ، أو فسيولوجية ) ، ومحاولة التعرف على أسباب المشكلة بأدق التفاصيل ، لمساعدة الطفل على تخطيها . ب- التحدث الى الطفل حول حالته ومحاولة إفهامه أسباب مشكلته وتقليل شعوره بالذنب تجاه هذه المشكلة وطلب مساعدته في حلها والتخلص منها . ج- إستشاره الطبيب المختص لتطويق حالة الطفل والقضاء على أسبابها العضوية مبكرا . د- تدريب الطفل على الذهاب الى الحمام أكثر من أقرانه وخلال فترة النوم ليلا . ه- محاولة التعرف على أسباب التبول اللاإرادي ، وهي عديدة ، ومنها :
** العنف / إن أستخدام القوة في تربية الأطفال ومعاقبتهم جسديا وبأستمرار ، يثير فيهم حالة من أرتخاء العضلات ليلا ، إذ أن هذه العضلات متقلصة طوال فترة النهار كرد فعل طبيعي لحماية نفسه من العنف الموجه اليه . ** الخوف من العقاب / إن الخوف والفزع الذي يصيب الطفل أثناء قيامه بعمل سيء ، ويعرف أن والديه سيعاقبانه بقوة ، يدفعه شعوره هذا الى التبول لاإراديا ، كتفسير عن حالة الخوف التي يمر بها . ** إلزامية الأوامر التي تعطى للأطفال وتقييد حرياتهم الشخصية في التعبير أو اللعب أو تناول الطعام ، كلها أمور قد يرفضها الطفل فيما بعد ، ويعبر عنها بتبوله اللاإرادي . ** الخجل الزائد / بعض الأطفال يعانون من الخجل المفرط ويحرجون حين يوجه اليهم الكلام أو الأوامر ، ويجدون أنفسهم في موقف محرج ، قد يصابوا بنوع من التبول اللاإرادي ، وقد يكون ضمن الموقف الذي يتواجدون فيه .
إن هذه المشكلة هي من أخطر مشاكل الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال ، لما تحتاجه من وقت وجهد كبيرين في سبيل القضاء عليها ، كما تحتاج الى لمسات أسرية مفعمة بالمحبة الضرورية التي تزيد من ثقة الطفل المعاني لهذه المشكلة ، وتدفعه نحو طلب المساعدة والتجاوب مع النصيحة
#لبنى_الجادري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين
...
-
الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال
...
-
الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا
...
-
الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد
...
-
الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين
...
-
رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
-
الأطفال لا يرثون الخوف
-
الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
-
الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
-
اللعب ... قناع الطفل المستعار
-
الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
-
الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
-
تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
-
لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا
-
التوافق الإجتماعي والتكيف الإجتماعي وجهان لعملتين مختلفتين
-
الغافل عن الشيء لا يدركه
-
تكوين المفاهيم عند الأطفال
-
شخصيات متعددات في أنسان واحد
المزيد.....
-
مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
-
-حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص
...
-
تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة
...
-
اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
-
عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف
...
-
منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ
...
-
ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى
...
-
الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|